كييف تتهم موسكو بالتحضير لهجمات جديدة والمئات يفرون من خيرسون بعد قصف روسي / صورة: AFP (AFP)
تابعنا

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الأحد، إن روسيا ستشن بالتأكيد هجمات صاروخية جديدة على بلاده ونبه قوات الدفاع والمواطنين إلى ضرورة الاستعداد للعمل معاً لتحمل العواقب.

وأضاف زيلينسكي في كلمته الليلية المصورة "نحن نتفهم أن الإرهابيين يخططون لشن هجمات جديدة. نعرف هذا على وجه الدقة.. وما داموا يملكون صواريخ فلن يتراجعوا للأسف".

وقال زيلينسكي إن الأسبوع المقبل قد يكون بالصعوبة ذاتها التي كان عليها الأسبوع السابق، عندما أدت الهجمات على البنية التحتية للكهرباء إلى أسوأ انقطاع للكهرباء في أوكرانيا منذ هجوم القوات الروسية في فبراير/شباط.

فرار مئات المدنيين من خيرسون

في السياق، فر مئات المدنيين، يوم السبت، إلى خارج مدينة خيرسون التي احتفلوا باستعادتها قبل أسابيع فقط، هرباً من القصف الروسي.

وجاء هروبهم من خيرسون في الوقت الذي كرمت فيه الدولة ملايين الأوكرانيين الذين لقوا حتفهم في مجاعة عهد ستالين - وسعت إلى ضمان أن لا تحرم حرب روسيا في أوكرانيا آخرين في أنحاء العالم من صادراتها الغذائية الحيوية.

وامتد صف من الشاحنات الكبيرة والصغيرة والسيارات، وبعض المقطورات على متنها حيوانات أليفة وغيرها من المتعلقات، لمسافة كيلومتر أو أكثر على أطراف خيرسون.

وأدت أيام من القصف المكثف من القوات الروسية إلى نزوح جماعي تضاربت فيه المشاعر، اذ كان العديد من المدنيين سعداء باستعادة مدينتهم، لكنهم عبروا عن أسفهم لعدم تمكنهم من البقاء.

وكانت خيرسون واحدة من العديد من المدن التي واجهت في الأيام الأخيرة هجوماً عنيفاً من نيران المدفعية الروسية وطائرات بدون طيار، حيث تركز القصف بشكل خاص هناك.

وفي مناطق أخرى، استهدف القصف الروسي البنية التحتية، وجرى الإبلاغ عن وقوع إصابات بين المدنيين.

وعملت أطقم الإصلاح في أنحاء البلاد يوم السبت لاستعادة خدمات التدفئة والكهرباء والمياه التي تعرضت للقصف والتخريب.

يوم حافل بالدبلوماسية

وفي العاصمة كييف قضى الرئيس فولوديمير زيلينسكي يوماً حافلاً بالدبلوماسية، حيث استقبل العديد من قادة الاتحاد الأوروبي، كما استضاف قمة دولية حول الأمن الغذائي لمناقشة الأمن الغذائي والصادرات الزراعية من البلاد.

كان رؤساء وزراء بلجيكا وبولندا وليتوانيا ورئيس المجر حاضرين، وشارك كثيرون آخرون عن بعد.

وصرح رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال إن أوكرانيا، على الرغم من أزمتها وحربها، خصصت 900 مليون هريفنا (24 مليون دولار) لشراء الذرة لليمن والسودان وكينيا ونيجيريا.

ونقلت وكالة أنباء إنترفاكس عنه قوله ”أوكرانيا تعرف ما الجوع، ولا نريد أن يموت الناس مرة أخرى في القرن الحادي والعشرين بسبب روسيا وأساليبها التي لا تتسم بالإنسانية”.

جاء التذكير بشأن الإمدادات الغذائية في الوقت المناسب، إذ يحيي الأوكرانيون الذكرى الـ90 لبدء ”هولودومور” أو المجاعة الكبرى التي أودت بحياة أكثر من 3 ملايين شخص على مدار عامين، حين صادرت الحكومة السوفيتية في عهد الديكتاتور جوزيف ستالين الطعام وإمدادات الحبوب ورحلت العديد من الأوكرانيين.

وأحيا المستشار الألماني أولاف شولتز الذكرى من خلال التطرق إلى أوجه تشابه مع تأثير الحرب على أوكرانيا على الأسواق العالمية.

واستؤنفت الصادرات من أوكرانيا بموجب اتفاق توسطت فيه الأمم المتحدة، لكنها لا تزال أقل بكثير من مستويات ما قبل الحرب، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار عالمياً.

وقال شولتر في رسالة مصورة ”اليوم، نقف مُتّحدين في تأكيد أن الجوع يجب أن لا يستخدم كسلاح مرة أخرى."

لهذا السبب لا يمكننا تحمل ما نشهده، أسوأ أزمة غذاء عالمية منذ سنوات مع عواقب وخيمة لملايين الأشخاص، من أفغانستان إلى مدغشقر ومن الساحل إلى القرن الإفريقي”.

وأضاف أن ألمانيا، بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، تعتزم تخصيص 15 مليون يورو إضافية لشحنات حبوب أخرى من أوكرانيا.

جاءت تصريحات شولتز بينما تسعى مجموعة من المشرعين من مختلف الأحزاب في ألمانيا إلى تمرير قرار برلماني الأسبوع المقبل من شأنه أن يصنف مجاعة الثلاثينيات على أنها ”إبادة جماعية”.

ووفقاً للأمم المتحدة، وفرت أوكرانيا وروسيا العام الماضي زهاء 30% من صادرات العالم من القمح والشعير و20% من الذرة وأكثر من 50% من زيت دوار الشمس.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً