توجُّه غربي لمدّ أوكرانيا بمقاتلات "F-16".. هل يتغيّر مجرى الحرب؟ / صورة: Reuters (Reuters)
تابعنا

في الوقت الذي تتزاحم فيه التصريحات حول إذا ما سقطت باخموت كلياً بيد القوات الروسية أم إن القوات الأوكرانية التي قال رئيسها موخراً "إن باخموت صامدة في قلوبنا"، ما زالت تسيطر على أجزاء منها، قالت الولايات المتحدة إنها ستسمح لحلفائها الغربيين بتزويد أوكرانيا بطائرات مقاتلة متطورة، بما في ذلك طائرات "F-16" أمريكية الصنع، في دفعة كبيرة لكييف وفقاً لشبكة BBC البريطانية.

وقال مستشار الأمن القومي جيك سوليفان إن الرئيس جو بايدن "أبلغ نظراءه في مجموعة السبع" بالقرار يوم الجمعة خلال قمة الكتلة في اليابان. وأكد سوليفان أن القوات الأمريكية ستدرّب أيضاً طياري كييف على استخدام الطائرات.

من جانبها، حذّرت موسكو على لسان سفيرها لدى الولايات المتحدة أناتولي أنتونوف من إرسال مقاتلات "F-16" إلى أوكرانيا مشيراً إلى أن مثل هذه الخطوة ستثير تساؤلات عن ضلوع حلف شمال الأطلسي في الصراع. على حين حذّر نائب وزير الخارجية الروسي الدول الغربية من "مخاطر هائلة" إذا زُوّدت أوكرانيا بطائرات مقاتلة من طراز "F-16".

تجاوز الخطوط الحمراء

منذ بدء الغزو الروسي في أواخر فبراير/شباط 2022، كافح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للحصول على طائرات "F-16" رفقة صواريخ بعيدة المدى للمساعدة في قتاله، لكن واشنطن ومن خلفها الحلفاء الغربيون وضعوا آنذاك خطوطاً حمراء تمنع تزويد كييف بهذا النوع من الأنظمة خشية استخدامها على الأراضي الروسية، ما قد يؤدي إلى تصعيد مباشر بين الناتو وروسيا.

وبعد ضغط على مدى شهور من أجل الحصول عليها، يبدو أن زيلينسكي قد نجح مؤخراً في إقناع الإدارة الأمريكية من الحصول على المقاتلات التي ورد قبل أيام قليلة من أن المملكة المتحدة وهولندا تبنيان "تحالفاً دولياً" لمساعدة أوكرانيا في شراء طائرات مقاتلة من طراز "F-16".

وفي مارس/آذار، استضافت الولايات المتحدة طيارين أوكرانيين في قاعدة عسكرية في توكسون بولاية أريزونا من أجل تقييم مهاراتهم باستخدام محاكيات الطيران وتقييم المدة التي سيستغرقونها لتعلم قيادة طائرات عسكرية أمريكية مختلفة، بما في ذلك طائرات "F-16"، وفقاً لما نقلته شبكة CNN الأمريكية.

وقال سوليفان للصحفيين في هيروشيما، السبت، إن الولايات المتحدة وحلفاءها "ركزوا حتى الآن على تزويد أوكرانيا بالأسلحة والأنظمة والتدريب الذي تحتاجه لإجراء عمليات هجومية في الربيع والصيف"، مضيفاً أن هذه التحركات جزء من "التزام واشنطن طويل الأمد بـ"دفاع أوكرانيا عن النفس".

وأشار سوليفان في الوقت ذاته إلى أن أي طائرات تتلقاها أوكرانيا لن تستخدم إلا لأغراض دفاعية، وأن الولايات المتحدة لن تمكن ولن تدعم الهجمات على الأراضي الروسية.

غضب روسي

بعد أن أعطى الرئيس الأمريكي جو بايدن دعمه لتدريب الطيارين الأوكرانيين على قيادة طائرات إف -16، نقلت وسائل الإعلام الرسمية عن الكرملين قوله إن الدول ستواجه "مخاطر هائلة" إذا زودت أوكرانيا بطائرات مقاتلة.

ورداً على هذه الخطوة، قال نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر جروشكو، السبت: "نرى أن الدول الغربية لا تزال متمسكة بسيناريو التصعيد". وأضاف: "إنها تنطوي على مخاطر هائلة لأنفسهم. على أي حال، سيؤخذ ذلك في الحسبان في جميع خططنا، ولدينا جميع الوسائل اللازمة لتحقيق الأهداف المحددة"، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء تاس.

وفي سياق متصل، قال أنتونوف على موقع السفارة على تيليغرام: "لقد أخضعت واشنطن أعضاء مجموعة السبع بالكامل لسياستها الخاصة فيما يتعلق بالصراع في أوكرانيا". وتابع متسائلاً: "يعرف كل متخصص أنه لا توجد بنية تحتية لاستخدام طائرات F-16 في أوكرانيا، كما أن العدد المطلوب من الطيارين وموظفي الصيانة لمثل هذه المقاتلات غير موجود أيضاً. ماذا سيحدث إذا أقلعت المقاتلات الأمريكية من مطارات الناتو، التي يديرها "متطوعون" أجانب؟".

هل يتغير مجرى الحرب؟

قبيل الإعلان الرسمي يوم السبت، وعلى الرغم من عدم تأكيد أي دولة غربية بعد نيتها إرسال المقاتلات الأمريكية الصنع، قال الرئيس زيلينسكي إن الطائرات "سوف تعزز بشكل كبير جيشنا في السماء".

يذكر أنه لا يمكن للدول إعادة بيع أو إعادة تصدير المعدات العسكرية الأمريكية إلا إذا وافقت عليها الولايات المتحدة، لذا فإن القرار الأمريكي الأخير من شأنه أن يمهد الطريق للدول الأخرى لإرسال مخزوناتها الحالية من طائرات "F-16" إلى أوكرانيا.

وتقنياً، تعتبر طائرات "F-16" الموجودة بكثرة في مخزونات الجيش الأمريكي والجيوش الأوروبية بمنزلة أنظمة أسلحة عالية الأداء يصل مداها إلى 860 كيلومتر، ما يعني أنها ستساعد أوكرانيا على الضرب خلف الخطوط الروسية.

بينما أكد مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن ما يجعل مقاتلة "F-16" المقاتلة الأنسب لدخول الحرب حالياً هو أنها موجودة بوفرة، وبالتالي فإن تقديمها لأوكرانيا لن يستنزف القدرات الجوية للحلفاء، فضلاً عن أنها فعالة في الدفاع بشكل كبير، إذ بإمكانها ضرب خطوط المواجهة.

وأوضح كاتب المقال ديفيد فرنش أن طائرات "F-16" لديها القدرة على ضرب القوات الروسية في الجبهة وعن بعد، وذلك إلى جانب تحسين قدرة الدفاع الجوي التي تحتاجها أوكرانيا الآن أكثر من أي وقت مضى.

TRT عربي