آثار القصف الإسرائيلي على مخيم النصيرات / صورة: AFP (AFP)
تابعنا

تتواصل الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، وسط تحذيرات من "إبادة تعليمية متعمّدة" في القطاع الذي دمّرت أغلب مؤسساته التعليمية، إلى جانب استشهاد عشرات الآلاف من سكانه.

وفي آخر إحصائية محدثة لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة، ارتفعت حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية المدمّرة على القطاع، إلى 33 ألفاً و970 شهيداً، وأكثر من 76 ألف مصاب، معظمهم نساء وأطفال.

وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" إن طائرات الاحتلال شنّت، الجمعة، غارتين على منطقتي السكة، وعلى منزل شرق تل الزعتر في مخيم جباليا (شمال)، ما أدى لإصابة فلسطيني نقل على أثرها إلى مستشفى كمال عدوان.

وكانت طائرات حربية إسرائيلية استهدفت، مساء الخميس منزلاً في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد 4 فلسطينيين وإصابة آخرين بجراح خطيرة.

بينما استشهد 3 فلسطينيين وأصيب آخرون في قصف جوي استهدف منزلاً في حي الشيخ رضوان شمالي المدينة.

وتواصلت الغارات الجوية والمدفعية على المدينة وشمال القطاع طوال الساعات الماضية، بشكل مكثف.

وأفادت "وفا" بأن "طواقم الإسعاف والإنقاذ تمكنت من انتشال جثماني شهيدين، بعد استهداف طيران الاحتلال منزلاً لعائلة قشلان، في المخيم الجديد بمنطقة النصيرات، وسط قطاع غزة، وجرى نقلهما إلى مستشفى العودة في النصيرات".

إبادة تعليمية

لم تستثنِ آلة الحرب الإسرائيلية النظام التعليمي في القطاع من عدوانها المتواصل طوال 196 يوماً، إذ دمرت أكثر من 80% من المدارس والمؤسسات التعليمية، واستشهد الآلاف من الطلاب والمدرّسين.

وقال 19 خبيراً ومقرراً أممياً مستقلاً، في بيان مشترك الخميس، إنه "مع تضرر أو تدمير أكثر من 80% من مدارس غزة، قد يكون التساؤل معقولاً عما إذا كان هناك جهد متعمد لتدمير نظام التعليم الفلسطيني بشكل شامل، وهو عمل يعرف باسم الإبادة التعليمية".

وأوضح الخبراء أن "الهجمات القاسية المستمرة على البنية التحتية التعليمية في غزة لها تأثير مدمر طويل الأمد في حقوق السكان الأساسية في التعلم والتعبير عن أنفسهم بحرية، ما يحرم جيلاً آخر من الفلسطينيين من مستقبلهم".

ويشير مصطلح "الإبادة التعليمية" إلى المحو الممنهج للتعليم من خلال اعتقال أو احتجاز أو قتل المعلمين والطلاب والموظفين، وتدمير البنية التحتية التعليمية، وفق موقع الأمم المتحدة.

وذكر البيان أنه: "بعد 6 أشهر من الهجوم العسكري على غزة، قتل أكثر من 5479 طالباً و261 معلماً و95 أستاذاً جامعياً، وأصيب أكثر من 7819 طالباً و756 معلماً، مع تزايد الأعداد كل يوم. كما لا يحصل ما لا يقل عن 625 ألف طالب على التعليم".

وأشار إلى "تدمير أو تضرر 195 موقعاً تراثياً، بما في ذلك الأرشيف المركزي لغزة الذي يحتوي على 150 عاماً من التاريخ، إضافة إلى 227 مسجداً و3 كنائس".

كما تضررت أو دمرت 13 مكتبة عامة، وهدم جيش الاحتلال جامعة "الإسراء" في 17 يناير/كانون الثاني الماضي، وهي آخر جامعة متبقية في غزة، وفق البيان.

وأكد الخبراء أن "مدارس الأمم المتحدة التي تؤوي المدنيين النازحين قسراً تتعرض للقصف، بما في ذلك في المناطق التي حدّدها الجيش الإسرائيلي على أنها آمنة".

وقالوا إنه "عند تدمير المدارس، يجري تدمير الآمال والأحلام كذلك".

وشدّدوا على أنه "لا يمكن التسامح مع الهجمات على التعليم، وعلى المجتمع الدولي أن يبعث برسالة واضحة مفادها أن الذين يستهدفون المدارس والجامعات سيتحملون المسؤولية".

وأوضح الخبراء أن "المساءلة عن الانتهاكات تشمل التزام تمويل وإعادة بناء النظام التعليمي" في القطاع.

صفقة تسليح

وبالرغم من التحذيرات والإدانات الدولية للحرب الإسرائيلية على غزة، تمضي الولايات المتحدة قدماً في إرسال مزيد من الأسلحة لإسرائيل.

ونقلت وسائل إعلام أمريكية عن مسؤولين (لم تسمّهم) أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تبحث صفقات أسلحة جديدة لإسرائيل، هي الأكبر منذ بدء الحرب، تتجاوز قيمتها مليار دولار.

وكشفت "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن الصفقة تشمل ذخيرة دبابات ومركبات عسكرية وقذائف هاون.

وتعد الولايات المتحدة أكبر داعم عسكري ودبلوماسي لإسرائيل، وأظهر بحث أجراه معهد استوكهولم الدولي لأبحاث السلام أن 69% من مشتريات إسرائيل من الأسلحة تأتي من شركات أمريكية.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً