الاحتلال يعتقل فلسطينيين من غزة في ظروف لا إنسانية / صورة: Reuters (Reuters)
تابعنا

يحلّ يوم الأسير الفلسطيني الموافق 17 أبريل/نيسان، هذا العام وسط تصاعد الانتهاكات بحقّ الأسرى الفلسطينيين، تزامُناً مع استمرار الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة.

واتهمت مؤسسات تُعنى بشؤون الأسرى في بيان، إسرائيل بتنفيذ "جرائم مروعة بحقّ الأسرى، أدّت إلى مقتل 16 أسيراً جرّاء عمليات التّعذيب الممنهجة، والجرائم الطبيّة، وسياسة التجويع، إضافة إلى جملة من الانتهاكات وعمليات التنكيل والاعتداءات التي طالت الأسيرات والأسرى منهم الأطفال وكبار السّن والمرضى".

وأشارت المؤسسات إلى أن "قضية معتقلي غزة تبقى حبيسة لجريمة الاختفاء القسري التي فرضها الاحتلال عليهم منذ العدوان، إذ تَعرَّض آلاف من قطاع غزة للاعتقال خلال عمليات الاجتياح البري لغزة، منهم نساء وأطفال ومسنون ومرضى".

ولفتت إلى أن التقارير الإعلامية الإسرائيلية "كشفت عن مجموعة من المعطيات المروعة، كان أبرزها استشهاد 27 معتقلًا من غزة داخل المعسكرات التابعة للجيش".

أوضاع كارثية

من جانبه، وصف قدورة فارس رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، أوضاع الأسرى في السجون الإسرائيلية بأنها "كارثية وخطيرة للغاية"، مبيناً أن عددهم ارتفع بنسبة 130% بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وقال المتحدث: "يتعرَّض الأسرى للتعذيب واعتداءات ممنهجة، وتبدأ رحلة العذاب منذ اللحظات الأولى لاقتحام المنازل والتنكيل بالأسير وعائلته، والاعتداء عليه وعلى أفراد أسرهم وتدمير الممتلكات".

وأشار فارس إلى أن "الأوضاع في السجون الإسرائيلية كارثية" حيث يتعرض الأسرى للتعذيب والتجويع، وعدم توفير الأغطية.

وقال: "الشتاء الماضي أصعب شتاء يمرّ على الأسرى منذ الاحتلال الإسرائيلي عام 1967، إذ جُرّد الأسرى من الملابس والأغطية، ومنعوا من أبسط حقوقهم".

وندّد المسؤول الفلسطيني بجريمة الإخفاء القسري التي تنتهجها إسرائيل بحق أسرى غزة، معرباً عن مخاوفه من تَعرُّض مئات معتقلي القطاع للقتل.

وأشار إلى أن المجتمع الدولي "يواصل صمته وسط كل هذه الجرائم".

وطالب بالعمل على ضغط كبير شعبياً ورسمياً لتحرير الأسرى من السجون الإسرائيلية.

وقال: "قبل تحرير الأسرى مطلوب توفير حياة كريمة لهم، وعلى المؤسسات الدولية والعالم الضغط على إسرائيل وإلزامها الضوابط القانونية ومعاملة الأسرى معاملة إنسانية".

بدوره شدّد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة الأربعاء، على أن الأسرى في سجون إسرائيل "يتعرّضون لأبشع صور التعذيب والانتهاكات التي تجاوزت كل الأعراف والمواثيق الدولية، لا سيما اتفاقية جنيف الثالثة والرابعة لعام 1949".

ودعا المكتب المجتمع الدولي إلى أن "يتحمل مسؤولياته الأخلاقية والإنسانية والقانونية، ويتدخل عاجلاً لحماية الأسرى".

عدد الأسرى في ارتفاع

وبحسب معطيات لنادي الأسير الفلسطيني (غير حكومي)، تعتقل إسرائيل 9500 فلسطيني (لا يشمل الرقم أسرى قطاع غزة)، بينهم 80 سيدة، منهن 3 أسيرات رهن الاعتقال منذ ما قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول، و200 قاصر.

وتشير المعطيات إلى أن في السجون الإسرائيلية 3660 معتقلاً إدارياً (بلا تهمة) بينهم 22 سيدة و40 طفلاً، وتلفت إلى أن سياسة الاعتقال الإداري تصاعدت بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول بشكل لافت.

ويبلغ عدد المعتقلين الذين صُنّفوا "مقاتلين غير شرعيين" وفقاً لإدارة السّجون، 849، حتى بداية أبريل/نيسان 2024.

أما أعداد المعتقلين المرضى فتصاعدت بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول، "فهناك المئات من المرضى والجرحى، وأعدادهم في تصاعد مستمرّ جراء الجرائم والسياسات والإجراءات الانتقامية الممنهجة التي فرضها الاحتلال على الأسرى، وأبرزها التّعذيب والجرائم الطبيّة"، وفق نادي الأسير.

وتعتقل إسرائيل 56 صحفياً، 45 منهم اعتُقلوا بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وما زالوا رهن الاعتقال، بينهم 4 صحفيات.

وتُظهِر المعطيات أن إسرائيل تعتقل 21 أسيراً منذ ما قبل اتفاقية أوسلو بين منظمة التحرير وإسرائيل عام 1993، يضاف إليهم 11 أسيراً اعتُقلوا قبل توقيع اتفاقية أوسلو وأُفرجَ عنهم ضمن صفقة "وفاء الأحرار" عام 2011، بين المقاومة وإسرائيل مقابل الجندي جلعاد شاليط، وأُعيدَ اعتقالهم عام 2014.

كما مضى على أسر مئات الأسرى أكثر من 21 عاماً، جلّهم يقضون أحكاماً بالسّجن المؤبد.

ومن المعتقلين، وفق نادي الأسير، 600 يقضون أحكاما بالسّجن المؤبد (99 عاماً حسب القانون العسكري الإسرائيلي) لمرة واحدة أو عدة مرات، بينهم الأسير عبد الله البرغوثي المحكوم بالسجن 67 مؤبداً.

أسرى فارقوا الحياة

وتشير معطيات نادي الأسير إلى "استشهاد 252 معتقلاً داخل السجون، منذ عام 1967".

ومن بينهم "16 أسيرًاً استُشهدوا بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول (لا يشمل أسرى قطاع غزة)".

وتحتجز السلطات الإسرائيلية جثامين 27 أسيراً، وترفض تسليمهم لذويهم، أقدمهم أنيس دولة الذي توُفّي في سجن عسقلان عام 1980.

ما بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول

ارتفع عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة إلى 8 آلاف و270 منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

ومن بين المعتقلين 275 سيدة، و520 قاصراً، و66 صحفياً، فيما بلغت أوامر الاعتقال الإداري أكثر من 5168 ما بين جديدة ومجدَّدة، بعضها بحقّ أطفال ونساء.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً