وجّهَت واشنطن وتل أبيب اتهامات بـ"معاداة السامية" إلى طلاب الجامعات الأمريكية المحتجّين ضد الحرب الإسرائيلية في غزة.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيار أمس الأربعاء: "يؤمن الرئيس (بايدن) بأهمية حرية التعبير والنقاش وعدم التمييز في حرم الجامعات".
وأضافت: "نحن نؤمن بحق الناس في التعبير عن أنفسهم بطريقة سلمية، ولكن عندما نتحدث عن خطاب كراهية وأعمال عنف، علينا أن نسميها".
وفي وقت سابق الأحد ندّد الرئيس الأمريكي جو بايدن بـ"معاداة السامية الصارخة" التي "لا مكان لها في حرم الجامعات".
غضب في إسرائيل
ولم يكُن بايدن الوحيد الذي اتهم طلاب الجامعات الأمريكية بـ"معاداة السامية"، إذ شاركه في ذلك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومسؤولون إسرائيليون أعربوا بدورهم عن غضبهم الشديد من الاحتجاجات التي استقطبت اهتماماً إعلامياً عالمياً.
وقال نتنياهو في كلمة متلفزة بثّها عبر حسابه على منصة إكس مساء الأربعاء: "ما يحدث في الجامعات في الولايات المتحدة أمر صادم بكل بساطة".
وأضاف: "استولى حشد من المعادين للسامية (وفق وصفه) على جامعات رائدة. إنهم يدعون إلى تدمير دولة إسرائيل، ويهاجمون الطلاب والمحاضرين اليهود"، على حد زعمه.
وشدّد على أن "هذا أمر غير مقبول، يجب أن يتوقف، يجب إدانته بشكل مطلق".
واستدرك: "لكن هذا ليس ما حدث، ردّ فعل بعض رؤساء الجامعات على الوضع كان مُخزِياً"، بزعم أنهم لم يتحركوا لمنع هذا المظاهرات.
وتابع نتنياهو: "لحسن الحظ، تَصرَّف المسؤولون المحليون والفيدراليون بشكل مختلف، لكن لا يزال مزيد مما يجب فعله".
ووجهت مؤسسات أمريكية وأعضاء في الكونغرس اتهامات بـ"معاداة السامية" إلى المشاركين في الاحتجاجات.
فيما ادعت كل من ولاية نيويورك وبلديتها وأعضاء من الكونغرس الأمريكي في بيانات مؤخراً، أن المتظاهرين المتضامنين مع الفلسطينيين في الخيام التي نصبوها في ساحة حرم جامعة كولومبيا بنيويورك منذ الأسبوع الماضي، "أظهروا سلوكاً معادياً للسامية".
وأضاف نتنياهو: "إسرائيل متهَمة ظلماً بارتكاب جرائم الإبادة والتجويع الجماعيّ. كل ذلك جزء من كذبة كبيرة. لقد رأينا هذا بالفعل في التاريخ، وكانت الهجمات المعادية للسامية مصحوبة دائماً بشيطنة اليهود ونشر فرية الدم التي صدّقها الناس رغم أنها لا أساس لها من الصحة"، وفق مزاعمه.
وفي وقت سابق الأربعاء دعا وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إلى وقف المظاهرات المنددة ببلاده في الجامعات الأمريكية.
وقال غالانت عبر حسابه على منصة إكس: "المظاهرات التي تشهدها الجامعات في الولايات المتحدة ليست معادية للسامية فحسب، بل هي أيضاً تحريض على الإرهاب"، على حد زعمه.
وأضاف: "أدعو من هنا السلطات في الولايات المتحدة إلى التحرك من أجل حماية اليهود ووقف المظاهرات في الجامعات".
واجتاحت الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين الجامعات الأمريكية في أعقاب الاعتقالات الجماعية في جامعة كولومبيا.
في 18 أبريل/نيسان الجاري، بدأ الطلاب المؤيدون للفلسطينيين في جامعة كولومبيا بالولايات المتحدة اعتصاماً في حديقة الحرم الجامعي احتجاجاً على الاستثمارات المالية المستمرة للجامعة في الشركات التي تدعم احتلال فلسطين و"الإبادة الجماعية" في غزة، واعتُقل 108 طلاب خلال المظاهرات.
وفي وقت لاحق امتدّت مظاهرات الطلاب المؤيدين للفلسطينيين إلى جامعات رائدة أخرى في الولايات المتحدة، مثل جامعتَي نيويورك وييل، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وجامعة نورث كارولينا.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 يشنّ الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة خلفت نحو 112 ألف شخص بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً، ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنّين، حسب بيانات فلسطينية وأممية.
