إيهنات لفت إلى أن الروس في بداية الهجوم كانوا يأملون في الاستيلاء على المطارات حول كييف (Others)
تابعنا

كشف المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية يوري إيهنات، عن خطة اتبعها سلاح الجو الأوكراني ساعدته على تحرير كييف وأبطلت تقدم القوات الروسية نحوها.

واستعرض إيهنات في لقاء مع TRT عربي، الأسابيع الأولى للهجوم الروسي على كييف، موضحاً أن القوات الروسية سعت في البداية إلى الهجوم على المطارات العسكرية ومحطات الرادار وقوات الصواريخ المضادة للطائرات.

وأضاف: "كانت مهمة المحتلين تدمير نظام الدفاع الجوي للدولة حتى تتمكن طائراتهم من الدخول بأمان والعمل على الأهداف الأرضية والمساعدة في تقدم القوات الروسية".

وتابع: "بعد كل هذا اتضح أنه لم تكن فقط أراضي منطقتَي دونيتسك ولوغانسك هدفاً للعدو كما قالوا، إذ أعلنوا أن هاتين المنطقتين هما هدفهم الأساسي. ولكن كما نرى، كان الهدف الرئيسي للغزاة هو مدينة كييف عاصمة أوكرانيا، وللاستيلاء على كييف أرسل المحتلون قواتهم من جميع الاتجاهات: من أراضي روسيا البيضاء (بيلاروس) ومن شبه جزيرة القرم المحتلة".

ولفت إلى أن الروس في بداية الهجوم كانوا يأملون في الاستيلاء على المطارات حول كييف وفرار القيادة العسكرية العليا، نتدمير القوة الجوية.

"خطة ذكية"

وكشف إيهنات عن "خطة ذكية" اتبعها سلاح الجو الأوكراني للتصدي للهجوم الروسي آنذاك، وأضاف: "وُضعَت خطط مختلفة: الخطة أ، والخطة ب، والخطة ج، ومن الواضح أنه لم يتوقع أحد حدوث مثل هذه العملية الدموية من جميع الجهات (بكل أبعادها)".

وواصل: "لكن بفضل تلك الخطط استطعنا الخروج من هذا الهجوم إذ جُهّزَت القوات الجوية ومحطات الرادار والمواقع الاحتياطية، وجُهّزَت مواقع في القوات الصاروخية المضادة للطائرات، وخرج الطيران من الهجوم إلى المطارات الاحتياطية، المطارات التشغيلية التي جُهّزَت أيضاً لمثل هذه الأعمال".

وأضاف: "استُخدمَت أقسام من الطرق السريعة، وهذا ما يُمارَس في جميع أنحاء العالم، إذ يمكن للمقاتلات أو الطائرات الأخرى أن تهبط على هذه الأقسام، وبهذه الطريقة أمكن الحفاظ على كامل إمكانات القوة الجوية".

واستطرد: "المقاتلات الأوكرانية كانت تؤدّي على الأغلب دور الطائرات الهجومية بصواريخها، وراداراتها ذات مستوى أدنى بمرتين من مستوى مثيلاتها الروسية من حيث التكنولوجيا، إلا أنه تحت غطاء أنظمتنا الدفاعية المضادة للطائرات التابعة لقوات الصواريخ المضادة، دفعت المقاتلات الغزاة في مناطق معينة التي بحوزتها طائرات عالية التقنية، وهي حسب ظني طائرات Su-34 وSu-30 وSu-35، وهناك تكبدوا خسائر فادحة من ضربات أنظمة الصواريخ المضادة للطائرات لديناBukM-1 وS-300، وكذلك من صواريخ مقاتلات MiG-29 وSu-27".

"بيرقدار ساعدت مدفعيتنا"

وأشاد المسؤول العسكري الأوكراني بدور المسيرة "بيرقدار" تركية الصنع في معارك بلاده ضد القوات الروسية، وقال: "طائرات بيرقدار لعبت دوراً مميزاً في هذا الصراع منذ البداية، لأنها بالفعل ساعدت مدفعيتنا على توجيه الضربات، ووجّهَت هي نفسها الضربات".

وأضاف: "ربما رأيتم تلك الصور التي عرضها القائد العام فاليري زالوجني، وكيف أصابت ضرباتها موكباً كاملاً وكيف أشعلت قطاراً كاملاً بضرباتها، لأن ضرباتها عالية الدقة، إذ تنصبّ ضرباتها بحيز متر مربع واحد بواسطة القذائف المسيرة التي تطلقها: MML - MMS".

وأثنى المسؤول على دور بيرقدار أيضاً في البحر الأسود، وواصل: "كذلك لعبت بيرقدار دوراً في حوض البحر الأسود، عندما كان العمل في جزيرة الأفعى. هذا مجمع تكتيكي عملياتي، أو بالأصح هو مجمع طيران جوي مسيَّر، وعملياً لم يكن هذا المجمع لدى القوات الأوكرانية وتسلّمَته أوكرانيا للمرة الأولى كطائرة هجومية من شركائنا الأتراك، ولهم بالطبع جزيل الشكر على ذلك".

وحول التعاون مع تركيا أكّد إيهنات أن بلاده تسعى لتعميق العلاقات مع تركيا، من خلال تأسيس تصنيع مشترك للطائرات المسيرة على الأراضي الأوكرانية، لأن لهذا المجال مستقبلاً كبيراً".

واستدرك: "نعرف أن تركيا تستخدم الطائرات المسيرة ليس فقط في الأعمال العسكرية، بل أيضا في متابعات الشرطة وملاحقة التهريب، للجيش وحرس الحدود ووزارة الطوارئ".

وذكر أن "بيرقدار والطائرات المسيرة كانت في خططنا قبل بداية الصراع، وكانت وُضعَت رؤية للقوات الجوية حتى عام 2035، وفي هذه الرؤية كان النص واضحاً باتخاذ خطوات واضحة لإعادة تسليح القوات الأوكرانية بأسلحة ذات تقنيات حديثة".

وفي 24 فبراير/شباط الماضي أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.

وتشترط روسيا لإنهاء العملية تخلّي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية بينها حلف شمال الأطلسي (ناتو)، والتزام الحياد التامّ، وهو ما تعتبره كييف "تدخُّلاً في سيادتها".

TRT عربي
الأكثر تداولاً