وفاة الدكتور صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية (Reuters)
تابعنا

قال عضو كبير في حركة فتح الفلسطينية، إن صائب عريقات، أحد الأصوات البارزة على المسرح السياسي الفلسطيني على مدى عقود، توُفّي اليوم الثلاثاء بعد إصابته بفيروس كورونا عن عمر 65 عاماً.

وكانت دلال صائب عريقات قالت في وقت سابق من الشهر الماضي، إن الحالة الصحية لوالدها، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، "لا تزال حرجة"، إثر إصابته بفيروس كورونا.

وأضافت في تصريح لوكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) أن فريقاً طبياً دولياً يشرف على حالته.

ونُقل عريقات إلى مستشفى هداسا في القدس. وقالت متحدثة باسم المستشفى إن حالة عريقات خطيرة لكنها مستقرة. وأوضحت أنه كان في حاجة إلى أُكسيجين عالي التدفق وأنه يعالَج في جناح العناية الفائقة لمرضى فيروس كورونا.

وأفاد المستشفى في وقت سابق، بأن تدهوراً طرأ على حالة عريقات الصحية.

وكانت منظمة التحرير الفلسطينية أعلنت في 8 أكتوبر/تشرين الأول، إصابته بكورونا. وفي اليوم التالي قال عريقات إنه يعاني "أعراضاً صعبة" لإصابته بالفيروس، وإن "الأمور تحت السيطرة".

وخضع عريقات قبل ثلاث سنوات، لعملية زراعة رئة، على يد فريق طبي في مستشفى "إنوفا فيرفاكس" الأمريكي.

مَن صائب عريقات؟

وُلد صائب محمد صالح عريقات يوم 28 أبريل/نيسان 1955 في أريحا بالضفة الغربية، وهو السادس بين سبعة أطفال من أسرة تنحدر من بلدة أبو ديس، إحدى البلدات القريبة من القدس.

سافر وهو في السابعة عشرة إلى سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة، ثم حصل على الشهادة الجامعية من جامعة سان فرانسيسكو الأمريكية وجامعة برادفورد البريطانية التي حصل منها على درجة الدكتوراه في دراسات السلام.

وعقب نيله درجة الدكتوراه حصل على الجنسية الأمريكية، ثم عمل محاضراً للعلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية في نابلس كبرى الجامعات الفلسطينية وأعرقها.

كما عمل عريقات صحفياً في جريدة القدس الفلسطينية لمدة 12 سنة، وكان أول وزير للحكم المحلي في أول حكومة تشكلها السلطة الوطنية الفلسطينية بقيادة الرئيس الراحل ياسر عرفات.

كبير المفاوضين

وكان عريقات نائباً لرئيس الوفد الفلسطيني إلى مؤتمر مدريد عام 1991، وما تلاه من مباحثات في واشنطن خلال عامي 1992 و1993، وعُين رئيساً للوفد الفلسطيني المفاوض عام 1994، وانتُخب للمجلس التشريعي الفلسطيني ممثلاً عن أريحا عام 1996.

وفي 1995، أضحى كبير المفاوضين الفلسطينيين، إذ كان أحد الموالين المقربين من ياسر عرفات إبان اجتماعات كامب ديفيد عام 2000، والمفاوضات التي أعقبتها في طابا عام 2001، وأصبح سنة 2003 وزيراً للمفاوضات في مجلس الوزراء الطارئ لحكومة أحمد قريع، واحتفظ بمقعده في المجلس التشريعي بالانتخابات البرلمانية في 2006 التي كسبتها حركة حماس.

وفي عام 2009 انتُخب عضواً باللجنة المركزية لحركة فتح، وهي أعلى هيئة قيادية في الحركة، ثم اختير بالتوافق في نهاية 2009 عضواً للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

استقالات ثم عودة

وبعد تحقيق السلطة الفلسطينية في قضية تسريب وثائق المفاوضات التي حصلت عليها قناة الجزيرة، استقال في فبراير/شباط 2011، من منصب رئيس دائرة المفاوضات الفلسطينية، لكنه ما لبث أن تراجع عن استقالته.

لم تكن هذه المرة الأولى التي يلجأ فيها عريقات إلى الاستقالة، إذ لجأ إلى الخطوة ذاتها في نهاية أكتوبر/تشرين الأول 2013، خلال مفاوضات السلام مع الإسرائيليين برعاية أمريكية، وقد بدأت في أغسطس/آب من العام ذاته، لكن الرئيس الفلسطيني محمود عباس رفض الاستقالة وطلب منه مواصلة مهمته.

كانت تجربة عريقات السياسية في فلسطين قائمة على الإيمان بالمفاوضات كحل أمثل للقضية الفلسطينية، لذا كانت مواقعه السياسية في غالبيتها متأثرة بهذا المسار.

وكانت مؤلفاته متأثرة بهذا الأمر أيضاً، فألف صائب عريقات عدة كتب، منها على سبيل المثال كتاب "الحياة مفاوضات"، صدر عام 2008، وكتاب "بين علي وروجز"، صدر عام 2014، يقارن فيه بين عناصر التفاوض السبعة التي حددها عالم المفاوضات الأمريكي روجز فيشر وعناصر التفاوض عند الخليفة الراشد علي بن أبي طالب.

معاناة بسبب كورونا

وكان عريقات حُوِّل إلى مستشفى هداسا لمتابعة المشكلات الصحية التى يعانى منها بعد زراعة الرئة، إذ كان بحاجة إلى مركز متخصص في متابعة مثل هذه الحالات.

جدير بالذكر أن عريقات أصيب بالتهاب رئوى بعد إصابته بفيروس كورونا، وكانت وزارة الصحة الفلسطينية على تواصل مع الأطباء المعالجين لعريقات لمعرفة تطورات حالته الصحية أولاً بأول.

وتظاهر عدد من الإسرائيليين، أمام مستشفى "هداسا عين كارم" بالقدس، احتجاجاً على منح الرعاية الطبية العاجلة لأمين سر منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، حسب إعلام عبري.

وقالت القناة السابعة (عاروتس شيفع) إن أعضاء في حركة "إن أردتم" اليمينية المتطرفة تظاهروا أمام المستشفى الذي يرقد فيه عريقات.

وأعرب المتظاهرون عن رفضهم تقديم الرعاية الطبية لعريقات الذي قالوا إنه شجع سياسة مقاطعة إسرائيل، حسب المصدر ذاته.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً