جهاز "إموبوت" يراقب المشاعر العاطفية باستمرار بفضل الكاميرا والميكروفونات الخاصة به / صورة: AFP (AFP)
تابعنا

من بين الابتكارات الكثيرة التي يحفل بها معرض لاس فيغاس للإلكترونيات، تلك التي تقوم على الذكاء الصناعي، ومن أحدث ما سجّل في هذا الإطار "مقياس حرارة عاطفي" قادر على تحليل المشاعر البشرية.

ويوضح مدير التكنولوجيا في الشركة الفرنسية التي تولت ابتكار الجهاز أنتوني بيرزو أنّ جهاز "إموبوت" الذي يُشبه تمثالاً صغيراً "يراقب المشاعر العاطفية باستمرار" بفضل الكاميرا والميكروفونات الخاصة به.

ويُستخدم الجهاز لرصد أي اضطرابات نفسية محتملة لدى كبار السن، كالاكتئاب أو القلق.

ويقضي الروبوت الذي يمكن وضعه على أي قطعة أثاث في المنزل، يومه في مراقبة تعابير وجه الشخص وحركاته ونبرة صوته لرصد أي تغيّرات كبيرة قد تطرأ على سلوكه فيتجنّب تالياً إدخاله المستشفى في حالة طارئة.

ويأمل أنتوني بيرزو إلى جانب المشاركين الثلاثة الآخرين في ابتكار "إموبوت"، في التوصل إلى إجابة في شأن المخاطر المرتبطة بالوحدة والنقص المُسجّل في تلقي الرعاية الصحية.

ويُفترض أن يوفّر جهازهم الذي اختُبر داخل دور لرعاية المسنّين وعدد من المنازل، إمكانية تعديل العلاجات دون اضطرار المريض إلى انتظار موعد زيارة طبيبه.

وتتمتّع خوارزميات الجهاز بقدرة على "تحليل تعبيرات الوجه الدقيقة" التي تعكس المشاعر البشرية، فهي بمثابة مرآة "لحالنا النفسية والذهنية"، حسب المهندس.

وفي المجال الصحّي، يُلجأ منذ زمن إلى الذكاء الصناعي القادر على جمع كميات كبيرة من البيانات وتحليلها بصورة آنية، لتشخيص الأمراض بدءاً من السرطان وصولاً إلى تحاليل البول.

ويقول ستيف كونيغ، وهو نائب المسؤول عن الأبحاث في شركة "كنسيومر تكنولودجي أسوسييشن" التي تتولى تنظيم معرض لاس فيغاس للإلكترونيات: "لا نستطيع نحن البشر التعامل مع كل الأفكار التي ننتجها، فنحن بحاجة إلى مساعدة في هذا الشأن".

أداة تسويقية للشركات

ويعيد علماء كثيرون التطرق لمفهوم "الذكاء الصناعي" الذي يعتبرونه قبل كل شيء أداة تسويقية للشركات. وفي معرض لاس فيغاس، نادرة هي الأدوات والأجهزة التي لا تعمل استناداً إلى هذا المفهوم.

ويشير تطبيق "نافو" مثلاً إلى أنّه "رائد في تغيير الجسم استناداً إلى الذكاء الصناعي".

ويوفر التطبيق للمستخدمين إمكانية تعديل صورهم ليتمتّعوا بجسم رشيق ورياضي، وتحفيز أنفسهم تالياً على اتباع نظام لتسعة أيام للوصول فعلياً إلى هذه النتيجة.

ويشير المحلل المستقل آفي غرينغارت إلى أنّ الذكاء الصناعي "ليس مجرد كلمة رنانة للبروز في معرض لاس فيغاس"، لافتاً إلى أنّ هذه التقنية "تُستخدم في كاميرات الهواتف الذكية، وفي المصانع لتحديد المنتجات الفاسدة، وفي الزراعة لتحديد العشب الضار ورشّه بالمبيدات، فهو في مختلف المجالات".

ويتيح التطبيق الذي ابتكره إميل خيمينيز تسجيل إجاباته على الأسئلة الشخصية (مثلاً: "ماذا يعني الحب لك؟") من أجل "حفظ الأفكار الخاصة بكل فرد على الحوسبة السحابية بشكل دائم".

لكن بعيداً عن هذا الطموح، استقطبت الخدمة مستخدميها من خلال هدفها الرامي إلى فهم أفضل للذات. ويضم التطبيق برنامجاً ذهنياً لغوياً لتحليل أحاديث المستخدمين بهدف توضيح مشاعرهم.

مشاعر مجموعة من الأشخاص

ويمكن استخدام الذكاء الصناعي لفهم مشاعر مجموعة من الأشخاص. فأداة "أسك بولي" التي ابتكرتها شركة "أدفانسد سمبوليكس" الكندية تجري دراسات عن السوق في بضع دقائق.

ويستطيع المستخدم أن يسألها مثلاً ما إذا كان من المناسب حالياً شراء شقة أو إذا كان ينبغي أن يدخل المجرمون القاصرون السجن، فيتولى البرنامج مسح الشبكات الاجتماعية (إنستغرام وتيك توك وتويتر) لتحليل الرأي العام بدقة وعلى نطاق واسع.

وعام 2022، أحدثت خوارزميات الابتكارات الآلية ضجة، تحديداً تلك الخاصة بشركة "OpenAI" التي ابتكرت "GPT-3" لإنشاء النصوص، وDALL-E لإنشاء الصور.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً