ما المهم: تأتي زيارة وفد الكونغرس الأمريكي قبيل انطلاق الجولة الثانية من الحوار الأمريكي-السوداني. وتهدف الجولة إلى مناقشة شروط شطب السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، بعد رفع الحظر الاقتصادي والتجاري الأمريكي عن الخرطوم. وهو أمر سيفكّ الخناق عن حكومة البشير التي تعيش رفضاً شعبياً. وأبدى بوغدانوف، في تصريحات إعلامية، أمله في مشاركة الرئيس البشير بصفة خاصة، في القمة المقررة في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، التي تعتبر الأولى في تاريخ العلاقات الروسية الإفريقية.
المشهد: بدأ وفد من الكونغرس الأمريكي زيارة إلى السودان، السبت، تستغرق 3 أيام، يلتقي خلالها عدداً من الوزراء ومسؤولين حكوميين.
وأكد مدير الأمن والمخابرات السودانية صلاح عبد الله قوش، السبت، أن القرارات التي اتخذها الرئيس السوداني مؤخراً جاءت للحفاظ على أمن البلاد.
وأضاف قوش خلال لقائه وفد الكونغرس الأمريكي برئاسة السيناتور الجمهوري غوس بيليراكيس، أن قرارات البشير كانت تهدف للحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية، حسب ما نقلته قناة الشروق الفضائية المقربة من الحكومة.
وقدّم مدير المخابرات بحضور نائب العلاقات الخارجية في البرلمان السوداني "شرحاً لأسباب ومآلات قرارات الرئيس البشير".
وأكد قوش للوفد الأمريكي أن الاحتجاجات التي تشهدها البلاد حق مشروع وفق القانون والدستور، لكنه أشار إلى "تغيّر أهدافها" وأشار إلى أنها "خرجت عن قانونيتها".
من جهته، وصل نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف السودان، الجمعة، في زيارة تستغرق 3 أيام، وأوضح بعد وصوله أن التنسيق بين موسكو والخرطوم وصل مستويات رفيعة، حول القضايا الإفريقية والشرق أوسطية.
وتسلم الرئيس السوداني عمر البشير، السبت، دعوة رسمية من نظيره الروسي فلاديمير بوتين، للمشاركة في القمة الروسية الإفريقية المقرر انعقادها في مدينة سوتشي.
وأبدى بوغدانوف، في تصريحات إعلامية، أمله في مشاركة الرئيس البشير بصفة خاصة، في القمة المقررة في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، التي تعتبر الأولى في تاريخ العلاقات الروسية الإفريقية.
وأشار بوغدانوف إلى مناقشته خلال لقائه البشير ملفات التعاون الاقتصادي والتجاري، خاصة المتعلقة بتدريب الكوادر السودانية في روسيا.
الخلفيات والدوافع: أعلن الرئيس عمر البشير، في 22 فبراير/شباط الماضي، حالة الطوارئ في السودان لمدة عام، وأتبعها بأربعة أوامر للطوارئ، تضمنت "جواز اعتقال الأشخاص المشتبه في اشتراكهم بجريمة تتصل بالطوارئ، وتفويض القوات النظامية بدخول أي مبانٍ وتفتيشها وتفتيش الأشخاص".
كما شملت الأوامر "حظر التقليل من هيبة الدولة وأي رمز من رموز سيادتها، أو أي من أجهزتها أو العاملين فيها بأي وسيلة أو فعل، وحظر إقامة الندوات".
وتشهد المدن السودانية، منذ 19 ديسمبر/كانون الأول الماضي، احتجاجات منددة بالغلاء، ومطالبة بتنحي البشير، صاحبتها أعمال عنف أسفرت عن سقوط 32 قتيلاً، وفق آخر إحصاء حكومي، فيما قالت منظمة العفو الدولية، في 11 فبراير/شباط الماضي، إن العدد بلغ 51 قتيلاً.
وتشترط الولايات المتحدة عدداً من الشروط قبل أن تقرر شطب السودان من قائمة وزارة الخارجية الأمريكية للدول الراعية للإرهاب. وتتمثّل أهم هذه الشروط في توسيع التعاون بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب، وتعزيز حقوق الإنسان وحرية التعبير، وتمكين وصول المساعدات الإنسانية، وغيرها.
من جهة أخرى، تشهد العلاقات السودانية الروسية تطوراً ملحوظاً، خصوصاً على الصعيد الاقتصادي، ما أدى إلى ارتفاع حجم التبادل التجاري إلى 325 مليون دولار في 2017، مقابل 153 مليون دولار في 2016، بحسب وكالة الأناضول.
