خيام نُصبت للنازحين الفلسطينيين وسط مخاوف من هجوم للاحتلال الإسرائيلي على رفح جنوب قطاع غزة. / صورة: Reuters (Reuters)
تابعنا

تفاقمت ظروف النازحين في قطاع غزة بسبب موجة الحر الشديد التي يشهدها القطاع، إذ يعاني النازحون من ارتفاع درجات الحرارة داخل خيامهم المصنوعة بشكل بدائي، كما يتسبب تكدس النفايات في انتشار الحشرات الضارة، الأمر الذي ينذر بكارثة صحية جديدة مع استمرار الحرب.

ووصلت درجات الحرارة في قطاع غزة هذا الأسبوع إلى 38 درجة مئوية، وهي أعلى بكثير من الطقس الطبيعي لهذا الوقت من العام، مما تسبب في جعل الحياة لا تطاق بالنسبة إلى مئات الآلاف من الأشخاص النازحين.

كما عاقت موجة الحر عمل بعض الشركات في القطاع، وفاقمت المحنة التي يعيشها سكان غزة في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي خلفتها الحرب الأخيرة، وفقاً لصحيفة نيويورك تايمز.

تحدٍّ آخر

وقال محمد فياض، وهو صيدلي نازح بدأ ببيع الأدوية من خيمة بناها من ألواح خشبية وستائر وقطع معدنية في مخيم للنازحين في منطقة المواصي: "هذا الطقس الحار يمثل تحدياً لنا".

وتابع في حديثه للصحيفة الأمريكية: "آمل أن أتمكن من العثور على تلك الألواح الشمسية، وهي باهظة الثمن للغاية، لجعل الخيارات أوسع للنازحين".

وأُجبر كثيرون على العيش في خيام لا توفر سوى القليل من الحماية من الأشهر الباردة والممطرة في وقت سابق من الحرب ولا تقدم لهم أي حماية ضد موجات الحر الحارقة والطقس الرطب الآن.

وفي ظل موجة الحر الشديدة التي يشهدها قطاع غزة يسعى الآباء جاهدين للحصول على الماء لتبريد أطفالهم وحمايتهم من الحرارة اللاهبة، على الرغم من شح المياه وصعوبة الحصول عليها في القطاع. ومما يزيد الأمر سوءاً أن الطقس الحار يوفر بيئة مثالية لانتشار الحشرات الناقلة للأمراض.

من جهته تحدث محمد أبو حطب، وهو أب لأربعة أطفال، للصحيفة قائلاً: "لسعت الحشرات والبعوض أطفالي بسبب غياب ظروف النظافة في الجوار، والصرف الصحي يتسرب في كل مكان تقريباً".

وتمضي عائلته أيامها في الخارج تحت ظل الخيام المصنوعة من النايلون، التي تحجز الحرارة وتجعل البقاء تحت الخيام خانقاً، وفقاً للصحيفة الأمريكية.

وتابع أبو حطب: "الخيمة وموجة الحر ورعب هذه الحرب كلها كابوس. كيف يمكن لأطفالي أن يعيشوا بصحة وأمان؟".

مجاعة ونقص في الدواء

في غضون ذلك حذّرت وكالات الإغاثة من أن النظام الصحي في غزة انهار تقريباً منذ بدء الحرب، إذ لا تعمل حاليا سوى عشرة مستشفيات من أصل 36 في غزة، وبشكل جزئي.

وأوضحت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة، في بيان سابق، أنه "ومثل الأنواع الأخرى من الإمدادات الإنسانية، لا تدخل الأدوية إلى غزة بكميات كافية لتلبية الاحتياجات".

وتحذّر الهيئات الأممية من أن المجاعة تشكل "تهديداً حقيقياً وخطراً" في غزة.

وقال مدير برنامج الأغذية العالمي في جنيف، جيان كارلو سيري، إنّ قطاع غزة قد ينزلق إلى المجاعة في غضون ستة أسابيع بعد انتشار انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية والوفيات.

وأضاف: "هناك أدلة معقولة على أن محددات المجاعة الثلاثة (وهي) انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية والوفيات سيجري تجاوزها في الأسابيع الستة المقبلة".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً