أرقام صادمة لخسائر الإبادة بغزة وسط الجوع والحصار. / صورة: AA (AA)
تابعنا

يستمر الاحتلال الإسرائيلي بعدوانه على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين أول الماضي، في حرب مدمرة خلفت عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والمفقودين، معظمهم أطفال ونساء، وتسببت بنزوح نحو 1.4 مليون إلى جنوب القطاع، وفق مصادر فلسطينية، بالإضافة إلى الخسائر الاقتصادية والمادية بعد تدمير الاحتلال للبنى التحتية والمنشآت التجارية والمشافي والمساجد والمدارس والجامعات، ما استدعى محاكمة تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بدعوى "الإبادة الجماعية".

ويأتي ذلك فيما تجري الاستعدادات لاجتياح إسرائيلي محتمل لمدينة رفح أقصى جنوب القطاع رغم تحذيرات دولية من تداعياته، في ظل وجود نحو 1.4 مليون نازح بالمدينة، دفعهم جيش الاحتلال إليها بزعم أنها آمنة ثم شن عليها لاحقاً غارات أسفرت عن شهداء وجرحى.

وفي آخر إحصائية أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، في تقريرها اليومي الثلاثاء، ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية في يومها الـ200 إلى 34 ألفاً و183 شهيداً، و77 ألفاً و143 مصاباً.

وأوضحت الوزارة أن "الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 3 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، وصل منها إلى المستشفيات 32 شهيداً و59 إصابة، خلال الساعات الـ24 الماضية"، فيما لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم".

خسائر القطاع خلال 200 يوم من الحرب

نشر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة تحديثاً لأهم إحصائيات حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال على القطاع لليوم 200. وحسب الاحصائيات التي نشرها المكتب فقد ارتكب الاحتلال الإسرائيلي 3,025 مجزرة راح ضحيتها 41,183 شهيداً ومفقوداً، 34,183 شهيداً منهم وصلوا إلى المستشفيات، و14,778 شهيداً من الأطفال.

واستشهد 30 طفلاً نتيجة المجاعة، فيما وصلت أعداد النساء اللواتي استشهدن في القطاع إلى 9,752، و 485 شهيداً من الطواقم الطبية، و67 شهيداً من الدفاع المدني، و140 شهيداً من الصحفيين، و7,000 مفقود. أما عدد الإصابات فقد بلغ 77,143، يحتاج 11,000 منهم للسفر من أجل العلاج لإجراء عمليات، فيما يواجه 10,000 مريض سرطان الموت وبحاجة إلى علاج.

ويُظهر التحديث أن 72% من الضحايا هم من الأطفال والنساء، وأن 17,000 طفل يعيشون دون والديهم أو دون أحدهما.

ويوجد في قطاع غزة مليونا نازح، وبسبب النزوح وظروف الحياة المتدنية أصيب 1,090,000 مصاب بأمراض مُعدية، و8,000 حالة عدوى التهابات الكبد الوبائي الفيروسي، فيما تواجه 60,000 سيدة حامل الخطر لعدم توفر الرعاية الصحية، ويتعرض 350,000 مريض مزمن للخطر بسبب عدم إدخال الأدوية.

في سياق متصل، اعتقل الاحتلال الإسرائيلي 5,000 مواطن من قطاع غزة خلال العدوان، من بينهم 310 حالات اعتقال من الكوادر الصحية، و20 حالة اعتقال صحفيين ممن عُرفت أسماؤهم.

ودمر الاحتلال الإسرائيلي خلال 200 يوم 181 مقراً حكومياً، و103 مدارس وجامعات دمرت بشكل كلي، و309 مدارس وجامعات دمرت بشكل جزئي، و239 مسجداً دمرت بشكل كلي، و317 مسجداً دمرت بشكل جزئي، بالإضافة إلى 3 كنائس استهدفت ودمرت، و206 مواقع أثرية وتراثية، فيما خرج 32 مستشفى و53 مركزاً صحياً عن الخدمة. واستهدف الاحتلال 160 مؤسسة صحية و126 سيارة إسعاف.

كما دمر الاحتلال 86,000 وحدة سكنية بشكل كلي، و294,000 وحدة سكنية دمرت جزئياً وأصبحت غير صالحة للسكن.

وألقى الاحتلال الإسرائيلي 75,000 طن من المتفجرات على غزة، وبلغت الخسائر الأولية المباشرة لحرب الإبادة على قطاع غزة 30 مليار دولار.

مساحات شاسعة من الدمار

تحوّل قطاع غزة المكتظ بالسكان إلى مساحات شاسعة من ركام المباني بفعل التدمير الإسرائيلي العنيف والواسع بمختلف المحافظات، لا سيما في غزة وخان يونس ومخيم النصيرات وشمال القطاع.

وأظهر تحليل الأقمار الصناعية الذي أجراه باحثون في مركز الدراسات العليا بجامعة نيويورك وجامعة أوريغون أن أكثر من 56% من المباني تضررت أو دمرت في غزة حتى 2 أبريل/نيسان.

ولا تزال التقارير تشير إلى استمرار القصف الإسرائيلي من الجو والبر والبحر في معظم أنحاء قطاع غزة، ما أدى إلى دمار هائل للمنازل والمباني وغيرها من البنية التحتية المدنية.

وقد بلغت الأضرار المبلغ عنها أكثر من 60% من المباني السكنية وأكثر من 80% من المنشآت التجارية، وفق بيانات حكومية فلسطينية.

وأفاد الإعلام الحكومي السبت بأن الجيش الإسرائيلي ألقى 75 ألف طن من المتفجرات على القطاع، ما تسبب بهذا الحجم الهائل من الدمار الذي دفع مسؤولين أمميين إلى وصف القطاع بأنه غير "صالح للسكن"، ووصفوا الوضع بأنه "كارثي بكل ما للكلمة من معنى".

معاناة النازحين

ويعاني مليونا فلسطيني من أصل 2.3 مليون في قطاع غزة من ظروف معيشية وصحية صعبة وكارثية للغاية بسبب النزوح إلى مراكز الإيواء أو مخيمات اللجوء أو لدى أقاربهم، حسب تقارير حقوقية وأممية.

وانعدمت مقومات الحياة والصحة في ظل ارتفاع أعداد النازحين ومواصلة إسرائيل قطع إمدادات المياه والكهرباء والوقود والدواء منذ بداية الحرب المدمرة، ما أدى إلى تفاقم ظروف النازحين بشكل متسارع، خصوصاً في شمال القطاع الذي يعاني من مجاعة حقيقية، أدت إلى وفاة 30 طفلاً جوعاً.

ورغم افتتاح عدد محدود من المخابز بمدينة غزة ومحافظة شمال القطاع وإدخال بعض شاحنات المساعدات بكميات محدودة، فإن معاناة المواطنين والنازحين لا تزال قائمة في ظل شح الوقود وغاز الطهي والمياه الصالحة للشرب.

وفي 20 أبريل/نيسان الجاري أعلن برنامج الأغذية العالمي وصول 392 شاحنة محملة بالأغذية فقط منذ بداية الشهر، مبيناً أن العدد هو "نفس المعدل تقريباً في مارس، ولكنه نصف العدد مقارنة بشهر يناير"، نافياً بذلك روايات إسرائيلية بإدخال تحسينات على آلية إدخال المساعدات.

وتواجه مدينة غزة أزمة إنسانية تتمثل في توقف جميع آبار المياه بشكل كلي منذ أسبوعين، بسبب نفاد كميات الوقود الشحيحة التي توفرت للبلدية خلال الفترة الماضية، مع بدء ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الطلب والاستهلاك على المياه، حسب الإعلام الحكومي.

وأشار الإعلام الحكومي، السبت، إلى اعتماد الفلسطينيين في غزة والشمال منذ 7 أشهر على الوسائل البدائية البديلة لإشعال النار من الحطب والفحم ومخلفات ركام المباني، ما يتسبب بإصابة المئات بأمراض الجهاز التنفسي بفعل استخدام مواد بلاستيكية وكيماوية في إيقاد النيران، التي تنبعث منها غازات سامة.

