المبعوث الأمريكي الخاص إلى أفغانستان زلماي خليل زاد (Reuters)
تابعنا

أوضح تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن واشنطن وحركة طالبان الأفغانية توصلتا إلى اتفاق مبدئي تتعهد فيه الحركة "بعدم السماح للعناصر الإرهابية باستخدام الأراضي الأفغانية بعد انسحاب القوات الأجنبية منها".

ما المهم: أجرت صحيفة نيويورك تايمز مقابلة مع المبعوث الأمريكي الخاص في أفغانستان زلماي خليل زاد، أكد فيها أن مباحثات السلام مع حركة طالبان أحرزت تقدماً، "إذ وافقت الحركة على تقديم تنازلات أهمها التعهد بأن لا تتحول الأراضي الأفغانية إلى مسرح لنشاطات المنظمات والأشخاص الإرهابيين".

وقال خليل زاد إن "التنازلات يجب أن تتضمن كذلك موافقة طالبان على وقف إطلاق النار والتحدث مباشرة مع الحكومة الأفغانية، وهو ما كانت الحركة تُصِرّ على رفضه من قبل".

ولفت التقرير إلى أن مسؤولاً أمريكياً أكّد أن وفد طالبان طلب وقتاً للتشاور مع قيادات الحركة بشأن المطلب الأمريكي بوقف إطلاق النار وإجراء محادثات مع الحكومة الأفغانية.

المشهد: بدأ الدبلوماسيون الأمريكيون في 21 يناير/كانون الثاني الجاري، جولة مباحثات جديدة مع فريق تفاوضي من حركة طالبان في العاصمة القطرية الدوحة، واستمرت المباحثات ستة أيام قبل أن يتوجه المبعوث الأمريكي زلماي خليل زاد إلى كابول ليُطلِع الرئيس الأفغاني أشرف غني، على ما اتُّفق عليه.

وأكّد خليل زاد أنه "لا أحد يحتكر حق التفاوض من أجل السلام"، مضيفاً أن المباحثات الأخيرة "كانت جيدة وخرجت بأفكار مختلفة".

وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أن "المباحثات بين واشنطن وطالبان كانت مشجعة"، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

بين السطور: أعرب الرئيس الأفغاني أشرف غني، في كلمة توجه بها إلى الشعب عقب اجتماع جمعه بخليل زاد، عن تخوُّفه من عدم التزام طالبان بالشروط الأمريكية، وقال "نريد السلام بسرعة، لكننا نريده بحذر، فالحكمة مهمة حتى لا نكرر أخطاء الماضي".

ويتخوف الرئيس غني، وفقاً لتقرير نيويورك تايمز، من إعادة إحياء فكرة تشكيل حكومة مؤقتة، وهي فكرة طرحها المبعوث الأمريكي الخاص السابق قبل تولي خليل زاد المنصب، وكان غني الذي أعلن نيته الترشح في الانتخابات المقرر إجراؤها في يوليو/تموز المقبل، انتقد هذه الفكرة مراراً.

من جانبه، نفى خليل زاد التطرق إلى نقطة الحكومة الانتقالية المؤقتة في المباحثات الأخيرة مع وفد طالبان.

الخلفيات والدوافع: بعد سنوات من لعب الدوحة دور الوساطة بين طالبان وواشنطن، استضافت أبو ظبي، في وقت سابق من ديسمبر/كانون الأول الماضي، سلسلة لقاءات جمعت ممثلين عن الطرفين، إلا أن المباحثات في الإمارات وصلت إلى طريق مسدود بسبب إصرار الولايات المتحدة على إشراك الحكومة الأفغانية.

وحاولت باكستان مؤخراً لعب دور لاستئناف المباحثات مرة أخرى، لكن بدا أن بين طالبان وإسلام آباد أزمة ثقة، إذ قال قيادي الحركة "إيران وقطر تدعمان أسلوب طالبان، لكن باكستان تقول ما تريده الحكومة الأفغانية والولايات المتحدة".

وبعد انسحاب جزء كبير من القوات الأجنبية في أفغانستان قبل أكثر من ثلاثة أعوام، استطاعت طالبان السيطرة على أكثر من 50% من مساحة البلاد.

وقال الرئيس الأفغاني أشرف غني الأسبوع الماضي، إن 45 ألفاً من قوات الأمن لقوا حتفهم منذ توليه الرئاسة في عام 2014.

وذكرت تقارير صحفية أن الولايات المتحدة تفكر في سحب نصف قواتها تقريباً، لكن متحدثاً باسم البيت الأبيض قل إن الرئيس دونالد ترمب لم يُصدِر أوامر بالانسحاب، رغم أن الإدارة الأمريكية لم تنكر صحة التقارير.

TRT عربي
الأكثر تداولاً