المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة نيكي هيلي مع الرئيس الأميركي دوتالد ترمب عقب تقديم استقالتها (AP)
تابعنا

أعلنت مندوبة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة نيكي هيلي، الثلاثاء، استقالتها من منصبها بعد قضائها 18 شهراً من شغلها له. ووصفت مهمتها بـ"شرف العمر" أثناء جلوسها بجوار الرئيس دونالد ترمب في المكتب البيضاوي.

لم يكن خفياً  طموح هيلي الرئاسي، لذا سارعت بنفسها إلى نفي الأنباء المترددة عن ترشحها للرئاسة كخطوة تالية للاستقالة. وفي رسالة موجهة إلى ترمب، قالت "إنها قطعاً لن تكون مرشحة لأى منصب في 2020"، مؤكدة دعمها إعادة ترشحه.

تضيف هيلي أنها لم تحدد بعد خططاً للمستقبل، ولم تذكر سبباً للاستقالة، لكن ترمب صرح بأنها أبلغته قبل نحو ستة أشهر بشأن تفكيرها في الرحيل بنهاية 2018 لنيل قسط من الراحة.

لكن قصة صعود هيلي السريعة في سماء السياسة الأميركية، تجعل رواية تقاعدها المفاجئ محل شك لدى المتابعين. فقد صعدت من منصب حاكمة ولاية كارولاينا الجنوبية إلى الساحة الدولية دون إنذار سابق. لذلك فإن احتمالية انسحابها من منصبها الأخير في اتجاه دور أكبر لا تزال قائمة.

صعود هيلي

كانت نيكي هيلي تبلغ من العمر 31 عاماً، وهي ترعى طفليها، في وقت لم تكن قد اشتركت فيه بعد بالحياة السياسية منذ دراستها المحاسبة في جامعة كليمسون. لكنها قررت أن تبدأ من أعلى السلم بدخول معترك انتخابات مجلس النواب في ولاية كانت تشغل في 2005 المرتبة الأخيرة في عدد النساء المرشحات لشغل مناصب سياسية، فضلاً عن كونها ابنة مهاجرين من أصول هندية.

 وانتقلت هيلي من متجر والدتها الذي كانت تعمل فيه محاسبة إلى مبنى المحافظ في ست سنوات، وأصبحت أول هندية أميركية من الأقليات العرقية تتولى هذا المنصب في ولاية محافظة، ولها تاريخ طويل من الأزمات العرقية.

 ورغم اختلافها مع سياسات ترمب بشدة، لم تمانع في أن تكون وجهه الدبلوماسي في العالم. وحددت لنفسها دوراً أُجبر ترمب على الاعتراف بفضله عندما قال لقد ”قامت بعمل مذهل. إنها شخص رائع. والأهم أنها شخص يدرك الأمور.. قامت بعمل مذهل وقمنا بعمل مذهل معاً“.

كانت هيلي معروفة بمواقفها المتشددة دولياً، لا سيما المساندة لإسرائيل والمعادية للفلسطينيين. وهو ما ظهر في قرار نقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة، وجعل يوم استقالتها حزيناً على الإسرائيليين، الذين عبروا عن ذلك من خلال عشرات البيانات والتغريدات من كبار المسؤولين في الحكومة والمعارضة وحتى الجيش الإسرائيلي.

طريق مفتوح

وصفها كتاب "نار وغضب" لمؤلفه مايكل وولف، بأنها تمتلك "طموح شيطان". وقال إن الكثيرين في دائرة ترمب الخاصة يتخوفون من أنها قد تصبح وريثته في رئاسة الولايات المتحدة.

 وبحسب الكتاب فإنه منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2017، تعتقد هيلي أن رئاسة ترمب سوف تنتهي في أي لحظة، وأنها ستكون وريثته في الرئاسة، وهو الأمر الذي اعتبرته الدائرة المقربة من الرئيس "مسألة خطيرة".

ورغم نفي هيلي، وعدم تصريحها بخططها المستقبلية، فإن اسمها المطروح قديماً باعتبارها مرشحة محتملة لمنصب نائب الرئيس، لا يزال يتردد في كشوف أعضاء مجلس الشيوخ المرشحين، في حال تولي السيناتور لينزي غراهام من ولاية كارولينا الجنوبية منصباً في إدارة ترمب، وفق ما تشير التكهنات في كثير من الأحيان.

TRT عربي
الأكثر تداولاً