هاكان فيدان / صورة: AA (AA)
تابعنا

أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تشكيلة الحكومة التركية الجديدة التي ضمت 17 وزيراً.

ويعد رئيس جهاز الاستخبارات السابق ووزير الخارجية الجديد هاكان فيدان من أهم الأسماء التي جرى تسليط الضوء عليها، وذلك لما تحتله الوزارة والشخص من أهمية بالغة في عملية صنع القرار السياسي في تركيا، بالإضافة إلى أولويات المرحلة المقبلة وحساسيتها والتي تشكل السياسة الخارجية فيها أهمية بالغة.

15 سنة في صفوف الجيش

وُلد هاكان فيدان في منطقة حمام أونو بالعاصمة أنقرة عام 1968، وخدم في القوات المسلحة التركية لمدة 15 عاماً ضابط صف اتصالات واستخبارات. درس أنظمة الاتصالات ونظم المعلومات وأنظمة الحرب الإلكترونية في مدرسة القوات البرية التركية، وبعد تخرجه منها التحق بمدرسة اللغات بالقوات البرية. ثم خدم لمدة ثلاث سنوات في مقر قيادة فيلق الناتو للرد السريع في ألمانيا.

لم ينقطع فيدان عن التحصيل الأكاديمي بل حرص على توسيعه وزيادته، فخلال عمله الخارجي في الناتو حصل على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية والإدارية من جامعة ماريلاند، وبعد عودته إلى تركيا حصل على درجة الماجستير من قسم العلاقات الدولية في جامعة بيلكينت، وتناولت دراسته موقع الاستخبارات في السياسة الخارجية عبر مقارنتها بعدد من الدول الأخرى.

وفي العام 2001، وبقرار ذاتي قدم هاكان فيدان استقالته من القوات المسلحة بعد خدمة امتدت لـ15 عاماً داخل وخارج تركيا.

في العمل المدني

استمر هاكان فيدان في تحصيله الأكاديمي، ونال درجة الدكتوراة في العلاقات الدولية من جامعة بيلكنت، وخلال هذه الفترة عمل مستشاراً سياسياً واقتصادياً لعدد من السفراء.

وفي العام 2003 تولى فيدان رئاسة الوكالة التركية للتعاون والتنسيق "تيكا"، واستمر في منصبه حتى العام 2007. لينتقل بعد ذلك إلى العمل في مستشارية رئاسة الوزراء ومسؤولاً عن ملف السياسة الخارجية والأمن الدولي. وإلى جوار ذلك عمل مبعوثاً خاصاً لرئيس الوزراء في حينه رجب طيب أردوغان.

بموازاة ذلك شغل هاكان فيدان منصب عضو مجلس إدارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وعضوية المجلس الاستشاري لبرنامج الأمم المتحدة للتعاون الإنمائي، كما شغل عضوية مجلس أمناء جامعة أحمد يسيفي التركية-الكازاخية، وعضوية مجلس إدارة وقف يونس إمره، بالإضافة إلى عضوية الجمعية العامة للمؤسسة الخيرية للجيش "OYAK ".

واستمر هاكان فيدان في دراساته الاكاديمية حول موضوعات الأمن والسياسة الخارجية، بالإضافة إلى القاء المحاضرات في جامعتَي بيلكينت وحاجة تبه في العاصمة انقرة.

في قيادة العمل الأمني

ساهمت الوظائف السابقة التي تولاها هاكان فيدان، في تكوين خبرة واسعة لديه في قضايا السياسة الخارجية مدعومة بالتجربة والاحتكاك، ما أهّله للارتقاء إلى أعلى درجات العمل الأمني في تركيا عبر تولي رئاسة جهاز الاستخبارات التركي.

في شهر أبريل/نيسان 2010، أصدر رئيس الوزراء التركي في حينه رجب طيب أردوغان قراراً بتعين هاكان فيدان في منصب نائب رئيس جهاز الاستخبارات التركية، وبعد شهر وتحديداً في 27 مايو/أيار 2010 تولى فيدان قيادة الجهاز، ليكون أصغر قادة الجهاز سناً بعمر 42سنة، وفي العام 2015 استقال فيدان من قيادة الجهاز للترشح لعضوية البرلمان، لكنه تراجع عن ذلك لاحقاً وعاد إلى منصبه.

استمر فيدان في منصبه لمدة 13 عاماً، حققت خلالها الاستخبارات التركية نجاحات ملحوظة في مكافحة الإرهاب وحماية الأمن الداخلي، وظهر ذلك جلياً في مكافحة تنظيم PKK الإرهابي سواء الداخل أو في العراق وسوريا، كما حقق جهاز الاستخبارات نجاحات ملحوظة في ملاحقة وتفكيك تنظيم كولن الإرهابي الذي قاد محاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016، التي لعب الجهاز دوراً كبيراً في إحباطها.

وزيراً للخارجية

خلال السنوات الماضية لعب جهاز الاستخبارات التركية دوراً ملحوظاً في السياسة الخارجية التركية، وذلك عبر ما عرف بـ "دبلوماسية الاستخبارات"، حيث قاد الجهاز ورئيسه جهود الوساطة في عدد من الملفات.

كما لعب دوراً في إعادة بناء وتطبيع العلاقات التركية مع عدد من الدول. هذا الأمر يجعل أهّل فيدان لتولي وازرة الخارجية. فالخبرة الممتدة والعلاقات الواسعة التي كونها فيدان تؤهلانه لإعطاء السياسة الخارجية التركية دفعة للأمام وفتح أفق جديدة.

TRT عربي - وكالات