قال وزير الدولة للشؤون الخارجية عادل الجبير، إن بلاده تربطها شراكات مع الولايات المتحدة والصين، مؤكدا أن الرياض "لا تفضل دولة على أخرى".
جاء ذلك في مقابلة مع شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية بثت مقتطفات منها فجر اليوم، أبدى خلالها الوزير السعودي أهمية علاقات بلاده مع الصين التي قال إنها "أكبر شريك تجاري" للسعودية.
ولدى سؤاله عن تصريح للرئيس الأمريكي جو بايدن، قال فيه إنه ينبغي على الولايات المتحدة عدم السماح لروسيا والصين بملء الفراغ في الشرق الأوسط، أجاب الجبير بأن "سياسة الرياض هي مد الجسور بين الدول ونريد أن نكون قادرين على التعامل والتواصل مع الجميع وهذا ما قمنا ونقوم به".
وأضاف أن "الصين هي أكبر شريك تجاري لنا وهي سوق ضخم للطاقة وهي سوق ضخم في المستقبل والصين هي مستثمر كبير في السعودية".
كذلك أكد الجبير أهمية علاقة بلاده بواشنطن، قائلاً: "والولايات المتحدة كذلك هي شريك أساسي بخاصة عندما يتعلق الأمر بالتعاون الأمني والسياسي وكذلك في التجارة والاستثمار بين البلدين".
وتابع: "لذا قمنا ببناء جسور بين الناس. ولا نفضل دولة على أخرى".
ومضى قائلاً: "لدينا تاريخ مشترك ومصالح متبادلة مع الولايات المتحدة ولدينا أيضاً قضايا معاصرة مشتركة ذكرتها آنفاً كالتحديات في المنطقة سواء كانت إيران أو اليمن أو العراق أو سوريا أو لبنان أو إفريقيا أو تحقيق الاستقرار في ليبيا وأفغانستان أو عمليات السلام".
وواصل: "كل هذه قضايا يجب أن نعالجها مع الولايات المتحدة. وهناك قضايا أخرى مثل القرصنة والطاقة وأسواق المال. لهذا فإن العلاقة بين البلدين قوية وراسخة".
في السياق، قال مسؤول سعودي في بيان مرسل إلى رويترز إن بن سلمان أبلغ بايدن بأن السعودية تحركت للحيلولة دون حدوث أخطاء مثل قتل الصحفي جمال خاشقجي، لكن الولايات المتحدة ارتكبت أخطاء أيضاً.
وقال بايدن أمس الجمعة إنه أبلغ الأمير محمد بأنه يحمله مسؤولية مقتل خاشقجي الصحفي في واشنطن بوست، بعد فترة وجيزة من تبادل التحية بقبضة اليد مع الحاكم الفعلي للمملكة.
ونقل المسؤول عن الأمير قوله لبايدن إن المملكة "قامت بوضع إجراءات تمنع من حدوث مثل هذه الأخطاء مرة أخرى في المستقبل".
وكان بايدن قد وعد بجعل السعودية "منبوذة" على الصعيد العالمي بسبب مقتل خاشقجي عام 2018، لكنه قرر في النهاية أن المصالح الأمريكية تفرض إعادة تقويم وليس قطيعة في العلاقات مع أكبر مُصدر للنفط في العالم.
كما أثار الأمير محمد مسألة مقتل الصحفية الفلسطينية الأمريكية شيرين أبو عاقلة في أثناء مداهمة إسرائيلية في الضفة الغربية.
ونقل البيان عن الأمير محمد قوله إن جميع الدول في مختلف أنحاء العالم، وبخاصة الولايات المتحدة والسعودية، لديها العديد من القيم التي تتفق بشأنها وأيضاً عدد من القيم التي تختلف فيها.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تنعقد فيه قمة عربية، اليوم السبت، في مدينة جدة السعودية، بحضور بايدن وبمشاركة قادة دول السعودية والإمارات وقطر والكويت والبحرين وسلطنة عمان ومصر والأردن والعراق.
وهذه أول زيارة يجريها بايدن للسعودية منذ توليه منصبه في 20 يناير/كانون الثاني 2021، وهو أول رئيس أمريكي يسافر من إسرائيل إلى مدينة جدة السعودية بشكل مباشر.
وتأتي الزيارة بعد "توتر" شهدته العلاقات السعودية الأمريكية لا سيما مع وصول بايدن إلى السلطة، وفق مراقبين، قبل أن يتحدث الأخير عن إعادة توجيه العلاقات مع المملكة.
