مصادر استخباراتية: محامو بن نايف يحتفظون بوثائق ستتاح في أي إجراء قانوني دولي لمحاكمته  (AP)
تابعنا

كشف تحقيق لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن معالم الصراع بين ولي العهد السعودي الحالي محمد بن سلمان وولي العهد السابق محمد بن نايف، ويسرد تفاصيل مخططات بن سلمان لمحاكمة بن نايف بقضايا فساد.

وينقل كاتب التحقيق ديفيد إغناتيوس عن مصادر أمريكية وسعودية القول إن "محمد بن سلمان وجد في دونالد ترمب حليفاً قوياً له عام 2017، ورأى أن الفرصة سانحة فاستدعى بن سلمان محمد بن نايف وطلب منه تقديم استقالته".

وأشارت المصادر إلى أن محمد بن نايف طلب الاتصال بأميرين بارزين هما محمد بن فهد وخالد بن سلطان، "لكنهما كانا قد عقدا الصفقة مع بن سلمان وقتها".

وتقول إن بعض أصدقاء محمد بن نايف وحلفائه بما في ذلك كبار الضباط في المباحث ناصروا محمد بن سلمان، "فيما أُلقي القبض على آخرين، تعرَّضوا للتعذيب الشديد بسبب عدم تبديل ولائهم لمحمد بن سلمان".

وتوضح مصادر أمريكية وسعودية أن "لجنة مكافحة الفساد التابعة لمحمد بن سلمان على وشك الانتهاء من تحقيق مفصَّل في مزاعم مفادها أن بن نايف حوّل بشكل غير صحيح مليارات الريالات من خلال شبكة من الشركات الوهمية والحسابات الخاصة خلال إدارته برامج سعودية لمكافحة الإرهاب في وزارة الداخلية".

وتشير المصادر إلى أن "حلفاء محمد بن نايف وأصدقاءه بالخارج يمتلكون وثائف أصلية معتمدة تشير إلى أن أنشطته المالية السرية ووفق عليها من قبل الملك الراحل عبد الله وممهورة بتوقيعه وبكلمة (لا مانع)، وهي جزء من استراتيجية دشنها بن نايف لدعم عمليات استخباراتية في مواجهة تهديدات أمنية محدقة بالمملكة".

وحسب "واشنطن بوست" فإن "هذه الوثائق السعودية يحتفظ بها محامو محمد بن نايف في بريطانيا وسويسرا وستتاح في أي إجراء قانوني دولي قد ينشأ عن محاكمته من قبل بن سلمان الذي يتوقع أن يكون خلال الأيام القليلة المقبلة".

وينقل الكاتب عن مسؤولين استخباراتيين سابقين وفي مقدمتهم جون برينان رئيس المخابرات المركزية السابق، قولهم إن "محمد بن نايف رجل وطني كان يعمل على إعادة تهيئة أجهزة البلاد الأمنية ولم يكن يصرف ببزخ وكان يعمل على بناء جهاز استخباراتي يضطلع بجمع المعلومات وبناء مصادرها ".

ويقول المسؤولون إن "من بين هذه البرامج وأهمها برنامج المطارات الخاصة بطائرات الدرون التي تكلف أموالاً طائلة كانت تُصرف بشكل سري وخارج الأطر القانونية التقليدية، وهو البرنامج الذي كشف عنه عام 2013، إذ عملت المخابرات الأمريكية على تشغيل قاعدة جوية سرية لطائرات من دون طيار في السعودية على مدى عامين".

وحسب المسؤولين، "أنشئ المطار لاستهداف أعضاء القاعدة في شبه الجزيرة العربية ومقرها اليمن، واستُخدمت طائرة من دون طيار من هناك في سبتمبر/أيلول 2011، لقتل أنور العولقي رجل الدين المولود في الولايات المتحدة الذي يُزعم أنه رئيس العمليات الخارجية للقاعدة في شبه الجزيرة العربية".

وتقول المصادر الاستخباراتية الأمريكية والسعودية إن محمد بن سلمان يحاول استغلال النفقات التي صرفت عبر مسار سري لصالح بن نايف لتمويل هذه العمليات والمشروعات الاستخباراتية والأمنية كي يقدمه للقضاء باعتباره فاسداً حصد أموالاً بشكل غير قانوني".

ويوضح الكاتب أن بن سلمان يبدي تخوُّفاً من مساعد بن نايف المدعو سعد الجابري الذي استطاع الفرار قبل الإطاحة ببن نايف ولديه كنز معلوماتي واسع.

وتقول أسرة مسؤول المخابرات السابق سعد الجابري إن ولي العهد عمد في الشهور الأخيرة إلى زيادة الضغط على أقاربه، بما في ذلك اعتقال ابنيه البالغين لمحاولة إرغامه على العودة إلى المملكة من منفاه في كندا.

وقالت أربعة مصادر مطلعة على الأمر لوكالة رويترز، إن أنظار ولي العهد تنصبُّ على وثائق متاحة للجابري تتضمن معلومات حساسة.

وظل الجابري لفترة طويلة مساعداً للأمير محمد بن نايف الذي كان ولياً للعهد وأطيح به من ولاية العهد في انقلاب قصر في 2017، ليصبح الأمير محمد حاكما فعلياً للسعودية أكبر دولة مصدِّرة للنفط في العالم وأحد الحلفاء الرئيسيين للولايات المتحدة.

وفي 6 مارس/آذار، اعتقلت السلطات السعودية بن نايف واثنين آخرين من كبار أفراد الأسرة الحاكمة، في أحدث حلقة من سلسلة من الإجراءات الاستثنائية التي تهدف فيما يبدو إلى تعزيز نفوذ الأمير محمد بن سلمان داخل أسرة آل سعود الحاكمة والتخلص مما قد يبدو تهديداً لسلطته، قبل أن يخلف الملك سلمان (85 عاماً) سواء بوفاته أو بتنازله عن العرش.

وقال اثنان من المصادر المطَّلعة على الوضع وهما من السعوديين ممن لهم صلات بذوي الشأن إن عدداً من كبار مسؤولي وزارة الداخلية اعتُقلوا أيضاً في مارس/آذار.

وتقول أسرة الجابري إنه بعد أيام من اعتقال الأمير محمد بن نايف ألقت السلطات السعودية القبض على اثنين من أبناء الجابري هما عمر (21 عاماً) وسارة (20 عاماً) في مداهمة ساعة الفجر لبيت الأسرة في العاصمة الرياض.

وتبع ذلك اعتقال شقيق مسؤول المخابرات السابق في أوائل مايو/أيار. وأكد ثلاثة من المصادر المطلعة على الأمر احتجاز أقارب الجابري، وقالت المصادر إن ولي العهد يعتقد أن بإمكانه استخدام الوثائق الموجودة بحوزة الجابري ضد منافسيه الحاليين على العرش.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً