كشفت شبكة CNN الإخبارية الأمريكية في تحقيق استقصائي مطوّل، أن معدات هواوي صينية الصنع، التي وُضعت فوق أبراج خلوية قريبة من بعض القواعد العسكرية الأمريكية، قادرة على التقاط وتعطيل اتصالات وزارة الدفاع عالية السرية، وتحديداً، الاتصالات التي تُستخدم في الإشراف على الترسانة النووية الأمريكية.
ووصلت الولايات المتحدة إلى تلك المعلومات عبر تحقيق أجراه مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI، إلا أن ذلك التحقيق، الذي بدأ منذ عدة سنوات وتحديداً خلال إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما، لم يٌعلن عنه أو عن نتائجه، وقد ذكر بعض تفاصيله أكثر من 10 مصادر مطلعة تحدثوا إلى شبكة CNN، بشرط عدم الكشف عن هويتهم، لأنهم غير مخولين بالتحدث علناً.
وليس واضحاً تماماً، ما إذا كانت الاستخبارات الأمريكية قد توصّلت إلى بيانات محددة جرى اعتراضها وإيصالها إلى بكين أم لا. فمن الناحية الفنية، يصعب جداً إثبات ذلك، وفق المصادر المطلعة.
رغم ذلك الارتباك، تؤكد تلك المصادر أن معدات هواوي تمكنت من اعتراض الاتصالات بل والوصول إلى بيانات سرية للغاية خاصة بالجيش الأمريكي، كما تمتلك القدرة على تعطيل اتصالات القيادة الاستراتيجية المهمة، ما يمنح الحكومة الصينية إمكانية نافذة على الترسانة النووية الأمريكية.
والأخطر من ذلك، أن الولايات المتحدة لم تتمكن من إزالة تلك المعدات، ويبدو أن إزالتها سيكلّف ثمناً باهظاً يعرقل تلك الخطوة منذ سنوات.
ففي عام 2020، وافق الكونغرس على منح 1.9 مليار دولار، لإزالة المعدات التكنولوجية الخلوية لشركة هواوي، لكن ما تحتاجه السلطات لإزالتها يتجاوز 3 مليارات دولار، لتعويض جميع الشركات المتضررة من تلك الخطوة، وقد تسبب ذلك في تعقيد الأمر وتركه كما هو حتى الآن.
من جانبها، نفت هواوي أن معدات الأبراج الخاصة بها في الولايات المتحدة تعترض أي اتصالات خاصة بوزارة الدفاع أو مؤسسات عسكرية حساسة، وفق بيان أرسلته إلى CNN.
