فاز المنتخب التركي بالمركز الثالث في مونديال 2002 / صورة: Reuters (Reuters)
تابعنا

فرحة جنونية سادت أوساط الجمهور المغربي الذي امتلأت به أركان ملعب الثمامة القطري، ومنه إلى المغاربة في كل أقطار العالم، إثر صافرة الحكم إيذاناً بنهاية المباراة التي جمعت منتخبهم الوطني مع منتخب كندا، بالانتصار في الجولة الثالثة لدور مجموعات لكأس العالم التي تجري منافساتها حالياً بقطر.

وانتهت المباراة بفوز المغاربة بنتيجة هدفين لواحد، وهو ما يمكّنهم من عبور تاريخي إلى الدور التالي، لأول مرة منذ تأهلهم إليه قبل 36 عاماً. فيما كتيبة "أسود الأطلس"، وعلى رأسها المدرب وليد الركراكي، عازمون على الاستمرار في المنافسة هذه المرة، وأن لا يتوقف مسيرهم عند دور الـ16، الذي سيلاقون فيه نظيرهم الإسباني.

هذا العزم، إن تحقق، سيكون السيناريو الأكثر إثارة وأشبه بكثير بمفاجأة المنتخب التركي في مونديال كوريا واليابان عام 2002. حينما نجح المنتخب التركي في العبور إلى ربع النهائي ونصف النهائي، وتحقيق المركز الثالث في انتصار تاريخي على كوريا الجنوبية.

الأسود إلى دول الـ16

ومع تأهلهم إلى الدور التالي من كأس العالم، وفي مؤتمر صحفي له عقب مباراة كندا، أكد مدرب المنتخب المغربي وليد الركراكي، عزم فريقه على الاستمرار في البطولة وعدم الاكتفاء بالوصول إلى هذا الدور.

وقال الركراكي في تعليقه على المباراة: "لم تكن مباراة سهلة، إنها الأفضل لنا بالبطولة، تحلينا بروح قتالية وفزنا عن استحقاق، اللاعبون مستعدون للموت من أجل الفريق والخطة". وأكد: "لم نأت إلى هنا لنخسر، كل شيء ممكن والمستويات متباينة للمنتخبات مثل ما شاهدنا الأرجنتين وفرنسا. أعتقد أن الأفارقة يمكنهم الذهاب بعيداً، ولمَ لا نحلم بالفوز بالكأس؟ نحن نعطي حلماً للجيل القادم".

ويهدد حلم الركراكي الإصابات المنتشرة في صفوف فريقه، أبرزها إصابة ظهيره الأيمن النجم المغربي أشرف حكيمي، والتي غيبته عن الحصة التدريبية للمنتخب يوم الجمعة. وفي هذا الصدد صرَّح الركراكي، لموقع "كورة" المختص في أخبار كرة القدم، بأن "حكيمي سيلعب أمام إسبانيا، وغيابه عن المران إجراء احترازي لا غير".

هذا قبل أن يضيف: "يلزمنا أن نقبل رأس حكيمي، إنه رجل ومقاتل حقيقي، لعب وهو مصاب، وما كان عليه أن يكمل مباراة كندا، لكنه أصر على القتال، ونال جائزة أفضل لاعب بالمباراة (...) أنا فخور جداً بتدريبه، وعلينا انتظار نتائج الفحص الطبي لمعرفة وضعه الحالي".

ونجح أسود الأطلس في تصدر المجموعة السادسة للمونديال بـ7 نقاط، بعد تعادل ثمين في مباراتهم الأولى ضد كرواتيا، ثم فوزين تاريخيين على بلجيكا وكندا، أهلاهم للمرور إلى الأدوار الإقصائية.

أشبه بسيناريو تركيا في 2002

إذا ما تحقق عزم المنتخب المغربي في تخطي إسبانيا، التي سيقابلها في مباراته في دور الـ16، فسيخط مسيرة تشبه مسيرة المنتخب التركي في مونديال كوريا واليابان، عام 2002. وقتها كانت قرعة المونديال قد وضعت الأتراك في المجموعة الثالثة، رفقة البرازيل التي فازت باللقب وكوستاريكا والصين.

ودخل المنتخب التركي المنافسة بقيادة المدرب شينول غونيش، وبفريق يضم لاعبين مهاريين. فنجح بحصد أربع نقاط من دور المجموعات، بتعادل أمام كوستاريكا وفوز على الصين، في حين خسر مبارته الأولى مع البرازيل.

وفي ثمن النهائي نجح الأتراك في إزاحة البلد المضيف اليابان، بهدف دون رد من توقيع أوميت أيدين. ليمر لمقابلة السنغال في الربع، التي فاز عليها هي الأخرى بهدف وحيد، هذه المرة بأقدام إلهان مانسيز. ليقابل البرازيل مجدداً في نصف النهائي، التي خلق لها متاعب عدة على أرض الملعب، لكنه خسر المباراة بهدف رونالدو في الدقيقة 49.

وفي مباراة الترتيب ضد كوريا الجنوبية، أبى المنتخب التركي أن يخرج من المسابقة خالي الوفاض، ففاز بثلاثية افتُتِحت بهدف يعد الأسرع في تاريخ كأس العالم، ثم وقع الهدفين الأخريين المهاجم إلهان مانسيز. وفشل الكوريون في تعديل النتيجة، رغم تسجيلهم هدفين فيما تبقى من عمر المباراة.

TRT عربي
الأكثر تداولاً