أولى الخطوات على طريق الجمهورية.. ما قصة 19 مايو؟ وكيف أصبح عيداً للشباب؟ (Others)
تابعنا

في التاسع عشر من مايو من كل عام، تنتشر موجة من الاحتفالات والطاقة والحماس في جميع أنحاء تركيا، إذ يجتمع الناس لإحياء ذكرى حدث مهم وأساسي في تاريخ الجمهورية التركية. وتحيي جميع الولايات التركية، اليوم الجمعة، ذكرى مؤسس الجمهورية التركية كمال أتاتورك، كما تحتفل بعيد الشباب والرياضة.

ويحتل يوم 19 مايو مكانة خاصة في نفوس الكثيرين، إذ يمثل أولى خطوات الأتراك تحت قيادة المؤسس كمال أتاتورك على طريق الجمهورية، الذي تطور لاحقاً ليصبح عيداً للشباب والرياضة والاحتفال بذكرى أتاتورك، وتحولت معها الاحتفالات لتصبح عطلة رسمية.

وفي هذا اليوم تحديداً أشعل كمال أتاتورك شعلة النضال الوطني في مدينة سامسون قبل 104 سنوات، معلناً بمجرد ما أن وطئت قدمه ميناء سامسون بدء الكفاح الوطني لمجابهة قوى الاستعمار الغربي، بينما رسمت عبارته الشهيرة "إما الاستقلال أو الموت" مسار حرب التحرير والاستقلال طوال السنوات الأربع التالية، والتي تمخض عنها في 29 أكتوبر/تشرين الأول 1923 إعلان الجمهورية التركية الحديثة.

أولى الخطوات على طريق الجمهورية

في 16 مايو 1919، ركب أتاتورك سفينة بندرما متوجهاً من إسطنبول إلى سامسون شمال تركيا.

وفور وصوله إلى سامسون يوم 19 مايو، حشد الشعب لمواجهة الاستعمار الغربي، وكانت خطبته في سامسون شعلة بداية حرب التحرير والاستقلال على مستوى البلاد.

وعلى أثر ذلك، زار أتاتورك أهم مدن الأناضول وعقد فيها المؤتمرات لحشد الشعب وتشجيعه للمشاركة بحرب التحرير والاستقلال، وفور وصوله إلى أنقرة أنشأ أول مجلس نواب وطني في 23 أبريل/نيسان 1920 وانتُخب رئيساً للمجلس، معلناً أن أنقرة هي العاصمة الجديدة وأن الحكومة المُشكَّلة من طرف المجلس بأنقرة هي الممثل الوحيد للشعب التركي.

وبعد التضحية الكبيرة التي قدمها الشعب والجيش في معركة سقاريا الملحمية التي انتهت بهزيمة الجيش اليوناني المحتل في 13 سبتمبر/أيلول 1921، اضطر اليونانيون إلى الانسحاب باتجاه مدينة أزمير غرباً. وخلال عام فقط، أعاد أتاتورك هيكلة الجيش وحضّره لحرب التحرير الأخيرة، التي انتهت بالانتصار على اليونانيين وتحرير إزمير يوم 9 سبتمبر 1922.

في أعقاب ذلك، وقّع الأتراك هدنة مودانيا في 11 أكتوبر 1922 التي أعلنت عن انتهاء حرب التحرير والاستقلال التركية فعلياً، والتي أعقبها بعد عام الإعلان عن تأسيس الجمهورية التركية في 29 أكتوبر 1923.

عيد الشباب والرياضة

بدأ الاحتفال بيوم 19 مايو كعيد عام 1926 على المستوى المحلي. بينما أشارت بروفيسورة التاريخ أيتين سيزار أرة في حديثها لموقع TRT Haber إلى أن تاريخ الأنشطة الشبابية التي تقام في مايو تعود إلى عصر ما قبل الجمهورية. وكان اسم الاحتفالات في ذلك الوقت هو "عيد التدريب".

وتابعت سيزار أرة قائلة: "على عكس يوم التدريب في عام 1916، لقد احتُفل برحلة أتاتورك إلى سامسون في 19 أيار باعتباره عطلة، كمثال على بداية النضال الوطني لأهالي سامسون. وفي عام 1926، بدؤوا في الاحتفال بيوم المحاربين القدامى للمرة الأولى بالمعنى المحلي، كما كان الحال في مدن أخرى".

خلال تلك الفترة، احتُفل في مقاطعات مختلفة من البلاد بيوم 19 مايو تحت أسماء مختلفة، مثل يوم الشباب ويوم الجمباز. ولكن مع القانون الصادر في 20 يونيو/حزيران 1938، سميت الاحتفالات رسمياً "يوم الشباب والرياضة".

وفي الذكرى المئوية لميلاد أتاتورك، أخذت احتفالات 19 مايو اسمها الأخير. ومنذ ذلك الحين، يُحتفل بيوم 19 مايو تحت مسمى "إحياءً لذكرى أتاتورك وعيد الشباب والرياضة".


TRT عربي
الأكثر تداولاً