بايدن يحذر من "أيام صعبة" ومساعدات أمريكية جديدة إلى كييف بـ30 مليار دولار / صورة: AP (AP)
تابعنا

حذّر الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الثلاثاء، من "أيام مريرة وصعبة مقبلة"، متعهداً بأن الولايات المتحدة وحلفاءها "سيدعمون أوكرانيا" ويدافعون عنها مع دخول الحرب الروسية ضدها عامها الثاني.

وقال بايدن، في القصر الملكي في بولندا، وهو معلم تاريخي في وارسو، أمام حشد من المواطنين البولنديين واللاجئين الأوكرانيين، "ستقف ديمقراطيات العالم حارسة على الحرية اليوم وغداً وإلى الأبد".

وأضاف بايدن أن هناك "أياماً صعبة ومريرة قادمة"، لكنه تعهد بأن الولايات المتحدة وحلفاءها "سوف يدعمون أوكرانيا".

وجاءت تصريحات بايدن بعد يوم من زيارة خاطفة وغير معلنة أجراها إلى كييف، حيث التقى الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، وأعلن أن بلاده "ستمد الجيش الأوكراني بمعدات مهمة تشمل ذخيرة للمدفعية وأنظمة مضادة للدروع".

وتقدر قيمة الحزمة الأخيرة التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي جو بايدن، خلال زيارته إلى كييف بنحو نصف مليار دولار، وهي مخصصة لمجموعة واسعة من المعدات بما في ذلك ذخائر مدفعية ورادارات وألغام وأسلحة مضادة للدبابات.

ويبلغ إجمالي المساعدات الأمريكية منذ بداية الحرب الروسية 29.8 مليار دولار، إضافة إلى 30.4 مليار دولار قدمتها واشنطن لكييف منذ تولي بايدن منصبه في يناير/كانون الثاني 2021.

وزاد حجم الأسلحة الأمريكية المقدمة إلى أوكرانيا بشكل مطرد على مدار الصراع لتلبية متطلبات كييف.

وتشمل الأسلحة أنظمة مدفعية مضادة للطائرات وبعيدة المدى، بالإضافة إلى دبابات قتال لطالما طالب بها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وبشكل إجمالي، أرسلت الولايات المتحدة 38 نظاماً صاروخياً من طراز "هيمارس" وبطارية دفاع جوي "باتريوت" ومنظومتي دفاع جوي من طراز "هوك" و 12 منصة للدفاع الجوي من طراز "أفنجر".

كما زودت واشنطن كييف بـ109 من عربات القتال برادلي، و 45 دبابة من طراز T-72B، وأكثر من 640 ناقلة جنود مدرعة، كما تعهدت بتزويدها بـ31 دبابة من طراز أبرامز.

وتعمل الولايات المتحدة أيضاً على تدريب قوات أوكرانية لاستخدام دباباتها المتطورة.

وقال البيت الأبيض في بيان يوم الثلاثاء "خلال العام الماضي، قدمت الولايات المتحدة دعماً حاسماً لشعب أوكرانيا، وتعمل بتنسيق وثيق مع حكومة أوكرانيا لتزويدهم بما يحتاجون إليه".

وحتى الآن، زودت الولايات المتحدة أوكرانيا بأكثر من 1600 نظام مضاد للطائرات من طراز "ستينجر"، وأكثر من 8500 من أنظمة "جافلين" المضادة للدروع، وما يقرب من 55000 سلاح إضافي مضاد للدروع، وأكثر من 700 مُسيّرة انتحارية من طراز "سويتش بليد"، و 160 وحدة مدفعية هاوتزر عيار 155 ملم، و 72 مدفع هاوتزر عيار 105 ملم.

كما قدمت الولايات المتحدة لأوكرانيا منظومتي "هاربون" الصاروخية المضادة للسفن، وكذلك بغية تعزيز الدفاع الساحلي لأوكرانيا خلال المراحل الأولى من الصراع.

وأرسلت إليها أيضاً أكثر من 100 مليون طلقة من الذخيرة لكل أنواع الأسلحة ابتداء من الأسلحة الصغيرة إلى الأنظمة الصاروخية والمدافع وقذائف الهاون.

وبينما ساهمت الولايات المتحدة بنصيب الأسد في المساعدات العسكرية الدو لية، فقد حشدت أيضًا الحلفاء في جميع أنحاء العالم لتحذو حذوها، وتقف على قدم وساق في الجهود الدبلوماسية والاقتصادية لمعاقبة روسيا.

تحقيقات في نشاطات تجسس روسية

في سياق منفصل فتحت بلجيكا تحقيقاً في نشاطات "سفينة تجسس" روسية رصدت في نوفمبر/ تشرين الثاني في مناطق توجد فيها منشآت لإنتاج طاقة الرياح وأنابيب غاز تحت المياه وأسلاك اتصالات، حسب ما أعلن وزير بحر الشمال فنسينت فان كويكنبورن الثلاثاء.

وقال الوزير في بيان "لا نعرف الدوافع المحددة لهذه السفينة الروسية، لكن دعونا لا نكن ساذجين.. خصوصاً إذا كانت تتصرف بشكل مريب قرب منشآتنا لإنتاج طاقة الرياح وأنابيبنا للغاز تحت المياه وأسلاك الاتصالات الخاصة بنا وبنى تحتية أخرى حيوية".

وأضاف: "نحن نتّخذ الإجراءات اللازمة لتأمينها بشكل أفضل".

وأشار إلى أن "مرور هذه السفينة هو بلا شك جزء من السياق الأوسع للحرب في أوكرانيا".

وأوضح الوزير أنه "نظراً إلى السلوك المشبوه للسفينة التي كانت تبحر بدون نظام التعرف التلقائي، وهو نظام أمني إلزامي يسمح بتحديد هوية السفن تلقائياً، بدأ مركز المعلومات البحرية تحقيقاً".

وكانت هذه السفينة قد رصدت في المياه الهولندية، كما أعلن الاثنين جهاز الاستخبارات العسكرية والأمن الهولندي.

وفي 11 يناير/كانون الثاني أعلن حلف شمال الأطلسي (ناتو) والاتحاد الأوروبي إنشاء مجموعة عمل مشتركة لتعزيز حماية البنى التحتية الأساسية في أوروبا من تهديدات روسيا.

كما أعلنت وزيرة الخارجية الفرنسية أنّ بلادها تراقب أنشطة شركات صينية يحتمل أن تقدّم مساعدة إلى روسيا في حربها في أوكرانيا، وذلك في وقت يثير فيه التقارب بين موسكو وبكين قلقاً متزايداً لدى دول الغرب.

ولدى سؤالها عن شراكة استراتيجية محتملة بين الصين وروسيا قالت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا في تصريحات لشبكة فرانس 5 "هناك شركات صينية خاصة نراقب أنشطتها من كثب".

وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قد أكّد في نهاية الأسبوع الماضي في تصريحات لشبكة "سي بي إس" الإخبارية أنّ شركات صينية تقّدم "مساعدة غير فتّاكة" لروسيا لدعمها في حربها على أوكرانيا.

وشدّد بلينكن على أنّ "لا تمييز بين شركات خاصة وأخرى تابعة للدولة"، مشيراً إلى أنّ المساعدات بغير الأسلحة يمكن أن تتراوح بين سترات واقية من الرصاص وحصص غذائية وما إلى ذلك.

ولدى سؤالها عن مواقع هذه الشركات على الأراضي الأوكرانية، ردّت كولونا بالقول إنّها "ليست بالضرورة على الأرض".

من جهة أخرى أكّدت الوزيرة أن فرنسا تتحدث "بكل دبلوماسية وبكل وضوح" مع بكين عن أملها في أن لا تقدّم "بكين يد العون إلى روسيا"، مشدّدة أيضاً على أنها تفضّل "تمسّك الصين بالاستقرار الذي يفيدها على المدى الطويل".

وأشارت الوزيرة إلى أنّه من المفترض أن يلمس الغربيون بوضوح أكبر موقف الصين في نيويورك خلال اجتماع يعقده مجلس الأمن الدولي في 24 شباط /فبراير، في الذكرى السنوية الأولى لبدء الغزو الروسي لأوكرانيا.

والثلاثاء أعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ عن قلقه المتزايد إزاء احتمال تقديم الصين مساعدة عسكرية لروسيا.

من جهته أشار مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إلى أنّ وزير الخارجية الصيني قال له قبيل اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل إنّ الصين لا تمدّ روسيا بالأسلحة، ولا تعتزم فعل ذلك في المستقبل.

إغلاق المركز الثقافي الروسي

في السياق أمهلت رومانيا الثلاثاء روسيا حتى الصيف لإغلاق المركز الثقافي الروسي في بوخارست بدعوى تحوّله منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا إلى أداة "دعائية" لموسكو.

وقالت وزارة الخارجية الرومانية في بيان إنّ "المعهد يشوّه عمداً الواقع والتاريخ في صفوف الرأي العام الروماني".

وأضافت أنّ "هذه الدعاية ذات الأبعاد الجديدة اتّخذت منحى خطراً للغاية منذ شنّت روسيا الاتّحادية حربها العدوانية ضدّ أوكرانيا" في 24 شباط/فبراير 2022.

وأوضح البيان أنّ وزارة الخارجية استدعت السفير الروسي الثلاثاء وأبلغته أنّ أمامه مهلة حتى 20 أغسطس/آب لإغلاق المركز.

وجرى افتتاح "المركز الروسي للثقافة والعلوم" في بوخارست في 2015.

ورومانيا دولة عضو في كلّ من الاتّحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، ولديها حدود مع أوكرانيا وهي تدعم جارتها بقوة للتصدّي للغزو الروسي.

وفي 24 فبراير/شباط 2022، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا تبعها رفض دولي وعقوبات اقتصادية على موسكو التي تشترط، لإنهاء عمليتها، تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية، وهو ما تعده الأخيرة "تدخلاً" في سيادتها.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً