مساعدات للقرى المتضررة بفعل زلزال المغرب. / صورة: TRT Arabi (TRT Arabi)
تابعنا

بينما كانت قوات الجيش والدرك والوقاية المدنية المغربية تسابق الوقت لتنفيذ عمليات البحث وإنقاذ العالقين تحت أنقاض القرى التي دمرها الزلزال الذي ضرب مناطق جنوب غرب البلاد ليلة الـ8 من سبتمبر/ أيلول، استمر الشعب المغربي بإطلاق نداءات التبرع لإغاثة المواطنين في المناطق المتضررة.

هذه النداءات التي لاقت استجابة شعبية منقطعة النظير، تمثّلت على الأرض في إقبال مئات المواطنين على مراكز التبرع بالدم، بالإضافة إلى عشرات القوافل الإغاثية التي جرى تسييرها في الأيام اللاحقة، بشكل فردي أو بتنظيم مؤسسات المجتمع المدني، حاملة معها أطناناً من المواد الغذائية والخيام والفراش، للأماكن المتضررة.

عملية التبرع بالدم في أحد مراكز وجدة. (TRT Arabi)

حملة واسعة للتبرع بالدم

في صبيحة الـ9 من سبتمبر/أيلول، نشرت وكالة أنباء المغرب العربي نداءات أطلقها مسؤولو مراكز التبرع بالدم بالمملكة، يدعون فيها المواطنين إلى التبرع بدمائهم من أجل مصابي الزلزال. وقال مسؤول بمركز التبرع بالدم بمراكش، في تصريح لوكالة الأنباء المغربية: "وجّهنا نداء عاجلاً لجموع المواطنين، وبخاصة بمدينة مراكش، للتبرع بالدم وتقديم يد المساعدة للجرحى".

ولبى قطاع واسع من المواطنين المغاربة هذه النداءات، وتوافدوا بأعداد كبيرة إلى المراكز في كامل أنحاء المملكة. ورصدت كاميرا TRT عربي وجود أعداد كبيرة من المتبرعين بالدم في مراكش.

من جانبها، أكدت الدكتورة سناء إسماعيل، مديرة المركز الجهوي للتبرع بالدم بوجدة (شمال شرق)، أن الاستعدادات لإطلاق حملة التبرع بالدم بدأت منذ فجر يوم 9 سبتمبر/أيلول، إذ تم إعداد خطة لوجيستية دقيقة لهذا الغرض، ورصد كل الإمكانات البشرية للاستجابة لهذا الظرف الملح.

وقالت إسماعيل، في تصريحاتها لـTRT عربي، إنه "نظراً للحاجة الكبيرة إلى الدم في هذه الظروف التي تعيشها بلادنا، جرى فتح مركز التبرع بالدم أمام المتبرعين استثناءً يومي السبت والأحد". مضيفة أن خطة النقل تجري عبر مراحل إذ "يجري نقل الدم من وجدة إلى مركز الرباط، فيما ترسل الرباط مخزونها إلى المناطق المتضررة".

وأشادت مديرة المركز بالإقبال "التلقائي والكبير" للساكنة، مشددة على أنه "ليس من الغريب على المواطنين المغاربة، وبخاصة ساكنة شرق المملكة، روح التضامن والمسارعة إلى الخير في ظروف كهذه".

جمع المساعدات الغذائية لمنكوبي زلزال المغرب. (TRT Arabi)

عشرات القوافل وأطنان من المساعدات

من ناحية أخرى، شملت الهبة الإغاثية أيضاً إرسال قوافل تحمل أطناناً من المواد الغذائية، ليجري توزيعها على المتضررين في القرى النائية. وأتت هذه التحركات، في أغلبها بشكل تلقائي من قبل مواطنين عاديين، وأيضاً من تأطير مؤسسات المجتمع المدني التي سخرت كل إمكانياتها لإنجاح الحملة.

وقبالة إحدى المركبات التجارية بمدينة مراكش، رصد مراسل TRT عربي صفاً طويلاً من عربات التسوق تحمل عشرات الكيلوغرامات من السكر والدقيق، علب الحليب، قناني المياه المعدنية بأحجام مختلفة، زيوت الطبخ والجبن ومعلبات التونة وأغطية، كلّها موجهة إلى المناطق المتضررة، في حملة نظمها شباب من مدينة الدار البيضاء.

