كيف تستخدم الصين الذكاء الصناعي لمعرفة الموالين لها؟ (Others)
تابعنا

يبدو أن أفلام الخيال العلمي، التي تُظهر تحكم السلطة في الشعب وتتبعها له عبر استخدام التكنولوجيا والذكاء الصناعي، تحولت إلى حقيقة حية في الصين مؤخراً. كيف لا، وقد أعلن باحثون في مركز العلوم الوطني الشامل في الصين أنهم نجحوا في تطوير برنامج ذكاء صناعي قادر على قياس ولاء المواطنين للحزب الشيوعي الصيني.

وفي مقطع الفيديو الذي حُذف عقب موجة من الاحتجاجات من المواطنين الصينيين، أشار الباحثون، الذين طوروا ذكاء صناعياً "قارئاً العقول"، إلى أن النتائج يمكن استخدامها بعد ذلك "لتعزيز ثقتهم وتصميمهم على الامتنان للحزب، والاستماع إلى تعليماته واتباعها".

فمنذ مطلع الشهر الجاري، عجت وسائل الإعلام بالتقارير الصحفية التي تناقش آخر ما توصل إليه خبراء الذكاء الصناعي في الصين، والذي أعلنتنه دراسة بحثية يفترض أنها تضمنت تقييماً للموجات الدماغية للناس وتعبيرات وجوههم بهدف معرفة ولائهم للحزب الشيوعي الصيني من عدمها. مما يعني أن المستقبل يقترب أكثر فأكثر، على الأقل فيما يتعلق بتحقيق المجتمع البائس الذي تصوره الكاتب البريطاني جورج أورويل في روايته "1984".

ذكاء صناعي لكشف الموالين

كشف تقرير نشره موقع "بيزنس إنسايدر" الأمريكي الأحد أن المعهد الصيني من خلال فيديو ومنشور ذكر أن البرنامج يمكنه قياس ردود أفعال أعضاء الحزب على "الفكر والتثقيف السياسي"، من خلال تحليل تعبيرات الوجه والموجات الدماغية.

كما أن من شأن النتائج التي يجمعها "قارئ العقول" الصيني هذا الذي تديره خوارزميات الذكاء الصناعي، أن تساعد بعد ذلك "في توطيد ثقتهم وتصميمهم على أن يكونوا ممتنين للحزب، والاستماع إلى تعليماته واتباعها". وفقاً للتقرير الذي نشره الباحثون.

وتعليقاً على منه على هذه الطفرة التكنولوجية، كتب خبير الذكاء الصناعي والتعلم الآلي في مجلة "فوربس" لانس إليوت، الأسبوع الماضي، أنه دون معرفة تفاصيل الدراسة البحثية، يستحيل إثبات صحة ادعاءات المعهد. وأضاف قائلاً: "بالتأكيد ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها قدرات مسح الموجات الدماغية على البشر في دراسة بحثية. لكن بشكل عام، من غير الشائع أن يكون تركيز الدراسات على قياس درجة الولاء للحزب الصيني الشيوعي. عندما يستخدم الذكاء الصناعي لخدمة تعزيز السيطرة الحكومية، فهذا خط أحمر لا يمكن أن تتجاوزه الدراسات البحثية".

الذكاء الصناعي في مواجهة الأويغور

في قفزة تكنولوجية، بنت الشركات الصينية الناشئة خوارزميات تعتمد على الذكاء الصناعي، تتيح للحكومة الصينية استخدام تقنية التعرف على الوجه المتقدمة لتتبع ومراقبة أقلية الأويغور المسلمة. الأمر الذي دفع الخبراء إلى القول إنه أول مثال معروف لحكومة تستخدم الذكاء الصناعي عن عمد في التنميط العرقي.

وفيما تتبع تقنية التعرُّف على الوجه، التي أُدمجت في نظم شبكات كاميرات المراقبة المتنامية في الصين، الأويغور وتحتفظ بتسجيلات عن جميع تحركاتهم لأغراض البحث والمراجعة، تحولت الصين بفعل هذه الممارسات إلى دولة رائدة في مجال تطبيق تقنيات الجيل المقبل لمراقبة مواطنيها، مما قد يؤذن ببداية حقبة جديدة من العنصرية المؤتمتة، حسبما ذكرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.

ومنذ بدء استخدام هذه التقنية في عام 2019، تعرضت الحكومة الصينية لانتقادات شديدة لاستخدامها الذكاء الصناعي وأنظمة التعرف على الوجه لتتبع الأويغور والسيطرة عليهم. فاعتقل الحزب الشيوعي الصيني ما بين مليون و3 ملايين من الأويغور في "معسكرات إعادة التأهيل"، وفقاً للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ.

أسلحة صينية للتحكم في الدماغ

في أواخر العام الماضي، فرضت وزارة التجارة الأمريكية عقوبات على عديد من المعاهد الصينية للمساعدة في تطوير التكنولوجيا الحيوية حيوية تتضمن "أسلحة مزعومة للتحكم في الدماغ"، وفقاً لما ذكره موقع "بيزنس إنسايدر" الأمريكي.

أحد المعاهد المدرجة في القائمة السوداء هو أكاديمية بكين للعلوم الطبية العسكرية. فيما لم تكشف الحكومة عن أي تفاصيل حول الأسلحة، كشفت وثائق عسكرية لعام 2019 اطلعت عليها صحيفة واشنطن تايمز تفاصيل مذهلة. على عكس الأسلحة التقليدية التي تستهدف أجساد العدو لإحداث ضرر جسدي، فإن أسلحة الجيل التالي للتحكم بالعقل من الصين ستستخدم "لشل الخصم والسيطرة عليه" من خلال "مهاجمة إرادة العدو في المقاومة".

من جانبها قالت وزيرة التجارة الأمريكية جينا إم ريموندو في بيان صحفي أعلنت فيه العقوبات: "إن السعي العلمي للتكنولوجيا الحيوية والابتكار الطبي يمكن أن ينقذ الأرواح". "لسوء الحظ، تختار (جمهورية الصين الشعبية) استخدام هذه التقنيات لمواصلة السيطرة على شعبها وقمعها لأفراد الأقليات العرقية والدينية".

TRT عربي
الأكثر تداولاً