ميخائيل بوغدانوف يتوسط أعضاء وفد البوليساريو (وسائل إعلام روسية)
تابعنا

استقبل المبعوث الخاص للرئيس الروسي المكلف بالشرق الأوسط والدول الإفريقية، ميخائيل بوغدانوف، وفداَ من جبهة البوليساريو في العاصمة الروسية موسكو، وسط بوادر أزمة في العلاقات بين البلدين خلال الفترة الماضية.

وأوضحت وزارة الخارجية الروسية في بيان الأربعاء، أن الوفد يضم المبعوث الخاص للأمين العام أبي بشراي البشير ومنسق العلاقات مع بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في إقليم الصحراء (مينورسو) سيدي محمد عمر.

وأضاف البيان أن الاجتماع ناقش حل قضية إقليم الصحراء واستعدادات مجلس الأمن الدولي لتمديد بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في إقليم الصحراء.

وصرح ممثل جبهة البوليساريو، سيدي محمد عمر، بأنهم مستعدون للبحث عن حلول تفاوضية مع المغرب على أساس مبادئ القانون الدولي.

وأوضح أن الجانب الروسي جدد تأكيده لموقفه الثابت من إيجاد حل سياسي للمشكلة طويلة الأمد بين المغرب وجبهة البوليساريو وفقاً لقرارات مجلس الأمن الدولي.

ويشهد إقليم الصحراء نزاعاً بين المغرب و"البوليساريو" منذ إنهاء الاحتلال الإسباني وجوده بالمنطقة منذ 1975، وتحول إلى مواجهة مسلحة توقفت عام 1991، بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار برعاية الأمم المتحدة.

وتصر الرباط على أحقيتها في الصحراء وتقترح كحل حكماً ذاتياً موسعاً تحت سيادتها، فيما تطالب "البوليساريو" بتنظيم استفتاء لتقرير المصير وهو طرح تدعمه الجزائر، التي تستضيف لاجئين من الإقليم.

وبين موسكو والرباط أزمة ديبلوماسية "صامتة"، إذ لا تشي القرارات المتخذة من العاصمتين إزاء بعضهما البعض سوى ببوادر اضطراب حاد في العلاقات.

وتعلل الدولتان حتى الآن بمبررات مختلفة لإخفاء هذا التوتر الذي تكشفه مؤشرات عدة، بداية من قرار المغرب تعليق الرحلات مع روسيا بحجة ارتفاع إصابات كورونا بها، يليه عمد موسكو إلى إجلاء رعاياها من المملكة المغربية، تبعها سحب السفير الروسي الذي قيل إنه غادر في عطلة ولم يعد إلى الآن.

ويُضاف هذا إلى طلب روسيا من الجامعة العربية تأجيل الدورة السادسة من "منتدى التعاون الروسي العربي"، التي كان من المزمع انعقادها بالعاصمة المغربية الرباط إلى موعد لاحق في نوفمبر/تشرين الثاني أو ديسمبر/كانون الأول 2021. طلب علَّلته خارجية موسكو بـ"تغييرات في جدول أعمال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، ناجمة عن تغييرات في جدول أعمال الرئيس فلاديمير بوتين".

بالمقابل، يربط محللون بين هذه الأزمة وبين سعي روسيا إلى تحقيق اختراق استراتيجي في إفريقيا، وعلى وجه التحديد في منطقة الساحل بأداة مرتزقة فاغنر المقربة من الكرملين، ما يهدد الامتداد المغربي في إفريقيا جنوب الصحراء. هذا إضافة إلى تسيلح روسيا الجزائر التي تشتد حدة توتر علاقاتها مع المملكة بالغة حدَّ القطيعة.

وتأتي استضافة روسيا وفداً من جبهة البوليساريو في موسكو، لتكون علامة أخرى فارقة تشير إلى أن العلاقات بين الرباط وموسكو تتجه إلى تصعيد أكبر.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً