يُفرغ مسبار "أوسايرس-ريكس" الأمريكي، اليوم الأحد، في صحراء يوتا بالولايات المتحدة حمولة علمية ثمينة، هي عبارة عن أول عيّنات من كويكب تُحضرها وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" إلى الأرض، وهي أكبر عيّنة جُمعت إلى اليوم على الإطلاق من جرم فلكي مماثل.
وقالت ساندرا فرويند، مديرة البرنامج في شركة لوكهيد مارتن التي صممت المركبة الفضائية وبَنَتها، إن مديري المهمة يتوقعون هبوطاً "مباشراً" في نطاق الاختبار والتدريب في يوتا التابع للجيش الأمريكي، غربي سولت ليك سيتي.
وفي حال نجاحها، فإن مهمة أوسيريس-ريكس ستكون الثالثة التي تعيد عينة من كويكب، هي الأكبر على الإطلاق، إلى الأرض لتحليلها بعد مهمتين مماثلتين لوكالة الفضاء اليابانية على مدار الأعوام الثلاثة عشر الماضية.
ويأمل العلماء في أن تساعد هذه العيّنات التي جُمعت عام 2020 من الكويكب بينو، في توضيح كيفية نشأة النظام الشمسي وتطوّر الأرض ككوكب صالح للعيش.
ونبّهت ساندرا فرويند من شركة "لوكهيد مارتن" الشريكة إلى أن "مهمات إعادة عيّنات (فضائية) صعبة، إذ قد تطرأ مشكلات كثيرة" خلالها.
وتعتزم "ناسا" عقد مؤتمر صحفي في 11 أكتوبر/تشرين الأول لإعلان النتائج الأولية.
وسيُحفظ جزء من العينة دون المساس به، لكي تتولى الأجيال المقبلة دراسته بتقنيات غير متوفرة بعد.
وهذه المهمة هي الأولى من نوعها للولايات المتحدة. لكنّ اليابان سبق أن نظّمت اثنتين. ففي العام 2020، عاد المسبار "هايابوسا" بحبيبات مجهرية من الكويكب إيتوكاوا، في حين أحضر "هايابوسا 2" عام 2020 نحو 5.4 جرام من الكويكب ريوغو.
ويتشابه الكويكبان بينو ريوغو شكلاً، لكن قد يتبين أن بينو مختلف تماماً في تركيبته، وفقاً لميليسا موريس.
وتحظى الكويكبات بالاهتمام لأنها تتكون من المواد الأصلية للنظام الشمسي منذ 4.5 مليار سنة. وبينما لحق تغيّر بهذه المواد على الأرض، بقيت الكويكبات سليمة.
وقال كبير علماء المهمة في جامعة أريزونا دانتي لوريتا إن بينو غني بالكربون، والعيّنة التي أُحضرت "قد تمثل بذور الحياة التي حملتها هذه الكويكبات في بداية كوكبنا، والتي أدت إلى هذا المحيط الحيوي المذهل".
ويدور بينو الذي يبلغ قطره 500 متر حول الشمس ويقترب من الأرض كل ست سنوات. وثمة خطر ضئيل (احتمال واحد من 2700) بأن يصطدم بالأرض سنة 2182، وهو ما قد يُحدث تأثيراً كارثياً.
وقد يكون توفير مزيد من المعطيات عن تكوينه مفيداً. وفي العام الفائت، تمكنت "ناسا" من حَرف كويكب عن مساره من خلال اصطدام مركبة به.