غوايدو أعلن، الثلاثاء، تفاهمه مع وحدات في الجيش الفنزويلي للإطاحة بالرئيس مادورو (Reuters)
تابعنا

بعد فترة من الهدوء النسبي الذي خيّم على المشهد السياسي في فنزويلا، عاد التوتر مجدداً مع إعلان زعيم المعارضة خوان غوايدو، الثلاثاء، أن قوات الجيش انضمت إليه للإطاحة بحكم الرئيس نيكولاس مادورو.

المرحلة الأخيرة؟

أفاد مراسل وكالة رويترز بأن قوات الأمن الفنزويلية أطلقت الغاز المسيل للدموع على غوايدو أثناء وقوفه وسط نحو 70 رجلاً مسلحاً يرتدون الزي العسكري، خارج قاعدة لاكارلوتا الجوية في العاصمة الفنزويلية كراكاس.

حدث ذلك بعد ساعات من إعلان غوايدو "بدء المرحلة الأخيرة في عملية الحرية"، موضحاً أنه يلتقي حالياً "الوحدات الأساسية في القوات المسلحة" لمساعدته في "الإطاحة بسلطة" الرئيس نيكولاس مادورو.

وظهر غوايدو في تسجيل مصور، نشره على حسابه في تويتر، برفقة رجال يرتدون الزي العسكري والسياسي المعارض ليوبولدو لوبيز، المحبوس قيد الإقامة الجبرية.

وقال غوايدو "القوات المسلحة الوطنية اتخذت القرار الصحيح وهي تعتمد على دعم شعب فنزويلا".

في المقابل، سارعت الحكومة الفنزويلية برفض أي إشارة إلى تمرد بين صفوف الجيش. وقال وزير الدفاع فلاديمير بادرينو "نرفض هذا التحرك الانقلابي الذي يهدف إلى نشر العنف في البلاد"، مؤكداً أن القوات المسلحة لا تزال "تدافع بحزم عن الدستور الوطني والسلطة الشرعية" وأن جميع وحدات الجيش في مختلف أنحاء البلاد "تبعث تقاريرها بشكل طبيعي" من ثكناتها وقواعدها.

نتائج المحاولة الانقلابية

أمّا في ما يخص طبيعة التحركات الأخيرة، قال الباحث السياسي رفيق درجاني إن الصور الواردة والتي يظهر فيها غوايدو محاطاً بعدد من العسكريين المصاحبين "لم تُلتقط من داخل القاعدة العسكرية وإنما من خارجها"، عكس ما تداولته بعض وسائل الإعلام.

ورأى درجاني المقيم في كراكاس، أن التحركات الأخيرة تأتي في سياق "محاولات من المعارضة لخلق أجواء تساعدها على تحريك الشعب وتغيير الحكم، ولكن حتى الآن لم تحدث تحركات مهمة"، مرجحاً أن تكون تلك المحاولة هي آخر المحاولات.

وأضاف لـTRT عربي أن "الطرقات وحركة السير طبيعية في قلب كراكاس".

أما على صعيد الشارع الفنزويلي، يقول درجاني إن "فنزويلا تشهد ظروفاً صعبة لكن الحزب الاشتراكي لا يزال يتمتع بتأييد أغلبية المواطنين في البلاد".

من جانبه، أكّد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أن الأمور لم تخرج عن السيطرة. وفي تغريدة بدأها بـ"أعصاب من حديد"، قال مادورو إنه تحدّث مع قادة الوحدات الأساسية في الجيش "الذين أظهروا ولاءهم الكامل للشعب والدستور والوطن".

ودعا مادورو جموع الشعب للتحرك من أجل الدفاع عن الشرعية.

في السياق نفسه، قال العضو السابق في البرلمان الفنزويلي عادل الزغير إن "رد الفعل الشعبي الرافض للمحاولة الانقلابية كان قوياً ليس فقط من جانب الموالين للحكومة ولكن أيضاً من جانب معارضين يرفضون القفز على السلطة عبر انقلاب عسكري".

وأضاف الزغير لـTRT عربي أن "غوايدو ومن اشترك معه في المحاولة الانقلابية فشلوا سياسياً في إقناع حركات معارضة بالانضمام إليهم، كما فشلوا عسكرياً عندما اختارت معظم قوات الجيش الوقوف إلى جانب الحكومة الشرعية"، لافتاً إلى أن من استجاب لغوايدو "مجموعة صغيرة لا تتجاوز مئة شخص، وكل ما سيطروا عليه كان جسراً بالعاصمة كراكاس".

أبرز المواقف الدولية بين الدعم والإدانة

جاءت الولايات المتحدة في مقدمة الدول التي أعلنت، الثلاثاء، "دعمها الكامل" لتحركات غوايدو، وكتب وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو على تويتر "اليوم أعلن الرئيس بالوكالة خوان غوايدو بدء عملية التحرير"، وأضاف "الحكومة الأمريكية تدعم بالكامل الشعب الفنزويلي في سعيه للحرية والديمقراطية. لا يمكن هزيمة الديمقراطية".

وفي وقت سابق، حثّ البيت الأبيض جيش فنزويلا على الوقوف إلى جانب "المؤسسات الشرعية"، وكتب مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون مخاطباً وزير الدفاع الفنزويلي فلاديمير بادرينو لوبيز "يجب على القوات المسلحة حماية الدستور والشعب الفنزويلي".

على صعيدٍ موازٍ، اتهم وزير الخارجية الفنزويلي خورخي أرياسا الجارة كولومبيا بمساعدة المعارضة في محاولة الانقلاب العسكري، وكتب على تويتر "ندين الدعم الذي تقدمه السلطات الكولومبية لمحاولة الانقلاب الجديدة في فنزويلا".

إسبانيا من جهتها، أعلنت أنها لا تؤيد انقلاباً عسكرياً في فنزويلا على الرغم من أنها تعد "غوايدو زعيماً شرعياً للبلاد". وقالت المتحدثة باسم الحكومة الإسبانية إيزابيل ثيلا "ليس لدينا شك في أن الحل بالنسبة لفنزويلا سيأتي مع الانتخابات، إسبانيا لا تؤيد أي انقلاب عسكري".

أمّا روسيا وتركيا، فأعربتا عن رفضيهما محاولات تغيير الحكومة الشرعية في فنزويلا من خلال العنف.

واتهمت وزارة الخارجية الروسية المعارضة في فنزويلا بالتحريض على العنف في البلاد، داعية للابتعاد عن أعمال العنف والشغب وإراقة الدماء في البلاد.

وقالت الوزارة في بيان "مرة أخرى توجهت المعارضة المتشددة في فنزويلا إلى أساليب القتال، وبدلاً من التوصل إلى تسوية سلمية للنزاعات السياسية، اتبعت سياسة التحريض على الصراع، وإثارة انتهاكات للنظام العام، والاصطدام بمشاركة القوات المسلحة".

بالمثل، قال الرئيس التركي عبر حسابه على تويتر "بوصفنا دولة كافحت الانقلابات وعانت من عواقبها السلبية ندين محاولة الانقلاب في فنزويلا" ، وأضاف أردوغان "يجب أن يعلم أولئك الذين يحاولون تعيين حاكم استعماري ما بعد الحداثة في فنزويلا، أن كيفية إدارة بلد ما تحدَّد من خلال انتخابات ديمقراطية فقط".

TRT عربي
الأكثر تداولاً