وحسب غيثة إنفلاس، منسقة الحملة، فإن الدعوة إلى جمع المساعدات بدأت على تطبيق إنستغرام، واستجاب عدد من الشباب لهذا النداء سواء بالتبرع أو بالتطوع في تنفيذ عملية توزيع المساعدات. وأوضحت المتحدثة، في تصريحات لـTRT عربي، أن "التبرعات فاقت حمولة العربات التي كنا قد رصدناها لنقلها، لهذا قررنا أن تجري العملية في جولتين: البارحة واليوم".

من ناحية أخرى، ومباشرة عقب وقوع كارثة الزلزال، فتحت منظمات المجتمع المدني المغربية باب جمع التبرعات. ومن أبرزها منظمة "بنك التغذية"، التي تصنف في المغرب جمعيةً ذات منفعة عامة، التي أطلقت نداءات للتبرع ورصدت لذلك حساباً بنكياً خاصاً.

وحسب ما كشفت سناء بنصر علوي، المديرة التنفيذية لـ"بنك التغذية"، في حديثها لـTRT عربي، فإن المؤسسة نفذت 10 عمليات توزيع مساعدات في كل من أقاليم تارودانت وورزازات والحوز، وما زالت عمليات التوزيع مستمرة في قرى تازناخت وزرقطن.

وأوضحت مسؤولة "بنك التغذية"، أن المؤسسة نجحت في توزيع ما يعادل 150 طناً من الأغذية، و3 آلاف فرش وغطاء، بالإضافة إلى 10 أطنان من الملابس على أهالي القرى المتضررة بفعل الزلزال. مشددة على أن كل هذه الإعانات جرى توفيرها بأموال التبرعات التي تلقتها المؤسسة.

وأكد موفد TRT عربي بمنطقة الحوز توفر المواد الغذائية بشكل واسع في أغلب المناطق المتضررة بالزلزال، لدرجة أنه أصبح يوزع منها على المتطوعين والصحفيين الذين يصلون إلى تلك المناطق.

متضررون من زلزال المغرب بحاجة إلى خيام لإيوائهم. (Others)

خيام لإيواء المتضررين

ووفق ما عاينه موفد TRT عربي من المناطق المغربية التي ضربها الزلزال، فخلال الأيام الأولى من الكارثة، كان الأهالي هناك يشكُون من فقدان منازلهم والحاجة إلى الخيام والفرش والأغطية، خصوصاً مع حديث الأرصاد الجوية عن قرب تساقط المطر بتلك المناطق.

ووزعت السلطات المغربية عدداً من الخيام على المتضررين، كما تداول عدد من رواد منصات التواصل المغاربة دعوات لتوفير خيام وأغطية وفرش لضحايا الزلزال، وهو ما استجاب له عدد من الفاعليات المدنية بالمملكة. وكانت جمعية "المتطوعون الرحل"، وهي جمعية شبابية تنشط في الأعمال الخيرية في المناطق الجبلية النائية، إحدى الملبين لهذه الدعوات.

وقال عبد الرحمن بن زينب، مسؤول في الجمعية، لـTRT عربي: "لاحظنا أن عدداً من مؤسسات المجتمع المدني نشطت في توفير الأغذية للمناطق المتضررة، لهذا فكرنا في توفير الخيام والفرش والأغطية وكل مستلزمات الإيواء للمنكوبين".

وأضاف عبد الرحمن: "نظراً إلى النقص الكبير في الفرش، فتحنا ورشة لخياطتها وإنتاجها، ونجحنا بذلك في توفير أكثر من 500 فراش و300 ملاءة جرى توزيعها في القرى المتضررة (...) وكانت أبعد نقطة وصلت إليها مساعداتنا هي دوار أمگرنيس جماعة إمندرا (إقليم تارودانت) والذي شهد وفاة 36 شخصاً وبه الكثير من النساء والأطفال".

TRT عربي
الأكثر تداولاً