كارثة تعتزم إسرائيل مضاعفتها في رفح

وفي تحدٍّ لتحذيرات دولية من خطورة اجتياح رفح وتنفيذ عملية عسكرية على المدينة المكتظة بنحو 1.4 مليون نازح، تصاعدت حدة التهديدات الإسرائيلية بذلك.

والاثنين، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن تل أبيب تستعدّ لتوسيع "المنطقة الإنسانية" بغزة لتمتد من منطقة المواصي جنوباً وعلى امتداد الشريط الساحلي حتى مشارف النصيرات وسط القطاع، تمهيداً لاجتياح رفح.

وزعمت الإذاعة الإسرائيلية أن المنطقة "ستتمكن من استيعاب نحو مليون نازح"، وادّعت أنه "أقيم في المكان 5 مستشفيات ميدانية بالإضافة إلى المشافي الثابتة العاملة في المنطقة"، علماً بأن معظم مستشفيات القطاع خرج عن الخدمة بسبب استهدافها المتعمّد.

والأحد، قال متحدث الجيش دانييل هاغاري في مؤتمر صحفي إن قرار اجتياح رفح قد اتُّخذ، "لتفكيك حماس وإعادة المخطوفين"، وفق زعمه.

ومنذ بداية الحرب دفعت إسرائيل بأهالي القطاع للنزوح جنوباً بزعم أنه "منطقة آمنة"، إلا أن القصف والدمار والقتل الإسرائيلي طالت كل مناطق غزة وصولاً إلى المعبر الحدودي مع مصر.

ومساء السبت، نفذت إسرائيل غارتين جويتين على منزلين، أحدهما شرق رفح والآخر وسطها، ما أسفر عن مقتل 24 شخصاً، غالبيتهم أطفال ونساء.

والأحد، حذّر رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية من إقدام الجيش الإسرائيلي على اجتياح رفح، لكنه لفت إلى "جاهزية فصائل المقاومة على الأرض". ودعا هنية في مقابلة مع الأناضول مصر وتركيا وقطر والدول الأوروبية وغيرها ذات الصلة إلى "التحرك من أجل لجم العدوان الإسرائيلي ومنع الدخول إلى رفح، بل وضرورة الانسحاب الكامل من قطاع غزة وإنهاء العدوان".

مقابر جماعية وفظائع ما بعد انسحاب الاحتلال

لا تزال عمليات الكر والفر بين الجيش الإسرائيلي وفصائل المقاومة الفلسطينية على أشدها في مختلف محافظات القطاع؛، فقد سجّل أحدثها في المحافظة الوسطى حيث توغلت الآليات الإسرائيلية في 11 أبريل/نيسان (ثاني أيا م عيد الفطر) في شمال مخيم النصيرات.

وكشف انسحاب الجيش الإسرائيلي، الخميس، من شمال النصيرات عن دمار كبير ورائحة دماء وأشلاء، فقد دمر على مدار 8 أيام المنطقة بشكل شبه كامل، ما أثار صدمة الفلسطينيين الذين لم يتوقعوا هذا الدمار الهائل.

وأفاد مدير المكتب الإعلامي الحكومي إسماعيل الثوابتة، في تصريح سابق للأناضول، بأن الجيش ارتكب "مجازر ضد المدنيين، وخصوصاً في مناطق المغراقة ومدينة الزهراء والمخيم الجديد بالنصيرات، وهناك أكثر من 520 شهيداً ومفقوداً، ولا تزال الطواقم الطبية تعمل على انتشال جثامين الشهداء من تحت الأنقاض في هذه المناطق”. وأوضح الثوابتة أن "الاحتلال دمر 14 برجاً وعمارة سكنية وعشرات المباني السكنية في النصيرات".

وسبق عملية النصيرات إعلان الجيش الإسرائيلي في 7 أبريل/نيسان انسحابه من خان يونس بعد 4 أشهر من إطلاق عملية برية كانت تهدف إلى استعادة المحتجزين الإسرائيليين لدى حركة حماس، إلا أنه خرج من المدينة دون تحقيق أهدافه.

