تقارير إعلامية تشير إلى دور بن زايد في إقناع بشار الأسد بكسر وقف إطلاق النار في إدلب السورية (AFP)
تابعنا

تكشفت في الأيام الماضية كثير من المعلومات والأدوار التي تقوم بها الإمارات في الأزمة السورية وأهدافها من وراء ذلك. آخر تلك المعلومات جاءت في تقرير نُشِر على موقع "ميدل إيست آي" الإلكتروني الأربعاء، أشار إلى محادثات سرية أجراها ولي عهد إمارة أبو ظبي محمد بن زايد مع رئيس النظام السوري بشار الأسد، حثّ خلالها الأول الأخير على عدم التزام هدنة وقف إطلاق النار في إدلب التي اتفق عليه الجانبان التركي والروسي في موسكو في مارس/آذار الماضي.

مبالغ مالية ضخمة

ينقل تقرير "ميدل إيست آي" عن مصادر مقربة من محمد بن زايد أن الأمير الإماراتي وافق على مساعدة النظام السوري مالياً بثلاثة مليارات دولار، مقابل عدم التزام الأخير وقف إطلاق النار في إدلب، وتأجيج الصراع هناك مجدداً.

وتشير المصادر التي لم يكشف التقرير عن هوياتها، إلى أن الإمارات كانت بالفعل قد دفعت 250 مليون دولار من المبلغ المذكور، قبل الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار.

مباحثات بعيدة عن الأعين

التقرير أيضاً يوضِّح أن المباحثات بين ابن زايد والأسد كانت تُجرى بسرية شديدة، مُرجعاً ذلك إلى قلق الإمارات من علم الأمريكيين بما تفعله، لا سيما وأن واشنطن كانت قد أعلنت دعمها للجهود التركية العسكرية في مواجهة قوات الأسد في الشمال السوري، فضلاً عن أن الولايات المتحدة أعربت في وقتٍ سابقٍ، عن استيائها من خطوة الإمارات بالإفراج عن أصول إيرانية قيمتها 700 مليون دولار، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي. لذلك خشي الإماراتيون أن يزداد التوتر مع واشنطن، حال علمت الأخيرة بما تفعله أبو ظبي لدعم النظام السوري.

الإجابة: ليبيا

على الرغم من إعلان اتفاق تركي روسي لوقف إطلاق النار في سوريا، ورغبة موسكو في إنجاحه، لم تتوقف المساعي الإماراتية لدفع الأسد إلى إشعال المعارك مجدداً، وفقاً لمصادر نقل عنها التقرير الذي يُرجع خطوات أبو ظبي في سوريا، إلى موقفها من الصراع المتواصل في ليبيا.

ففضلاً عن رغبة الإمارات في تكبيد الجيش التركي المنتشرة وحداته في مناطق خفض التصعيد بالشمال السوري خسائر كبيرة على المستويين اللوجيستي والعسكري، يشير التقرير إلى أن ابن زايد أمل في أن الضغط الذي ستمارسه قوات النظام السوري على الجيش التركي، سيساعد في تشتيت الأخير وصرف نظره عن المعارك المتواصلة في طرابلس بين مليشيات خليفة حفتر المدعومة إماراتياً والقوات التابعة لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً، لا سيما وأن تركيا أعلنت دعمها الأخيرة على الصعيد العسكري، لوقف هجمات حفتر المستمرة منذ نحو عامٍ على العاصمة طرابلس.

حلقة جديدة في مسلسل التوتر

لا تُعد الخطوات التي تتخذها أبو ظبي في سوريا، سوى حلقة جديدة في مسلسل الاستهداف الإماراتي المستمر لتركيا منذ سنوات، والتي يرجعها مراقبون للموقف التركي من الثورات العربية ومن الأزمة الخليجية، والسياسات الإماراتية في ليبيا الداعمة لانقلاب حفتر، وفي سوريا المناهضة للعمليات العسكرية التركية ضد الإرهاب في سوريا.

وتلعب الإمارات دوراً في الدعاية المضادة الموجهة ضد تركيا والدور التركي المُرحب به شعبيًا ورسميًا في عدد من الدول العربية، التي تشهد نزاعات مسلحة وأزمات إنسانية، حيث تساهم الجهات التركية المعنية في مد يد المساعدة لشعوب تلك الدول.

بالإضافة لذلك أشارت تقارير غربية إلى دور إماراتي ما في المحاولة الانقلابية الفاشلة، التي شهدتها تركيا في 2016، وتحدثت تقارير أخرى عن دور مباشر لرجل الأمن الفلسطيني، محمد دحلان، الذي يعمل مستشاراً لدى ولي عهد أبو ظبي.

وتحدثت الجهات التركية المسؤولة، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، عن إصدار "مذكرة حمراء" بحق دحلان لدوره في محاولة الانقلاب الفاشلة، عبر تمويل تنظيم "غولن" الإرهابي، المسؤول عن المحاولة الانقلابية الفاشلة.

وسبق أن أدلى وزير الخارجية التركي، مولود جاوش أوغلو، بتصريح قال فيه إن "دولة مسلمة مولت بثلاثة مليارات دولار محاولة الانقلاب في تركيا"، مشيراً إلى أنه علم بعد ذلك بأن تلك الدولة هي الإمارات.

TRT عربي
الأكثر تداولاً