وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو مع نظيره الأميركي مايك بومبيو في واشنطن (AA)
تابعنا

ما المهم: اجتمع مسؤولون أتراك وأميركيون في أنقرة، في إطار التحقيقات المتعلقة بمنظمة غولن المصنفة إرهابياً، والمتهمة بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا منتصف تموز/ يوليو 2016.

وحضر اللقاء من الجانب التركي رئيس الادعاء الجمهوري العام بالوكالة، المسؤول عن مكتب التحقيقات في جرائم الإرهاب رمضان دينج، والمدعي الجمهوري العام في نفس المكتب علي آلبر، وبعض مسؤولي وزارة العدل التركية، فيما مُثل الجانب الأميركي بوفد يضم مدعياً عاماً و4 ممثّلين عن مكتب التحقيقات الفيدرالية (FBI).

واستمع المسؤولون الأميركيون لإفادة المتهم كمال باتماز، المعروف بأنه المسؤول المدني لمنظمة غولن المصنفة إرهابياً بحسب وكالة الأناضول؛ حيث كان موجوداً داخل قاعدة أكينجي الجوية قرب العاصمة أنقرة، في ليلة محاولة الانقلاب الفاشلة، كما استمع المسؤولون إلى معتقلَين اثنين آخرين عبر نظام التواصل الصوتي.

ويعتبر الاجتماع الأول من نوعه منذ محاولة الانقلاب الفاشلة، إلا أن هناك أسئلة مطروحة حول مدى جدية زيارة الوفد الأميركي والإجراءات التي تليها.

المشهد: منذ أكثر من شهر ونصف، قال مسؤولون أميركيون إنهم يريدون الاستماع إلى بعض شهادات المتهمين من جماعة غولن المصنفة إرهابياً، كجزء من تحقيقهم في هذا الملف.

وقالت وكالة الأناضول، إن طلب الوفد الأميركي للاجتماع بمسؤولين من مكتب المدعي العام في أنقرة جاء بشكل رسمي من الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن الجانب الأميركي قد اختار ثلاثة أسماء للاستماع إليهم عن طريق القضاء التركي.

وأضافت الوكالة، أن الأسئلة التي أعدتها وزارة العدل الأميركية أُرسلت إلى مكتب النيابة العامة في أنقرة عن طريق وزارة العدل، وتم عرض الأسئلة على الوفد التركي، وكان معظمها مرتبطاً بعلاقة منظمة غولن بمحاولة الانقلاب الفاشلة.

وحسب الوكالة، فإن الوفد الأميركي طرح أسئلة على المتهمين من أجل استخدام إجاباتهم في ملفات التحقيق حول تسليم فتح الله غولن، زعيم منظمة غولن والمقيم في الولايات المتحدة، إلى تركيا.

وقالت الوكالة إن الجزء الأول من الأسئلة كان موجهاً لكمال بتماز، وتعلق بقضية عادل أوكسوز أحد المدبرين لمحاولة الانقلاب الفاشلة. أما الجزء التالي من المقابلة، فكان مع هاكان تشيشيك، الذي يُعد أحد مدبري الانقلاب؛ حيث عُرضت التسجيلات الخاصة بهاتفه والمرتبطة بالأقمار الصناعية، وأكدت التسجيلات أن هاكان تشيشيك كان موجوداً في قاعدة إكينجي ليلة 15 يوليو/تموز 2016.

وأشارت التسجيلات إلى أنه تم تفعيل خط هاتف تشيشيك المحمول لأول مرة في 7 مارس/أيار 2016، في مزرعة بولاية بنسيلفانيا الأميركية حيث يعيش فتح الله غولن.

وتبيّن أن تشيشيك اتصل، في ليلة محاولة الانقلاب الفاشلة، عبر تطبيق فايس تايم برجل يُدعى عبد الله بيرم، وهو صيدلي يعيش في ولاية بنسيلفانيا، كما تواصل في الليلة ذاتها مع محامٍ يعيش في نفس الولاية يُدعى هاكان سيرباست عبر تطبيق فايبر، حسب وكالة الأناضول.

واستلم الوفد الأميركي التسجيلات الخاصة بهواتف المتهمين على أن يتم إرسال أقوالهم إلى السلطات الأميركية عبر وزارة العدل التركية وفقاً للإجراءات الرسمية.

ما التالي: يقول المحلل السياسي التركي، يوسف إريم، إن هذه الزيارة هي الأولى بهذا المستوى التي تناقش قضية غولن، مشيراً إلى أن "هذا يعتبر مؤشراً إلى أن الأدلة الجديدة التي قدمتها تركيا إلى الجانب الأميركي كانت دافعاً قوياً للتعجيل بمثل هذه الزيارة".

ويؤكد إريم لـTRT عربي، أن هناك إشارات جيدة من الجانب الأميركي وتطورات إيجابية في ملف غولن، لافتاً إلى "أنه من المبكر جداً التنبؤ بنتائج مثل هذه الزيارة ".

ويرى إريم أن وزارة العدل الأميركية ستفحص الأدلة التي قدمتها تركيا على تورط المنظمة في محاولة الانقلاب الفاشلة، مشدداً على أن "الأدلة التي تمتلكها تركيا قوية جداً".

المكسب الواقعي بالنسبة لتركيا سيكون إرغام الولايات المتحدة على اتخاذ إجراء لإبعاد فتح الله غولن عن ولاية بنسلفانيا التي يحتمي فيها

يوسف إريم - محلل سياسي تركي

ويعتقد إريم أن الزيارة ستؤدي إلى مزيد من الرقابة على نشاطات المنظمة من قبل CIA و FBI، منوهاً إلى إمكانية بداية مناقشة إجراءات تسليم غولن في المستقبل.

ويرجح إريم بأن يكون المكسب الواقعي بالنسبة لتركيا، هو "إرغام الولايات المتحدة على اتخاذ إجراء لإبعاد فتح الله غولن عن ولاية بنسيلفانيا التي يحتمي فيها".

بين السطور:كانت أنقرة وواشنطن قد صادقتا على اتفاقية إعادة المجرمين عام 1979، وبموجبها تم تنظيم الأحكام المتعلقة بتسليم المجرمين والتعاون المتبادل في الجرائم الجنائية. ودخلت حيز التنفيذ في الأول من يناير/كانون الثاني 1981.

الوفد الأميركي خلال زيارته لتركيا من أجل بحث ملف تسليم مطلوبين
كمال بتماز أحد المدبرين لمحاولة الانقلاب الفاشلة ليلة محاولة الانقلاب الفاشلة 
TRT عربي
الأكثر تداولاً