ألمانيا.. أسعار الطاقة تلقي بظلالها على المواطنين وسط إجراءات تقشفية صارمة (Getty Images)
تابعنا

في الوقت الذي تكافح فيه أوروبا مع أزمة في الإمدادات بعد الهجوم الروسي على أوكرانيا، بدأ بعض الألمان اللجوء إلى الاستحمام بالماء البارد وتجفيف الملابس بالهواء، إذ تسبب انقطاع إمدادات الطاقة من روسيا في ارتفاع فواتير الكهرباء بنسبة 600 في المئة، وفق صحيفة بزنس إنسايدر.

ويقلل الألمان وفق الصحيفة الكماليات الحديثة التي تعمل بالوقود النفطي على أمل أن التقنين اليوم يمكن أن يساعد في منع انقطاع التيار الكهربائي مع حلول فصل الشتاء القادم وسط أزمة الغاز الروسي.

ويقول بعض السكان إنهم يستحمون بالماء البارد، ويجففون ملابسهم في الهواء، ويتحولون إلى مصابيح LED للتعامل مع أزمة الطاقة التي أثارها الهجوم الروسي على أوكرانيا، حسبما أفادت The Local في وقت سابق في سبتمبر/أيلول.

وقال أحد سكان برلين البالغ من العمر 39 عاماً في دراسة استقصائية أجرتها وكالة الأنباء مؤخراً: "نحن لا نستخدم مجففنا، نستحم بماء أكثر برودة وبفترة أقصر، ونخطط لتدفئة غرفتين فقط في منزلنا هذا الشتاء".

ومن بين جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، فإن ألمانيا هي الأكثر اعتماداً على النفط الروسي. وقد دفع موقف ألمانيا إلى حملة للحفاظ على الطاقة تمتد من الأفراد إلى المستويات الفيدرالية.

وتطبق بعض الشركات الألمانية أيضاً قيوداً على الطاقة توفيراً للكلفة، إذ ارتفعت أسعار الكهرباء في ألمانيا أكثر من 600 في المئة هذا العام نتيجة لارتفاع أسعار الغاز الطبيعي.

وقالت Vonovia، وهي مجموعة عقارية ألمانية، لـ Insider سابقاً إنها ستخفض تدفئة المستأجرين في أثناء الليل بين الساعة 11 مساءً و6 صباحاً "لتوفير أكبر قدر ممكن من الغاز" وتقليل تكاليف التدفئة بنسبة تقدر بنحو 8 في المئة.

أما في Dippoldiswalde، وهي مدينة في منطقة ساكسونيا الألمانية، مُنع بعض المستأجرين الاستحمام بالماء الساخن بين الساعة 8 صباحاً و11 صباحاً، وبعد التاسعة مساءً، حسب منشور على فيسبوك في يوليو/تموز من تعاونية إسكان محلية. فيما لم يعد يُسمح بالاستحمام بالماء الساخن في حمامات السباحة العامة في هانوفر.

قبل الحرب، كان أكثر من نصف الغاز الطبيعي الألماني يأتي من روسيا، الآن انخفض إلى 35 في المئة، لكن المسؤولين يخشون حدوث نقص حاد هذا الشتاء إذا قطعت روسيا إمداداتها النفطية المتبقية إلى أوروبا انتقاماً من العقوبات الغربية.

وقال وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك للصحفيين في أغسطس/آب: "نريد تحرير أنفسنا بأسرع ما يمكن من قبضة واردات الطاقة الروسية"، مضيفاً أنه في حين أن الإجراءات الحالية ستساعد في تقليل استهلاك الطاقة الإجمالي في البلاد، إلا أنها ليست كافية.

ابتداءً من سبتمبر طبقت الحكومة الألمانية قواعد جديدة للحد من استخدام الطاقة في المباني العامة والمعالم الأثرية.

ونشرت مدينة هانوفر قائمة من القيود في أواخر شهر يوليو، والتي تشمل الحد من الأجهزة الإلكترونية المكتبية مثل الطابعات، وإغلاق الماء الساخن في الأحواض العامة (باستثناء المستشفيات والمدارس)، وإغلاق النوافير العامة، والحد من درجة حرارة الغرفة في المباني البلدية إلى الحد الأقصى 68 درجة فهرنهايت.

وقال رئيس بلدية هانوفر بيليت أوناي: "الهدف هو خفض استهلاكنا للطاقة بنسبة 15 في المئة. وهذا رد فعل على النقص الوشيك في الغاز، والذي يشكل تحدياً كبيراً للبلديات، خاصة بالنسبة إلى مدينة كبيرة مثل هانوفر".

وأضاف في بيان صحفي: "كل كيلو وات ساعة يُوفَّر يحمي تخزين الغاز".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً