قايد صالح توُفّي إثر أزمة قلبي ألمّت به وهو في منزله (AFP)
تابعنا

توُفّي صباح الاثنين قائد الأركان الجزائري والرجل القوي في البلاد خلال المرحلة الانتقالية، أحمد قايد صالح.

وذكرت وكالة الأنباء الجزائرية أن قايد صالح توُفّي عن عمر ناهز 80 عاماً إثر أزمة قلبية ألمَّت به وهو في منزله الساعة السادسة صباحاً، نُقل على أثرها إلى المستشفى المركزي للجيش بعين النعجة.

وجاءت وفاة صالح في وقت تشهد فيه الجزائر انقسامات سياسية مريرة حول الدور المهيمن للجيش في البلاد، وبعد أيام من تنصيب رئيس منتخب للبلاد.

وذكرت رئاسة الجمهورية الجزائرية أن الرئيس عبد المجيد تبون قرّر تعيين اللواء سعيد شنقريحة رئيساً لأركان الجيش بالإنابة، بعد وفاة الفريق أحمد قايد صالح.

وأعلن تبون الحداد ثلاثة أيام في عموم الجزائر، وسبعة أيام بالنسبة إلى المؤسسات العسكرية.

وجاء في بيان صادر عن رئاسة الجمهورية الجزائرية أنه "بهذا المصاب الجلل تفقِد الجزائر أحد رجالاتها الأبطال الذي بقي إلى آخر لحظة وفيّاً لمساره الزاخر بالتضحيات الجسام التي ما انقطعت منذ أن التحق في سنّ مبكرة بصفوف جيش التحرير الوطني الذي ترعرع في أحضانه وتشرب منه جنديّاً فضابطاً فقائداً مجاهداً".

وأضاف: "إنها لفاجعة أليمة قاسية أن تودِّع الجزائر في هذا الوقت بالذات، وعلى حين غرة، قائداً عسكريّاً بمآثر وخصال الفريق أحمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني ورئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، وهو المجاهد الذي صان الأمانة وحفظ الوديعة وأوفى بالعهد في فترة من أصعب الفترات التي اجتازتها البلاد، لمِا حباهُ الله به من حكمة وتبصُّر وصفاء ووفاء للجزائر وللشهداء الأبرار ومن إخلاص للشعب الجزائري الأبيّ".

الرجل القوي

كان قايد صالح، وهو نائب وزير الدفاع أيضاً، أكثر شخصية في البلاد حضوراً خلال المرحلة التي أعقبت رحيل بوتفليقة، وكان له دور حاسم في تنحيته بعد إعلانه قبلها بأيام دعمه للحراك الشعبي في مطلب رحيل رئيس الجمهورية.

وطوال أزمة سياسية عمرها 10 أشهر كان صالح يتنقل بين المناطق العسكرية في البلاد ويُدلِي بخطابات فاق عددها خمسين، حول تطورات الأزمة وموقف الجيش منها.

وحسب معارضين، كان صالح "أقوى رجل في النظام، يعرقل التغيير الجذري"، فيما يقول أنصاره إنه الرجل الذي "حمى وحدة واستقرار البلاد ووفى بعهده بقيادتها إلى غاية انتخاب رئيس جديد".

والفريق قايد صالح من مواليد 13 يناير/كانون الثاني 1940، بمحافظة "باتنة" (شرق)، وشارك مجاهداً في ثورة التحرير (1954-1962) ضدّ الاستعمار الفرنسي.

وبعد استقلال البلاد في 5 يوليو/تموز 1962، واصل مسيرته في صفوف الجيش الوطني الشعبي.

وتدرج في مراتب ومناصب بالجيش، ليُرقَّى عام 1993 إلى رتبة لواء، ويُعَيَّن عام 1994 قائداً للقوات البرية، في عز الأزمة الأمنية أو ما يُعرَف بـ"العشرية السوداء".

وبعد رئاسيات أبريل/نيسان 2004، عيّن الرئيس بوتفليقة، صالح قائداً لأركان الجيش، خلفاً للفريق محمد العماري، الذي أحيل إلى التقاعد بعد دعمه منافس بوتفليقة في تلك الانتخابات، وهو رئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس.

ورُقّي قايد صالح إلى رتبة فريق، في 5 يوليو/تموز 2006، وكان ذلك مؤشراً على قربه من الرئيس بوتفليقة وقوة علاقتهما.

وظل في منصبه قائداً لأركان الجيش إلى 11 سبتمبر /أيلول 2013، ليصبح أيضاً عضواً في الحكومة بصفته نائب وزير الدفاع، علماً بأن وزير الدفاع هو رئيس الجمهورية منذ 1999.

وكان قايد صالح قبل وفاته هو المسؤول العسكري الوحيد الذي يحمل صفة "مجاهد"، كما حمل رتبة فريق في الجيش، إضافة إلى قائد الحرس الجمهوري (الرئاسي) الفريق علي بن علي (قليل الظهور إعلاميّاً).

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً