الكنيست الإسرائيلي يصدق على الحكومة الائتلافية الجديدة برئاسة نتنياهو (Reuters)
تابعنا

صدق الكنيست الإسرائيلي على الحكومة الائتلافية الجديدة برئاسة نتنياهو، الأحد، فيما تعهد الأخير أمام البرلمان بالمضي قدماً في مخطط ضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة.

واتفق نتنياهو وغانتس الشهر الماضي على تشكيل حكومة وحدة يتقاسمان فيها السلطة.

وأكد نتنياهو الأحد أن على الحكومة الجديدة العمل على تطبيق السيادة الإسرائيلية على مستوطنات الضفة الغربية.

وقال نتنياهو أمام البرلمان بعد أن أتى على ذكر تلك المستوطنات "حان الوقت لتطبيق القانون الإسرائيلي وكتابة فصل آخر في تاريخ الصهيونية".

وأضاف "الشعب يريد حكومة وحدة وهذا ما سيحصل عليه اليوم".

وكان يفترض أن تجري تأدية اليمين الدستورية الخميس الماضي، لتنتهي بذلك أطول فترة جمود سياسي تشهدها الدولة العبرية استمرت لنحو عام ونصف.

وتخللت تلك الفترة ثلاثة انتخابات خاضها نتنياهو وغانتس من دون أن يحسما النتيجة.

لكن وفي اللحظات الأخيرة، طلب نتنياهو التأجيل لمدة ثلاثة أيام ليتمكن من استكمال توزيع الحقائب الوزارية داخل حزب الليكود الذي يتزعمه.

وصدق الكنيست الإسرائيلي على الحكومة الائتلافية الجديدة برئاسة نتنياهو.

وبموجب الاتفاق، تستمر حكومة الوحدة لمدة ثلاث سنوات، بحيث يقتسم نتنياهو، الذي يحكم منذ 2009، وغانتس رئاسة الوزراء مناصفة يبدأها الأول لمدة ثمانية عشر شهراً.

وبعدها، يتخلى نتنياهو الذي يواجه تهماً بالفساد وتبدأ أولى جلسات محاكمته في 24 مايو/أيار، عن المنصب لصالح خصمه السابق بيني غانتس.

وعليه، سيكون غانتس رئيساً بديلاً للوزراء، وهو منصب جديد في السياسة الإسرائيلية.

وتشير الخطوط الأساسية لسياسة الحكومة الجديدة إلى أن مكافحة فيروس كورونا المستجد وإعادة بناء الاقتصاد الذي تضرر بسبب الجائحة سيكونان على سلم أولوياتها.

نوايا ضم الضفة الغربية

قد تواجه الحكومة الجديدة أزمة إقليمية ودولية بعد عدة أسابيع من تشكيلها، بسبب خطوة ضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة.

ووفقاً للصفقة الموقعة، يمكن للحكومة الجديدة البدء اعتباراً من الأول من تموز/يوليو بتطبيق خطوة الضم التي لاقت دعماً من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضمن خطته للسلام في الشرق الأوسط المعلنة أواخر يناير/كانون الثاني.

ويرفض الفلسطينيون الخطوة التي حصلت على ضوء أخضر أمريكياً لضم المستوطنات وأراض أخرى في الضفة الغربية، بشكل قاطع.

ومن المتوقع أن تلقى هذه الخطوة في حال نفذت على الأرض، ضجة دولية وتنذر بتأجيج التوتر في الضفة الغربية التي شهدت مؤخراً تصعيداً بين الجانبين.

ويعيش أكثر من 450 ألف إسرائيلي على أراضي الفلسطينيين في مئة مستوطنة في الضفة الغربية التي احتلتها إسرائيل عام 1967.

وارتفع عدد المستوطنين في الضفة بنسبة 50% خلال العقد الماضي في عهد نتنياهو.

وتعتبر المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي.

وهدد الرئيس الفلسطيني، الأربعاء مجدداً، بإلغاء الاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل والولايات المتحدة.

الأردن يحذر من خطورة المخطط الإسرائيلي

وأكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في لقاء مع صحيفة "دير شبيغل" الألمانية نهاية الأسبوع إلى أن الضم سيؤدي إلى صراع واسع. وقال "إذا ضمت إسرائيل الضفة الغربية بالفعل في يوليو/تموز، ذلك سيؤدي إلى صراع واسع النطاق مع المملكة الأردنية الهاشمية".

من جهته، أشار منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الجمعة، إلى أن الخطوة ستستنفذ "كل قدر اتنا الدبلوماسية" في محاولة لثني الحكومة الإسرائيلية القادمة عن المضي قدماً في مخططها.

وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إنه من الواضح أن "الضم غير متوافق مع القانون الدولي".

ويبدي القادة العسكريون في إسرائيل ومن بينهم وزير الدفاع في الحكومة المقبلة بيني غانتس ووزير الخارجية غابي أشكنازي تحفظهما على الخطوة التي يعتقدان أنها ستتسبب بحالة من عدم الاستقرار الإقليمي.

وفي خطابه أمام البرلمان الأحد، لم يأت غانتس على ذكر خطوة الضم.

وتناول غانتس مسألة الانتقادات الموجهة إلى الائتلاف مع نتنياهو، وهي الخطوة التي قسّمت تحالف "أزرق أبيض" الوسطي الذي يتزعمه.

وأضاف "لقد اخترت وأصدقائي الوحدة من أجل الدفاع عن المواطنين الإسرائيليين، ليس فقط أمام التحديات من الخارج ولكن من الكراهية التي تأكلنا من الداخل وتضر بصمودنا".

وقال غانتس في وقت سابق إنه أقدم على التحالف مع نتنياهو، لأن إسرائيل بحاجة إلى الوحدة بعد عام من الانقسامات.

انتقادات للحكومة

تمثل صفقة نتنياهو-غانتس الحكومة الـ35 منذ إنشاء إسرائيل في العام 1948.

وتضم الحكومة الجديدة ما بين 34-36 وزيراً يمثلون مختلف الأطياف السياسية، من حزب العمل اليساري ومن التحالف الوسطي "أزرق أبيض" والليكود والأحزاب اليهودية المتشددة.

وأثار استحداث الصفقة لمنصب رئيس الوزراء البديل الانتقادات خاصة وأنه سيزيد من الإنفاق الحكومي٫ في وقت يتوجب على الحكومة تنفيذ عملية إعادة بناء للاقتصاد الذي تضرر بسبب فيروس كورونا.

وأحصت إسرائيل أكثر من 16 ألفاً و500 إصابة بالفيروس بالإضافة إلى 268 وفاة.

وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية الأحد، إن الحكومة المقبلة (المصدق عليها اليوم) هي "الأكثر تضخماً وإهداراً" في تاريخ إسرائيل.

وأضافت "حصل ذلك في الوقت الذي يعاني فيه الاقتصاد الإسرائيلي من حالة طوارئ غير مسبوقة".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً