لفت مقال رأي نشرته "ميدل إيست آي"، مؤخراً، إلى أن إسرائيل تخطط للاستثمار في الحرب الروسية الأوكرانية، لتعزيز "تفوقها الديمغرافي" في "فلسطين التاريخية".
إذ طلبت السلطات الإسرائيلية، منذ بدء الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا، من الأوكرانيين اليهود، الهجرة إلى إسرائيل، حيث سيوفر لهم المأوى والطعام والحماية، وسيعيشون على الأرض التي انتزعت من الفلسطينيين، في انتهاك للقانون الدولي.
وأطلقت الحكومة الإسرائيلية عملية “عارفوت إسرائيل” (ضمانات إسرائيلية)، التي تعتمد على قانون العودة الذي يضمن لليهود من أي جزء من العالم المواطنة الفورية على أساس دينهم.
ويذكر المقال، بأنه كما كان الحال خلال الحرب العالمية الثانية، ليس اليهود وحدهم من يواجهون كارثة الحرب في أوروبا الشرقية. فسكان أوكرانيا، البالغ عددهم 44 مليون نسمة، يواجهون تهديداً وجودياً مع هجوم القوات الروسية على بلادهم بقوات برية وضربات جوية مروعة.
وقالت وزارة الهجرة الإسرائيلية في وقت سابق: “ندعو يهود أوكرانيا إلى الهجرة إلى إسرائيل، وطنكم”.
ومن جانبه وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت “إسرائيل” بأنها “ملاذ لليهود المنكوبين”، قائلاً: “مهمتنا، سنفعل هذه المهمة المقدسة مرة أخرى”.
كما قال قسم الاستيطان في المنظمة الصهيونية العالمية بأنه سيبني أماكن إقامة مؤقتة لأولئك الذين يختارون الهجرة إلى دولة الاحتلال. ومن جهتها، قالت وزيرة الهجرة الإسرائيلية، بنينا تامانو شطا، إن “مصير يهود إسرائيل ومصير يهود الشتات مرتبط بشكل وثيق”.
وقال رئيس قسم الاستيطان في المنظمة الصهيونية العالمية يشاي ميرلينج: “بمجرد تبني قرار الحكومة، سيكون أعضاء القسم الاستيطاني مستعدين لتنفيذه على الفور”.
وأضاف أن “القتال الدائر في أوكرانيا وجو عدم اليقين يتطلبان من دولة إسرائيل الاستعداد لاستيعاب المهاجرين من أوكرانيا”، مشيراً إلى أنه “يجب على إسرائيل أن تتحمل مسؤولية الجاليات اليهودية هناك. هذا ما فعلته إسرائيل في الماضي، وهذا ما يجب على الدولة اليهودية أن تفعله اليوم”.
ووفق آخر إحصاء، هاجر ما لا يقل عن 467 أوكرانياً يهودياً إلى إسرائيل. وتفيد التقديرات أن حوالي 40 ألف شخص في أوكرانيا يعتبرون أنفسهم يهوداً، بما في ذلك الرئيس فولوديمير زيلينسكي. ومثل أسلافهم الذين وصلوا قبل قرن من الزمان، سوف يتبنون في النهاية الاعتقاد الصهيوني بأن الأرض كانت فارغة، حسبما جاء في التقرير.
وعلى الصعيد ذاته، أفادت وزيرة الداخلية الإسرائيلية أييليت شاكيد خلال هذا الأسبوع، بأن حوالي 100 ألف يهودي أوكراني قد يصلون إسرائيل خلال الأيام القادمة ويصبحوا "مواطنين".
ويقول التقرير، أن نفس الأشخاص الذين هربوا لتوهم من الحرب والجوع والاحتلال الأجنبي اليوم سيتحولون بين عشية وضحاها إلى مستوطنين ومستعمرين. سوف يدخلون ببساطة في نظام الفصل والتمييز المؤسسي الإسرائيلي، المعروف باسم الفصل العنصري .
