هانو بيرجي، الرأس المدبر لفضيحة "CumEx" (Boris Roessler/AFP)
تابعنا

في معلومات جديدة كشفها موقع "كوريكتيف" الألماني المختصّ بالتحقيقات الصحفية، بلغ حجم المستحقات الضريبية الضائعة على الحكومات الأوروبية عبر تقنية "CumEx" للتهرب الضريبي 140 مليار يورو. وعاد الموقع الألماني المذكور، برفقة ثلاثين وسيلة إعلام أخرى، لنبش الفضيحة من جديد بعد أن فُجّرَت إعلامياً لأول مرَّة سنة 2018، وحدّدت وقتها قيمة الضرائب الضائعة بـ55 مليار يورو.

كما كشفت تحقيقات الموقع الألماني عن الشخصية القابعة وراء عملية التهرب الضريبي الضخمة تلك، وهو المحامي الألماني هانو بيرجي، الذي لقّبته وسائل الإعلام بـ"الدكتور CumEx"، الذي حصد لصالحه مليارات اليوروهات، عمولات عن خطته تلك السليمة من الناحية القانونية.

وثائق "CumEx"

تعود أولى أطوار اكتشاف عملية التهرب الضريبي إلى سنة 2018، في ما سُمّي وقتها بوثائق "CumEx"، إذ تتبع كل من جريدة "لوموند" الفرنسية و"دير شبيغل" و"كوريكتيف" الألمانيتين و"لاريبوبليكا" الإيطالية ووكالة "رويترز للأنباء، مسار القضية التي انفجرت في ألمانيا سنة 2012 بعد أن اكتشفت سلطات البلاد عدداً من المعاملات البنكية التي لا تخضع لمراقبة جبائية.

في التحقيق الصحفي الأول حول القضية، حددت وسائل الإعلام المذكورة قيمة التهرب بـ55 مليار يورو. جرت عبر تقنيتين ماليتين، سليمتين قانونياً، هما: "CumCum" و"CumEx"، إذ، ببساطة، تسمح القوانين الأوروبية للمستثمر الأجنبي في أحد بلدانها ببيع أرباح أسهمه لإحدى المؤسسات البنكية، هذه المؤسسات المعفاة هي الأخرى من دفع الضريبة على أرباح تلك المعاملات. في النهاية تعيد البنوك الأرباح لصاحبها المستثمر الأجنبي مع أخذ عمولتها، وتضيع على الحكومات مليارات اليوروهات من الضرائب.

حسب أرقام 2018، ضاع على الحكومة الألمانية 31.8 مليار يورو، وعلى الفرنسية 17 مليار يورو. وخسرت الحكومة الإيطالية 4.5 ميليار يورو، و1.7 مليار يورو بالنسبة إلى الدنماركية، و201 مليون يورو بالنسبة إلى البلجيكية، فيما بلغت قيمة خسائر الحكومات 140 ميليار يورو، حسب التحقيق الصحفي الأخير لموقع "كوريكتيف" الألماني.

مَن "الدكتور CumEx"؟

حتى قبل أن تصل القضية إلى الإعلام وتُكتشف سنة 2018، بدأت شكوك الشرطة الألمانية تحوم حول المحامي السويسري هانو بيرجي. شخصية تبلغ من العمر 70 سنة، يختصّ نشاطها في القضايا المالية. داهمت الشرطة الألمانية مكتبه سنة 2012، لتجده فرّ إلى بلاده الأصل، ليحتمي في بلدة صغيرة بجبال الألب.

مطلع سنة 2021، وجّه الإنتربول مذكرة دولية في حق هانو، يتهمه فيها بأنه العقل المدبر وراء "CumEx"، والمساعدة على التهرب الضريبي وتبديد المال العام، كما بأنه استعمل حسابات زبائنه في معاملات بنكية مشبوهة دون علمهم. وتذهب السلطات الألمانية إلى ما هو أكثر من ذلك في اتهاماتها، إذ تقول إن هانو قبل خروجه من ترابها، حوّل ثروته إلى سبائك ذهب هرّبها برّاً إلى سويسرا.

وحتى الآن لم تسلّم السلطات السويسرية المحامي للعدالة الدولية، لارتباطه برجال أعمال تجمعهم وحكومة البلاد مصالح مشتركة، حسبما أورد تحقيق "كوريكتيف" الألمانية. ويطالب محاموه بإسقاط المتابعة القضائية له بسبب وضعه الصحي، فيما يشكّك القضاء بصحَّة ما تدّعيه تلك المطالبات.

TRT عربي