يعد الدخن أقدم الزراعات في تاريخ البشرية. (Others)
تابعنا

في مارس/آذار 2021، أعلنت الدورة 75 للجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2023 السنة الدولية للدخن. وحسب منظمة الأغذية العالمية ستكون هذه السنة "مناسبة لإذكاء الوعي بالمنافع الغذائية والصحية للدخن وبمدى ملاءمته للزراعة في ظلّ الظروف المناخية غير الملائمة والمتغيرة، وتوجيه اهتمام السياسات نحوهما".

وهو ذاته ما أكده السفير الهندي في تركيا فيراندر باول، يوم الأربعاء، خلال ندوة بهذه المناسبة. إذ قال بأن الدخن "قد يكون جزءاً من الحل من أجل الأمن الغذائي المستدام"، كما قد يكون الحل للأزمات الغذائية التي يواجهها العالم بسبب الحرب في أوكرانيا، وأيضاً بفعل اضطراب سلاسل توريد الغذاء جراء أوكرانيا، وآثار التغيرات المناخية على الزراعة.

ماذا نعرف عن حبوب الدخن؟

إن المعرفة البشرية بالدخن أقدم من أي نوع آخر من الحبوب، إذ يُجمِع العلماء على أن الإنسان مارس زراعة الدخن قبل أن يزرع القمح، وتعود أقدم حفريات أثبتت تلك الزراعة إلى ما بين 9 و10 آلاف سنة في شرق آسيا.

وتجري زراعة حبوب الدخن، على وجه الخصوص، في المناخات الجافة والمدارية، ما يتوافق مع مناخ أغلب الدول النامية في شرق آسيا والهند وإفريقيا. ويجري استخدام دقيق الدخن في المخبوزات، كما في صناعة العصائد، أو تقديمه علفاً للمواشي من أجل الاستفادة من لحومها وألبانها. صناعياً، يستخدم الدخن أيضاً في صناعة المخبوزات والمعجنات، وأغذية فطام الأطفال، وكذلك عدد من المشروبات.

ولكي يصبح الدخن صالحاً للاستهلاك، يجب تمريره بعملية معالجة، منزلية أو صناعية، تتضمن في مرحلتها الأولى تنظيف الحبوب وتصنيفها، ثم إزالة القشرة الخارجية، فالطحن على شكل دقيق. وتعتمد تقنية المعالجة الحديثة على معدات وآلات مختلفة، من أجل زيادة الكميات المعالجة وتقليل الكدح وتحسين جودة وكمية الإنتاج.

ويمتاز الدخن بقيمته الغذائية العالية وسهولة هضمه، ويحتوي على نسبة عالية من الكالسيوم، وسكريات منخفضة مقارنة بباقي الحبوب، ما يجعله الغذاء الأمثل للأشخاص الذين يعانون من داء السكري.

هل يساهم الدخن في حل أزمة الغذاء العالمية؟

وفقاً لمنظمة الغذاء العالمية "فاو"، يعد الدخن "حلاً ميسور التكلفة ومغذياً في ظل التحديات التي تواجهها أنظمة الأغذية الزراعية العالمية لتلبية احتياجات السكان الذين يتزايد عددهم باستمرار"، كما يحقق الأمن الغذائي لملايين الأشخاص في إفريقيا جنوب الصحراء وآسيا إذ "يتجذر بعمق في ثقافات وتقاليد الشعوب الأصلية هناك".

فيما تزيد أهمية هذه المميزات في وقت يواجه فيه العالم أزمات غذائية، لخَّصها السفير الهندي بأنقرة، بالقول: "وباء فيروس كورونا ساهم في الإضرار بالأمن الغذائي وسلاسل توريد الغذاء العالمية، وقبل أن يحصل تعافي من الوباء برزت أزمة أوكرانيا"، التي ساهمت في تعميق الأزمة الغذائية، وكانت البلدان الفقيرة أكثر المتأثرين من هذا الوضع.

وأردف السفير، بأن الدخن "يمكن أن يكون حلاً مستداماً" لهذه الأزمات. وهو ما تؤكده الـ"فاو"، التي تشجع زراعة هذه الحبوب، لكونها ستدعم سبل عيش صغار المنتجين وتوفر وظائف لائقة للنساء والشباب، مما سيعزز الاقتصادات مع توفير حل لكسب الرزق. كما أن استبدال الدخن بالحبوب الأخرى سيساهم في تخفيف مخاطر صدمات الإنتاج.

ووفقاً للمصدر ذاته، يمكن للدخن أن يلعب دوراً رائداً في جهود تحقيق التنمية المستدامة، القضاء على الجوع، والتكيف مع تغير المناخ، كذلك تعزيز التنوع البيولوجي، وتحويل أنظمة الأغذية الزراعية. وحسب شو دونيو، المدير التنفيذي للمنظمة، فإن: "هذه الحبوب يمكن زراعتها في ظل ظروف مناخية معاكسة أو متغيرة، وتوفر فرصاً مستدامة ومبتكرة في الأسواق للمزارعين والمستهلكين في جميع أنحاء العالم".

هذا وتعد الهند أكبر منتجي الدخن في العالم، إذ تمثل محاصيلها حوالي 20% من الإنتاج العالمي بما يعادل 12 مليون طن، وبلغت صادراتها عام 2021 ما قيمته 27 مليون دولار. وتشهد السوق العالمية لهذه الحبوب ارتفاعاً مستمراً، إذ انتقلت الصادرات العالمية من 380 مليون دولار عام 2019 إلى 403 ملايين دولار في عام 2020.

TRT عربي
الأكثر تداولاً