برز اسم مجموعة "NSO غروب" في سلسلة فضائح تجسّس بحق ناشطين وصحفيين وسياسيين ورجال أعمال   (Jack Guez/AFP)
تابعنا

أضافت السلطات الأمريكية الأربعاء مجموعة "NSO غروب" الإسرائيلية الّتي طوّرت برنامج "بيغاسوس" للتجسّس إلى قائمة الشركات المحظورة، بعد أن كانت الشركة محور فضيحة تجسّس استهدفت مسؤولين وصحافيين هذا الصيف.

وبرز اسم شركة "NSO" إلى الواجهة بعد تقارير أفادت بأنّ عشرات الآلاف من الناشطين الحقوقيين والصحفيين والسياسيين ورجال الأعمال في كل أنحاء العالم أُدرِجوا كأهداف محتَملة لبرنامج "بيغاسوس" الذي طوّرته.

وقالت وزارة التجارة الأمريكية في بيان إنّ "هذه الأدوات مكّنت حكومات أجنبية من ممارسة قمع عابر للحدود، وهي ممارسة الحكومات الاستبداديّة التي تستهدف معارضين وصحافيين وناشطين خارج حدودها السيادية لإسكاتهم".

وبمجرّد تحميله على هاتف جوال، يُتيح "بيغاسوس" التجسّس على مستخدم الهاتف من خلال الاطّلاع على الرسائل والبيانات والصور وجهات الاتصال وتفعيل الميكروفون والكاميرا عن بُعد.

وبعد كشف الفضيحة، تباينت ردود الفعل فرُفِعت دعاوى من أشخاص اعتبروا أنّهم ضحايا عمليات التجسّس أو دول رأت أنّها اتُّهمت عن غير حق.

كما استهدفت واشنطن شركة "كانديرو" الإسرائيلية، وشركة استشارات أمن الكمبيوتر ومقرّها في سنغافورة، وشركة "بوزيتيف تكنولوجيز" الروسية.

وتعني إضافة الشركات إلى ما يُسمى "قائمة الكيانات" أنّه يُحظر على المؤسّسات الأمريكية التعامل معها. وعلى سبيل المثال، أصبح من الصعب الآن على باحثين أمريكيين بيع معلومات أو تكنولوجيا لها.

وقال ناطق باسم المجموعة ومقرّها في تل أبيب، إنّ المجموعة الإسرائيلية "شعرت بالاستياء" جرّاء القرار وتعتزم نقضه، مؤكّداً أنّ "NSO" لديها "ميثاق أخلاقي صارم قائم على القيم الأمريكية".

وسيلة قمع

من جهتها، اعتبرت دانا انغلتون، المديرة المشاركة بالنيابة لبرنامج التكنولوجيا في منظمة العفو الدولية، أنّ برمجية القرصنة الّتي طوّرتها مجموعة NSO "وسيلة قمع استُخدِمت حول العالم لانتهاك حقوق الإنسان".

وتابعت: "هذا القطاع الخطير خرج عن السيطرة، وهذا الأمر يجب أن يؤدّي إلى وضع حدّ لإفلات الشركات المطوّرة لبرامج القرصنة من العقاب".

من ناحيته قال رئيس قسم التكنولوجيا في شركة فكترا للأمن السيبراني "من الواضح جداً أنّ غالبية الحكومات تتجاهل الضوابط وتفعل ما تعتقد أنّه يصبّ في مصلحتها".

ووجدت الشركة الإسرائيلية نفسها هذا الصيف في صلب فضيحة تجسّس عالمية بعد تحقيق نشرته 17 وسيلة إعلاميّة دوليّة اعتباراً من 18 يوليو/تمّوز، أظهر أنّ برنامج "بيغاسوس" الذي صمّمته الشركة سمح بالتجسّس على ما لا يقلّ عن 180 صحافياً و600 شخصيّة سياسيّة و85 ناشطاً حقوقياً و65 صاحب شركة في دول عدّة.

وأكّدت وزارة التجارة الأمريكية في البيان أنّ "خطوة اليوم تأتي في إطار جهود إدارة بايدن-هاريس لوضع حقوق الإنسان في صميم السياسة الخارجية الأمريكية، بما في ذلك العمل على وقف انتشار الأدوات الرقمية المستخدمة في القمع".

واضطرت "آبل" في سبتمبر/أيلول إلى إصلاح خلل معلوماتي استغلّه برنامج "بيغاسوس" لقرصنة هواتف "آي فون" بالرغم من كلّ تدابير الحذر المتَّخذة، في دليل جديد على أنّ ما من شركة، مهما كانت متقدّمة على الصعيد التكنولوجي، بمنأى عن الممارسات التجسّسية.

وتمكنّت برمجيّة "NSO" من قرصنة أجهزة "آبل" من دون أن تلجأ إلى روابط أو كبسات مفخّخة، وهو الأسلوب المُعتمد عادة لتنفيذ أنشطة من هذا النوع.

ورُصِد الخلل بفضل باحثين من مجموعة "سيتيزن لاب" اكتشفوا أنّ هاتف "آي فون" التابع لناشط سعودي جرى اختراقه بواسطة خدمة الدردشة "آي ميسج" التابعة لـ"آبل".

وأفادت المجموعة المتخصّصة بالأمن السيبيراني والتابعة لجامعة تورنتو، بأنّ "بيغاسوس" يستغلّ هذا الخلّل "منذ فبراير/شباط 2021 على الأقلّ".

وتصرّ الشركة الإسرائيلية على أنّ برامجها مخصّصة للاستخدام فقط "لمكافحة الإرهاب" وجرائم أخرى. وتقول إنّها تصدّرها إلى 45 دولة حول العالم.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً