هدم بيوت ومحالّ تجارية.. لماذا تكثّف الهند استهدافها للمسلمين؟ (Reuters)
تابعنا

وسط تصاعد حالة الكراهية ضد الإسلام والمسلمين في الهند، نشر كل من رئيس الوحدة الإعلامية بالحزب الحاكم في الهند نافين جيندال، والمتحدثة باسم الحزب نوبور شارما، تغريدات مثيرة للجدل على حسابيهما الرسميين بموقع تويتر بشأن زواج النبي محمد بالسيدة عائشة، مما أثار غضباً وانتقادات واسعة بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وبالأخصّ في الدول العربية والإسلامية.

وعلى الرغم من أن حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم في الهند أعلن الأحد تعليق عمل المتحدثة باسم الحزب نوبور شارما، وطرد زميلها نافين كومار جيندال، إثر تعليقاتهما المسيئة للنبي محمد، لم تتوقف منصات التواصل الاجتماعي في دول عربية عدة عن تداول وسم (هاشتاغ) "#إلا_رسول_الله_يا_مودي".

على الصعيد السياسي استدعت دولتا الكويت وقطر سفيرَي الهند لديهما وسلمتهما مذكرة احتجاج رسمية تطالب بالاعتذار العلني عن واقعة الإساءة للنبي محمد، فيما أعلنت الخارجية السعودية استنكارها التصريحات الهندية ورفضها المساس برموز الدين الإسلامي، وكذلك أدان الأزهر الشريف التصريحات الهندية.

الإساءة للرسول آخرها

تشهد الهند حالة متصاعدة من الإسلاموفوبيا بعد قرارات بمنع الحجاب في المدارس والمؤسسات التعليمية وعمليات هدم لممتلكات مسلمين، إضافة إلى حالات عنف بارزة ضدهم، لاقت استنكاراً عالمياً. ومنذ مجيء حزب الشعب الهندي الهندوسي بزعامة رئيس الوزراء ناريندرا مودي إلى رأس السلطة في الهند العلمانية عام 2014، تحولت الهند بتسارُع كبير إلى مكان يُعَدّ من الأكثر خطورة في العالم لعيش الأقلية المسلمة التي يبلغ تعدادها 172 مليون نسمة، وتشكّل أكبر أقلية دينية في الهند، وأكبر الأقليات الإسلامية في العالم بلا منازع.

فيما قالت منظمة التعاون الإسلامي، التي تضمّ 57 دولة، في بيانها: "هذه الإهانات تأتي في سياق من زيادة حدة الكراهية والإهانات للإسلام في الهند والمضايقات الممنهجة التي يتعرض لها المسلمون هناك"، مؤكدة أن سياسة رئيس الوزراء ناريندرا مودي العنصرية ضد المسلمين هي التي أذكت تلك الحالة.

يأتي هذا في وقت كشف فيه تقرير نشرته شبكة حقوق الإنسان في جنوب آسيا نهاية عام 2020، أن سياسات الأغلبية القومية الهندوسية التي ينتهجها حزب الشعب الهندي بهاراتيا جاناتا المتطرف زادت الضغوط على المسلمين في البلاد التي تحولت في السنوات الأخيرة إلى مكان خطير على الأقلية المسلمة هناك.

دعوات للمقاطعة

رداً على حملة الإساءة الأخيرة للنبي محمد في الهند، أشعلت الكويت حملة مقاطعة للبضائع الهندية بدأت بإزالة "جمعية العارضية التعاونية"، جنوب غرب مدينة الكويت، مساء الأحد 5 يونيو/حزيران 2022 البضائع الهندية عن رفوف العرض.

ونقلت الهيئة العامة لنصرة نبي الإسلام دعوة الشيخ محمد حسن الددو وتوجيهه النداء إلى الأمة الإسلامية لنصرة رسول الله في مشارق الأرض ومغاربها، وأن يغضبوا لرسول الله، كل منهم بقدر استطاعته بعد الإساءة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

تجدر الإشارة إلى أن حجم التجارة الهندية مع دول مجلس التعاون الخليجي فقط قُدرت بنحو 90 مليار دولار في الفترة ما بين عامَي 2020 و2021، حسب رويترز. كما يبلغ عدد المواطنين الهنود المقيمين في الدول الخليجية نحو 8.5 مليون شخص، يُعتبرون مصدراً لـ55% من تحويلات المغتربين المالية السنوية إلى الهند، وذلك وفقاً لتقرير نشره مركز كارنيغي الأمريكي في عام 2019.

هل تعتذر الهند؟

على الرغم من مطالبة عديد من الدول العربية والإسلامية باعتذار هندي رسمي عن الإساءة للنبي محمد، فإن الحكومة الهندية حتى اللحظة لم ترفض ذلك وحسب، بل قالت إن الإدانات والبيانات العربية والدولية "لا مبرر لها". فيما استنكر المتحدث باسم الخارجية الهندية أريندام باغشي في تصريحات صحفية بيان منظمة التعاون الإسلامي الرافض للتصريحات المسيئة للنبي محمد.

وأفاد باغشي بأن "التغريدات صدرت عن أفراد معينين، وأن هؤلاء الأشخاص لا يعبرون بأي شكل عن وجهات نظر حكومة نيودلهي، وأنه اتُّخذت بالفعل إجراءات قوية ضدهم من قبل الهيئات ذات الصلة". واستطرد متهماً الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي بأن "تعليقاتها حول الواقعة تحرّكها دوافع مضللة"، وأن "بيانها لا مبرر له وضيق الأفق".

ورغم حملات المقاطعة الآخذة في التوسع والانتشار في دول عربية وإسلامية، فإن حكومة مودي المتطرفة ما زالت مصرَّة على تصعيد حملة الاضطهاد المتطرفة ضد الجالية المسلمة بالهند، حيث يُعَدّ استهداف الإسلام جزءاً متجذراً في آيديولوجيا الحزب الحاكم للبلاد منذ عام 2014، رغم حاجتها الاقتصادية الحساسة إلى الدول العربية الإسلامية، خصوصاً الخليجية.

TRT عربي
الأكثر تداولاً