وحسب بيانات للدفاع المدني الفلسطيني فإن عملية خان يونس خلفت دماراً كبيراً في البيوت والبنايات السكنية، إضافة إلى اكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي غرب المدينة.

وانتشلت أطقم الإنقاذ 283 جثماناً لفلسطينيين قتلهم الجيش الإسرائيلي ودفنهم في المقبرة الجماعية بمستشفى ناصر، فيما تواصل هذه الأطقم عمليات البحث عن مزيد من الجثث.

ورغم أن مجمع ناصر الطبي لا يزال قائماً، فإنه توقف عن العمل بعد الغارات الإسرائيلية واجتياحه من الجيش الإسرائيلي في فبراير/شباط الماضي، إذ دمر بنيته التحتية وشبكات المياه فيه وجميع الأجهزة الطبية.

ويعيش النازحون العائدون إلى خان يونس في خوف مستمر من القصف الجوي وعودة اجتياح الجيش الإسرائيلي بعد تدمير كل مقومات الحياة.

أما في مدينة غزة والشمال فيواصل الجيش عملياته العسكرية البرية والجوية مرتكباً مزيداً من الدمار و"مجازر فظيعة"، لا تزال تتكشف معالمها وآثارها بانتشال الجثث من الشوارع وتحت أنقاض المنازل ومن مقبرة جماعية أخرى جرى اكتشافها قبل نحو أسبوعين في ساحة مجمع الشفاء الطبي غرب مدينة غزة.

خسائر الاحتلال والتخبط في القطاع

في اليوم 200 للحرب على غزة ما زالت المقاومة الفلسطينية قادرة على إطلاق صواريخ من القطاع، إذ أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، الثلاثاء قصف مستوطنتي سديروت نيرعام الإسرائيليتين المحاذيتين لقطاع غزة برشقات صاروخية. وفي وقت سابق الثلاثاء قالت القناة 13 العبرية إن الجيش الإسرائيلي "اعترض 4 صواريخ في سديروت دون وقوع إصابات".

وكبدت المقاومة الفلسطينية الاحتلال الإسرائيلي خسائر كبيرة، على الجانب الاقتصادي، وفي الميدان، إذ تمكنت بقيادة كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس من قتل ما يزيد على 354 ضابطاً وجندياً إسرائيلياً ومئات المستوطنين، وأسر أكثر من 140 آخرين خلال عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وبعد 3 أسابيع من القصف غير المسبوق، بدأ جيش الاحتلال عملية توغل برية في القطاع حيث دخلت الآليات دون اندفاع من المناطق الشمالية والشمالية الشرقية، وكانت محافظتا غزة وشمال غزة هدفين للمرحلة الأولى. وتواصلت المعارك بين جيش الاحتلال وفصائل المقاومة في محاور التوغل، وبعد شهرين تمكن الاحتلال من الوصول إلى مجمع الشفاء الطبي غربي غزة بعد إبادة كل من صودف في طريقهم، ثم بدأ الجيش انسحاباً من شمالي القطاع بعد أن فصله عن الوسط، وبدأ بإبادة نحو 700 ألف من السكان قتلاً وتجويعاً بعدما رفضوا النزوح من ديارهم باتجاه الجنوب.

وخلال فترة الحرب قُتل 605 جنود من الجيش الإسرائيلي وأصيب أكثر من 5 آلاف آخرين، ولم يتمكن الاحتلال من استعادة سوى 120 أسيراً عبر صفقة تبادل مع المقاومة ضمن هدنة إنسانية استمرت أسبوعاً.

وبعد 200 يوم من القصف والقتل حاول الجيش الإسرائيلي التمركز في المنطقة الشرقية للقطاع لفصلها عن الوسط والجنوب ومنع النازحين من العودة وإقامة منطقة عازلة بعمق 500 متر من السياج الفاصل داخل القطاع.

