المزايدات والاتهامات المتابادلة بالتساهل في ملف الأمن لم تقتصر على الأحزاب والتحالفات اليمينية (AP)
تابعنا

سرعان ما تلقفت الأطراف السياسية في إسرائيل إعلان الجيش، صباح الإثنين، وقوع هجوم بصاروخ بعيد المدى أُطلق من غزة وسقط على منزل في بلدة مشميريت شمالي تل أبيب مُخلفاً سبعة مصابين، لتجعله مادة للمزايدة في إطار الاستعدادات للانتخابات البرلمانية المزمع إجراؤها في 9 أبريل/نيسان المقبل.

توّعد برد مؤلم

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قرر اختصار زيارته التي بدأها الأحد إلى واشنطن بغرض عقد لقاء مع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، والاحتفال بقرار الأخير الاعتراف بالسيادة الكاملة لإسرائيل على الجولان المحتل.

وقال نتنياهو إنه أجرى مشاورات مع قادة الأركان وجهاز الأمن العام وهيئة الأمن القومي، مؤكداً أن "الرد على الهجوم سيكون قوياً".

وتوعّد مسؤولون في الحكومة الإسرائيلية وحزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو بـ"ردّ مؤلم" على الهجوم، وحمّلوا حركة حماس المسؤولية رغم نفيها الرسمي.

وبين تأكيدات وزير الأمن الداخلي جلعاد أردان الذي قال إن تل أبيب سترد رداً قاسياً وقوياً وتوعُّدات وزير الشؤون البيئية زئيف ألكين لحماس بأن تنتظر مواجهة أخرى، يبدو أن غزة ستصبح مادة ثرية للمزايدة الانتخابية خلال الفترة المقبلة.

حزب التجمع الوطني الديمقراطي، وهو أحد الأحزاب العربية المشاركة في واحدة من قائمتين عربيتين تنافسان في الانتخابات، لفت إلى الفكرة ذاتها بالقول إن "نتنياهو يعود من الولايات المتحدة محمّلاً بالرغبة في جر المنطقة إلى حرب دموية تحفظ حكمه"، واعتبر الحزب الخسائر المستمرة في الأرواح بين أهل غزة وسكان المناطق الجنوبية في إسرائيل "نتيجة مباشرة للاحتلال والحصار الطويل الذي حوّل غزة لغيتو يسكنه مليونا شخص".

من اليمين إلى اليسار.. دعوات للتصعيد

مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في إسرائيل في 9 أبريل/نيسان المقبل، تزداد حدة التنافس بين الأحزاب والتحالفات التي تخوض السباق الانتخابي ويتصدّر الملف الأمني خطابات المرشحين ودعاياتهم الانتخابية لا سيما بعد عمليات نفّذها مؤخراً فلسطينيون في الضفة الغربية المحتلة قبل أن تُفتح اليوم جبهة جديدة في غزة.

وفي الوقت الذي يتفاخر فيه نتنياهو بإنجازات حققها على الصعيد الدبلوماسي؛ تمثّل أهمها في اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها وإعلانه نيته الاعتراف بالجولان المحتل أرضاً خاضعة للسيادة الإسرائيلية فضلاً عن التقارب غير المسبوق بين تل أبيب وأنظمة عربية، يكيل خصوم رئيس الوزراء السياسيون له اتهامات بالتساهل مع الملف الأمني وعدم الرد بحزم على هجمات غزة.

زعيم تحالف أزرق أبيض ومنافس نتنياهو الأساسي بيني غانتس، سرعان ما كتب على تويتر بُعيد الهجوم "أولئك الذين لا يردون بقوة وحزم ويتساهلون مع حماس، متباهين بنجاحهم في إنهاء الهجمات على سكان المناطق الجنوبية، يتلقون اليوم صاروخاً على الشارون (المنطقة التي سقط فيها الصاروخ)".

وكان نتنياهو اعتاد توجيه سهام نقده لغانتس، وهو جنرال متقاعد سبق أن تولى منصب قيادة أركان الجيش الإسرائيلي بين عامي 2015 و2018، بالقول إنه "فقير الخبرة في إدارة شؤون الدولة".

في السياق نفسه، كتب القيادي في التحالف المذكور يائير لبيد "أطلق صاروخ على بئر السبع في أكتوبر/تشرين أول 2018 ولم يرد نتنياهو، وأطلقت 500 قذيفة هاون على التجمعات السكانية المحيطة بقطاع غزة ولم يرد نتنياهو، كما لم يرد على الصاروخين اللذين أطلقا على تل أبيب منتصف الشهر الجاري".

وأضاف لبيد على تويتر "أنا أؤيد سياسة متوازنة ومسؤولة، لكن السياسة الحالية ليست متوازنة، فنتنياهو ببساطة لا يرد، حتى فقدت إسرائيل قوة ردعها".

بدوره، دعا زعيم حزب إسرائيل بيتنا ووزير الدفاع الإسرائيلي السابق أفيغدور ليبرمان إلى "إعلان فوري لإنهاء الاتصالات مع حركة حماس الإرهابية، ووقف إرسال الأموال التي تمر عبر إسرائيل إلى قطاع غزة".

ولم تقتصر المزايدات بالملف الأمني على الأحزاب اليمينية، فزعيم حزب العمل آفي غباي قال إن نتنياهو يتحمل المسؤولية عن الوضع الأمني المتدهور وإنه فقد الردع وعزز قوة حماس، مضيفاً أن "الخطابات الجميلة وحقائب الأموال التي يقدمها نتنياهو لحماس لا توفر الأمن؛ ليبقَ في الولايات المتحدة وينشغل بالإعلام".

TRT عربي
الأكثر تداولاً