"تجسّس" المصابيح والثلاجات.. ما فوائد ومخاطر تقنيات "إنترنت الأشياء"؟/الصورة: datascience (Others)
تابعنا

حذرت تقارير صحفية في الأيام الأخيرة من أن الصين يمكنها التجسس على أي شخص في المملكة المتحدة من خلال الثلاجات الذكية والمصابيح الكهربائية والأجهزة الأخرى التي يجري التحكم فيها من خلال أحد التطبيقات.

وحسب ما قالته صحيفة التايمز البريطانية، حذر دبلوماسي سابق الحكومة البريطانية من أن الصين لديها القدرة على التجسس على ملايين الأشخاص في بريطانيا، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن الرقائق الدقيقة المدمجة في السيارات والأجهزة المنزلية تشكل تهديداً "واسع النطاق" للأمن القومي لأن الصين يمكنها "تسليحها" للتجسس على البريطانيين.

ويحذر كاتب التقرير، الدبلوماسي السابق في بكين تشارلز بارتون، من أن وحدات صغيرة، تعرف باسم وحدات "IoTs" الخلوية (إنترنت الأشياء)، تجمع البيانات وتنقلها عبر شبكة جيل خامس، مما يوفر للسلطات الصينية معلومات أمنية وقدرة على تتبع الأشخاص والشركات.

تحذيرات خطيرة

قال تقرير نشرته شركة الاستشارات OODA في واشنطن: "لم ننتبه بعد إلى هذا التهديد. الصين اكتشفت فرصة للسيطرة على هذه السوق، وإذا تمكنت من ذلك فستجمع قدراً هائلاً من البيانات وستجعل الدول الأجنبية معتمدة عليها". وأضاف: "إنهم يجمعون البيانات ويمكن تسليمها إلى الحكومة الصينية إذا طُلب منهم ذلك".

ووفقاً للتقرير، تهيمن ثلاث شركات صينية - Quectel وFibocom وChina Mobile - على 54% من السوق العالمية في الأجهزة الذكية. الأمر الذي دفع الشركة للقول: "إن على حكومة المملكة المتحدة أن تفعل شيئاً قبل فوات الأوان". محذرةً الدول الحرة بضرورة حظر تقنيات وأجهزة "إنترنت الأشياء" وقطعها من سلاسل توريدها في أسرع وقت ممكن.

ومن ضمن توصيات التقرير فحص الممتلكات الحكومية لتغيير هذه الوحدات. يُذكر أنه في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مدَّدت بريطانيا الموعد النهائي لإزالة المعدات والخدمات المقدمة من الشركة الصينية هواوي من 28 يناير/كانون الثاني عام 2023 إلى 31 ديسمبر/كانون الأول عام 2023. وحظرت بريطانيا شركة هواوي وغيرها من الشركات التي اعتبرت شبكاتها من الجيل الخامس خطراً أمنياً كبيراً عام 2020.

وترى أليسيا كيرنز، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية المختارة بمجلس العموم، أن اعتبارات الأمن القومي "في الاستراتيجية الصناعية غير كافية على الإطلاق". أضافت: "يمكنك تعقب شخص ما وتحديد مكان رئيس الوزراء، مثلاً، وهذه المعلومات ستكون مفيدة جداً للإرهابيين".

"إنترنت الأشياء"

يشير مصطلح "إنترنت الأشياء" (IoT) إلى ربط الأشياء والأجهزة الإلكترونية التي نستخدمها بشكل يومي مع اتصال الإنترنت، مما يسمح لهم بالتواصل ومشاركة البيانات مع بعضهم البعض، ويزيد من التحكم في هذه الأجهزة وإمكانية التحديث والصيانة عن بعد.

ونظراً لنموها الهائل، بدأ الكثير من الأشخاص والشركات إما في توصيل الأجهزة أو تمكين أنظمتهم الحالية بالكامل "بإنترنت الأشياء". فيما تشير الدراسات إلى أن سوق تقنيات "إنترنت الأشياء" العالمي يسير في طريقه لتجاوز 2.4 تريليون دولار سنوياً بحلول عام 2027، كما ويتوقع أن يجري توصيل أكثر من 41 مليار جهاز بالإنترنت بحلول عام 2027.

وبينما تتمتع تقنيات "إنترنت الأشياء" بإمكانية إحداث تغييرات كبيرة في مختلف الصناعات وتحسين حياتنا بعدة طرق، من المهم أن يكون المستخدم على دراية بالمخاطر واتخاذ خطوات للتخفيف منها. فمن خلال التخطيط والتنفيذ الدقيقين، يمكن أن تكون إنترنت الأشياء أداة قوية لخلق عالم أكثر اتصالاً وفعالية.

الفوائد والمخاطر

لدى تكنولوجيا "إنترنت الأشياء" القدرة على إحداث ثورة في مختلف الصناعات وجعل حياتنا أكثر راحة وكفاءة وأماناً. كما أن أحد أهم فوائدها زيادة الإنتاجية، حيث يمكن للأجهزة الذكية الاتصال بالإنترنت وإرسال البيانات في الوقت الفعلي إلى المديرين والمهندسين، مما يسمح بمراقبة وتحكم أفضل.

مجال آخر يمكن أن يكون لإنترنت الأشياء فيه تأثير كبير هو الرعاية الصحية. يمكن للأجهزة الصحية الذكية مراقبة العلامات الحيوية للشخص وإرسال البيانات إلى المتخصصين في الرعاية الصحية لتحليلها. كما يمكن أن تلعب تكنولوجيا "إنترنت الأشياء" أيضاً دوراً مهماً في تحسين الأمان، وذلك من خلال التحكم في أجهزة الأمان الذكية، مثل الكاميرات وأقفال الأبواب، عن بُعد وإرسال تنبيهات في حالة وجود نشاط مشبوه.

ومع ذلك، توجد أيضاً بعض المخاطر المرتبطة بتقنيات "إنترنت الأشياء"، لاسيما موضوع الخصوصية الذي يعد أحد الاهتمامات الرئيسية، نظراً لأن الأجهزة الذكية تجمع البيانات الشخصية وتشاركها، فهناك خطر يتمثل في إمكانية وصول أطراف غير مصرح بها إلى هذه المعلومات. الأمن كذلك هو بمثابة خطر آخر، حيث يمكن أن تكون أجهزة إنترنت الأشياء عرضة للقرصنة، مما قد يؤدي إلى فقدان المعلومات الشخصية أو الوصول غير المصرح به إلى الأجهزة.

TRT عربي