ولم تفلح المفاوضات المتواصلة منذ 5 أشهر في التوصل إلى اتفاق جديد على تبادل الأسرى بين الجانبين، إذ تتمسك المقاومة بوقف الحرب وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع وعودة جميع النازحين.

تدمير غزة اقتصادياً وصناعياً وتحويل الجميع إلى فقراء

قال الخبير الاقتصادي الفلسطيني محمد أبو جيا إنّ الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة حوّلت المجتمع إلى طبقة واحدة تعاني الفقر أو الفقر المدقع، ودمرت 80% من قطاع الزراعة، و90% من قطاع الصناعة.

وأضاف أبو جياب للأناضول أن "الجيش الإسرائيلي دمر خلال هذه الحرب كل شيء على المستوى الاقتصادي. ولم يعُد هناك قدرة إنتاجية واحدة، ولم يتبقَّ حتى طبقات اقتصادية في قطاع غزة".

وأوضح أن الحرب دمرت الطبقتين العليا والوسطى وتمت تسويتهم بالفقراء، فالقطاعات الصناعية التي دمرتها الطائرات والدبابات الإسرائيلية تحوّل أصحابها وعمالها جميعهم إلى فقراء. وبيّن أن الطبقة الوسطى التي كانت تعيش من خلال القطاعات الصناعية والإنتاجية والزراعية انضمت اليوم إلى طبقة المسحوقين والفقراء في قطاع غزة.

وأكد أن "قطاع غزة مدمر كلياً على مستوى البنية التحتية الاقتصادية، وعلى مستوى المدن الصناعية أيضاً، وعلى مستوى القطاعات الإنتاجية".

وعن واقع الزراعة والصناعة قال أبو جياب إن "نهج التدمير الإسرائيلي تسبب بتعطيل ما نسبته بين 80 و90% من الإنتاج الزراعي في قطاع غزة، وتوقف القطاعات الصناعية بالكامل وتدمير أكثر من 90 في المئة من مكونات البنية الصناعية التحتية ومصانع وطاقة وغيرها، وفق الخبير الاقتصادي.

وعن متطلبات التعافي، قال الخبير إن إعادة الحياة إلى القطاعات الصناعية واستعادة الحياة إلى الطبقات الدنيا والمتوسطة والمرتفعة على مستوى الاقتصاد تتطلبان سنوات من العمل الجاد وإعادة الإعمار وضخ عشرات المليارات من الدولارات، إضافة إلى إعادة القطاعات الصناعية والزراعية للعمل والإنتاج من جديد.

ومطلع فبراير/شباط الماضي قال مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد) إنّ استعادة الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي كانت سائدة قبل الحرب على القطاع ستستغرق عقوداً من الزمن، مؤكداً الحاجة الملحة لكسر دائرة التدمير الاقتصادي التي جعلت 80% من السكان يعتمدون على المساعدات الدولية.

ووفق تقرير مشترك للأمم المتحدة والبنك الدولي، صدر مطلع أبريل/نيسان الجاري، بلغت قيمة الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية في غزة نحو 18.5 مليار دولار.

وأشار إلى أن أكثر من نصف سكان القطاع البالغ عددهم نحو 2.3 مليون نسمة باتوا على شفا مجاعة، كما يعاني كامل السكان انعدام أمن غذائي وسوء تغذية حادَّين.

تلك المآسي والكوارث الناجمة عن الحرب الإسرائيلية على غزة دفعت جنوب إفريقيا إلى رفع دعوى قضائية أمام محكمة العدل الدولية في 29 ديسمبر/كانون الأول الماضي تتهم فيها تل أبيب بارتكاب "جرائم إبادة جماعية"، ولاحقاً أصدر مجلس الأمن الدولي في مارس/آذار قر اراً يطالب بوقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان الماضي.

ولم تنصَع إسرائيل لكل ذلك وتصاعدت هجماتها جواً وبحراً وبراً، واتسعت رقعة الدمار بشكل ملحوظ خلال العمليات العسكرية البرية في خان يونس ومدينة غزة ومخيم النصيرات (وسط).

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً