كيف اقترب حمزة يوسف من ترؤس حكومة اسكتلندا؟ / صورة: Reuters (Reuters)
تابعنا

نجح النائب البرلماني والوزير السابق من أصول باكستانية، حمزة يوسف، في تزعم الحزب القومي الاسكتلندي الحاكم، خلفاً لسابقته المستقيلة نيكولا ستيرجن. ليكون بذلك أول مسلم يترأس أحد الأحزاب الكبرى في المملكة المتحدة.

والثلاثاء، انتخب البرلمان الاسكتلندي الثلاثاء حمزة يوسف، رئيساً لحكومة المقاطعة البريطانية التي يطمح لقيادتها نحو الاستقلال عن لندن.

ويوسف الذي فاز في اقتراع حزبي الاثنين بزعامة الحزب الوطني الإسكتلندي سيتولّى منصبه الجديد رسمياً الأربعاء، ليصبح بذلك أول رئيس وزراء إسكتلندي مسلم من أصول مهاجرة.

ويخلف يوسف بذلك نيكولا ستورجن التي أعلنت استقالتها بصورة مفاجئة الشهر الماضي بعد ثمانية أعوام في الحكم.

انتصار تاريخي

حسم حمزة يوسف الاثنين تصويت القوميين الاسكتلنديين لصالحه بـ52.1% متقدماً على أشرس منافسيه، القومية المحافظة كيت فوربس، التي حصلت على 47% من الأصوات. فيما حلت الوزيرة السابقة آش ريغن ثالثة في السباق الانتخابي.

وعقب إعلان فوزه، عبّر حمزة يوسف عن فرحته في كلمة ألقاها، بالقول: "من الصعب بالنسبة إلي أن أجد الكلمات لوصف مدى فخري بأن أكون الزعيم القادم إلى الحزب وعلى أعتاب أن أكون الوزير الأول المقبل لبلدنا".

هذا ولم يغفل الزعيم الجديد للقوميين الحديثة عن أصوله الباكستانية المسلمة، إذ قال: "(جداي) كمهاجرين لم يعرفا سوى كلمة واحدة باللغة الإنكليزية، لم يتخيلا في أحلامهم الجامحة أن حفيدهما سيكون يوماً ما على أعتاب أن يصبح الوزير الأول لاسكتلندا".

وفي تفاعلها مع هذا الفوز، غرّدت رئيسة الوزراء السابقة نيكولا ستيرجن: "أحيي المرشحين الثلاثة على نجاحهم في رفع التحدي. لكن أهم من هذا كله أنني أقدم تهانيّ الحارة لحمزة يوسف، سيكون قائداً بارزاً، ولن أجد ما هو أكثر فخراً من أن يكون خليفة لي".

وعلّق إيان بلاكفورد، أحد الزعماء الإقليميين في الحزب القومي الاسكتلندي، بأن حمزة يوسف "سيكون لاعباً جماعياً. سيظهر باعتباره القائد، لكن سيكون معه أشخاص حول الطاولة".

بالمقابل، اعتبرت مجلة "تايمز"، أنه بعدما دخلت ستيرجن التاريخ باعتبارها أول امرأة تقود اسكتلندا، فقد أثبتت المنافسة على خلافتها أنها "تاريخية" أيضاً بعد أن شغل المنصب مرشح يتحذر من أقلية عرقية ومهاجرة، ينتمي إلى لدين الإسلامي.

مرشح الاستمرارية

ومن المتوقع أن يدافع حمزة يوسف على أجندة تقدمية، شبيهة بتلك التي حملها سابقته نيكولا ستيرجن والتي يعتبرها "وصفة الفوز" بالنسبة إلى الحزب القومي اليوم. وفي تصريحات له خلال الحملة الانتخابية، قال يوسف: "لقد ساعدنا ليس فقط على عكس القيم المشتركة لغالبية الاسكتلنديين، بل حصلنا على دعمنا"، في إشارة إلى أنه من خلال هذه السياسات التقدمية، تمكن الحزب من إنهاء هيمنة حزب العمال على الانتخابات الاسكتلندية.

ويرى مراقبون أن اتباع حمزة يوسف نفس سياسة ستيرجن جعل منه "مرشح الاستمرارية"، وبالتالي حظي بمستويات أعلى من الدعم من برلماني الحزب القومي الاسكتلندي في كل من "هوليرود" (البرلمان الاسكتلندي) و"وستمنستر" (البرلمان البريطاني)، مقارنة بالمرشحين الآخرين.

بالمقابل، يواجه الزعيم الجديد للحزب مشكلات ورثها عن سابقته، منها شقاق جناحيه التقدمي والمحافظ وملف استقلال البلاد الشائك، إذ واجهت زعيمة الحزب السابقة معارضة داخلية لاستراتيجيتها للحصول على الاستقلال الاسكتلندي.

وكان حمزة يوسف وعد خلال كلمته الاثنين بأنه "حيثما توجد انقسامات علينا معالجتها، يجب أن نفعل ذلك بسرعة". وبخصوص الاستقلال، قال إنه سيكون هو نفسه جزءاً من "الجيل الذي سيحصل على استقلال اسكتلندا"، لأن الناس على حد وصفه "يحتاجون إلى الاستقلال الآن أكثر من أي وقت مضى".

أول مسلم على عرش اسكتلندا

يعد حمزة يوسف أبرز شخصيات الحزب القومي الاسكتلندي المرشحة لقيادة الحزب والحكومة، للخبرة التي اكتسبها وزيراً منذ 2016، إذ تقلَّد حقيبة النقل ثم العدل في 2018، فالصحة بالنسخة الثانية من حكومة نيكولا ستيرجن.

وتعود أصول يوسف إلى أسرة باكستانية مسلمة هاجرت إلى مدينة غلاسكو ستينيات القرن الماضي. وبتلك المدينة وُلِد عام 1985، ودرس العلوم السياسية بجامعتها وتخرج فيها عام 2007 بدرجة ماجستير.

بعد التخرج، عمل حمزة يوسف مساعداً للنائب البرلماني بشير أحمد خلال حملته الانتخابية عام 2007 وفي أثناء عمله البرلماني عامين. وانتقل يوسف إلى العمل مساعداً لنواب بالحزب القومي، منهم نيكولا سترجين. وعمل أيضاً مساعداً لرئيس الوزراء السابق أليكس سالمون خلال حملته الانتخابية.

عام 2011 دخل البرلمان الاسكتلندي نائباً عن الحزب الجمهوري عن مدينة غلاسكو. وفي 2012 تقلد أول منصب وزاري، إذ عينه رئيس الوزراء أليكس سالمون بمنصب كاتب دولة مكلَّف العلاقات الخارجية والتنمية الدولية لدى وزارة الخارجية.

عام 2016 أصبح حمزة يوسف وزير النقل الاسكتلندي لمدة سنتين، ليعين بعدها وزيراً للعدل، إذ عُرف بإجراءاته الواسعة لمحاربة العنصرية، بينما مهمته في وزارة الصحة بعدها كانت صعبة، إذ تسلم المنصب في أوج الجائحة الوبائية، وتفشي العدوى الكبير الذي عرفته البلاد في ذلك الوقت.

TRT عربي
الأكثر تداولاً