تُظهر هذه الصورة التي التقطت في 13 مايو 2022 منظرًا لخزانات وقود شركة النفط الروسية لوك أويل في بروكسل. / صورة: AFP (AFP)
تابعنا

بدأ سريان حظر على شراء الخام الروسي المنقول بحراً إلى جانب سقف السعر، الذي تبنته دول الاتحاد الأوروبي كجزء من الحزمة السادسة من العقوبات في 3 يونيو/حزيران الماضي. وفرضت الولايات المتحدة وكندا حظراً مماثلاً في وقت سابق من هذا العام.

أدّت هذه الخطوة، جنباً إلى جنب مع قيود Covid-19 في الصين، إلى ارتفاع سريع في أسعار النفط صباح يوم الاثنين، في حين تلوح في الأفق مخاوف بشأن العرض.

كيف يعمل التقييد؟

حُدّد سقف أسعار صادرات النفط الروسية عند 60 دولاراً للبرميل. لن تتمكن الشركات الموجودة في البلدان التي تطبّق الحظر من تقديم الخدمات التي تمكّن من بيع النفط (الروسي) بسعر أعلى من الحد الأقصى، مثل التأمين الذي يتيح النقل البحري.

تقدّم دول مجموعة السبع (فرنسا وإيطاليا وألمانيا وكندا واليابان والمملكة المتحدة والولايات المتحدة) خدمات التأمين لـ90 بالمئة من البضائع العالمية. ويُعَدّ الاتحاد الأوروبي لاعباً رئيسياً في الشحن البحري.

بصفتها ثاني أكبر مصدّر للنفط الخام في العالم، يمكن لروسيا العثور بسهولة على مشترين جدد بعيداً عن شروط الحد الأقصى، الذي سيُطبَّق على الشحنات التي تُحمَّل بعد 5 ديسمبر/كانون الأول.

على الرغم من أن موسكو تسعى للتوغل في أسواق النفط البديلة، تراجع الروبل الروسي إلى أدنى مستوى في سبعة أسابيع مقابل الدولار.

يُراجَع مراجعة الحد الأقصى كل شهرين، مع إمكانية تعديله حسب تغيرات الأسعار. يجب أن يكون أقلّ بنسبة 5 في المئة على الأقلّ من متوسط سعر السوق. يجب الاتفاق على المراجعات من قبل الاتحاد الأوروبي ومجموعة السبع وأستراليا.

انتقاد سقف السعر المحدد

انتقد الرئيس الأوكراني سقف الأسعار لكونه منخفضاً للغاية.

الحدّ الأقصى البالغ 60 دولاراً أعلى بكثير من التكلفة الحالية لإنتاج النفط في روسيا، بما يعني أن الكرملين سيستمرّ في جنْي الدخل، ولو خُفضَت هذه الإيرادات.

أصرّت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين على أن الحد الأقصى سيساعد على "استقرار أسعار الطاقة العالمية، ويفيد الاقتصادات الناشئة حول العالم"، لأنها ستكون قادرة على الحصول على النفط الخام الروسي بتكلفة أقلّ.

جميع البلدان مدعوة لتطبيق الحد الأقصى، ويمكن للبلدان التي لا تعتمده أن تختار الاستمرار في شراء النفط الروسي فوق الحد الأقصى، ولكن دون استخدام الشركات الغربية للحصول عليه أو تأمينه أو نقله.

يسير القادة الغربيون على حبل رفيع بين محاولة خفض دخل روسيا من النفط ومنع نقص النفط الذي قد يتسبب في ارتفاع الأسعار وتفاقم التضخم في جميع أنحاء العالم.

ماذا عن ردّ روسيا؟

قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف في مؤتمر صحفي يوم الاثنين إن روسيا لن تعترف "بأي سقوف للأسعار"، ووصف قرار الغرب فرض السقف بأنه "خطوة نحو زعزعة استقرار سوق الطاقة العالمية".

وقالت روسيا الأحد إنها تدرس فرض حظر على إمدادات النفط الخاضعة لسقف السعر، وإنها لن تعمل بموجبه، ولو كان ذلك على حساب خفض الإنتاج.

وقال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك: "نحن نعمل على آليات لحظر استخدام أداة تحديد السعر، بغضّ النظر عن المستوى المحدد، لأن مثل هذا التدخل قد يزيد زعزعة استقرار السوق".

قد يؤدّي رفض روسيا بيع النفط للدول التي تلتزم الإجراءات إلى ارتفاع أسعار الطاقة العالمية.

كيف كان ردّ فعل منتجي النفط الآخرين؟

اتفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وبعض الدول الأخرى يوم الأحد إبقاء هدفها المتمثل في خفض إنتاج النفط بمقدار مليونَي برميل يوميّاً حتى نهاية العام المقبل. وكان هذا الخفض اتُّفق عليه في أكتوبر/تشرين الأول، مما أدَّى إلى نوع من الصدام مع الإدارة الأمريكية قبل انتخابات التجديد النصفي في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وكان بعض المحللين يتوقع أن تفرض أوبك، بقيادة روسيا والسعودية، تخفيضات أكبر للإنتاج هذا الأسبوع لدعم الأسعار التي تهدف إلى إبقائها عند نحو 90 دولاراً للبرميل.

ارتفعت العقود الرئيسية لخام برنت بحر الشمال بنسبة 2.6 في المئة إلى 87.83 دولاراً للبرميل يوم الاثنين، في حين تَقدَّم غرب تكساس الوسيط 2.8 في المئة عند 82.22 دولاراً للبرميل.

ماذا ستفعل الصين والهند؟

مشترو النفط الآسيويون، بما في ذلك الهند والصين، يمسكون بمستقبل صادرات النفط الروسية في أيديهم.

أصدرت وزارة الخارجية الصينية بياناً يوم الاثنين قالت فيه إن بكين ستواصل تعاونها في مجال الطاقة مع روسيا على أساس "الاحترام والمنفعة المتبادلة"، وفقاً لوكالة أنباء (ريا) الروسية.

زادت الصين مشترياتها من مزيج النفط الروسي من الأورال هذا العام، التي تُتداوَل الآن بخصم كبير، مقارنة بخام برنت الذي يُعَدّ المعيار العالمي.



TRT عربي