تابعنا
تُعتبر المقاطعة الاقتصادية من أجدى الوسائل للضغط على داعمي إسرائيل وأكثرها تأثيراً، إذ تظهر نتائجها سريعاً، لا سيّما مع توسع الحملات حول العالم.

"كيف يمكنني دعم غزة؟"، سؤال يطرحه عديد من الناس في ظل العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حيث وصل عدد الشهداء إلى نحو 16 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال.

وفي ظل حصار مطبق يعتقد كثيرون أنه من المستحيل تقديم المعونة لأهالي القطاع، لكن في واقع الأمر هناك طرق أخرى لتقديم المساندة والدعم.

أوّلاً: المشاركة الفعالة في المقاطعة

يواجه عديد من العلامات التجارية الغربيّة حملة مقاطعة في دول عربيّة بسبب الحرب التي يشنُّها الجيش الإسرائيلي على غزة، وتشمل الحملة الشركات والعلامات التجارية التي أعلنت عن دعم إسرائيل، أو التي كانت ترتبط بعلاقات مالية أو استثمارات داعمة لها.

ومع استمرار العدوان على القطاع ورفض إسرائيل وقف إطلاق النار توسعت حملات المقاطعة وتجاوزت المناطق العربية ليصل مداها إلى كثير من الدول الأوروبية، فضلاً عن الولايات المتحدة وكندا.

وتُعتبر المقاطعة الاقتصادية من أجدى الوسائل للضغط على داعمي إسرائيل وأكثرها تأثيراً، إذ تظهر نتائجها سريعاً، لا سيّما مع توسع الحملات حول العالم.

ويمكن معرفة المنتجات التي بوسعنا مقاطعتها عبر تطبيقات عدّة، منها تطبيق بايكوت (Buycot) المجاني، الذي يسمح بالانضمام إلى حملات المقاطعة وفقاً للقضية التي يدعمها المستخدم.

ويمكن مسح رمز (باركود) أيّ منتج باستخدام التطبيق بسهولة كبيرة، إذ يبحث التطبيق في الإنترنت عن معلومات عن الشركة المصنِّعة للمنتج والشركات المالكة لأسهمها.

كما يُوضّح تطبيق بايكوت للمستخدم الراغب في المشاركة في حملة المقاطعة إذا ما كانت تلك الشركة مرتبطة بالقضيّة أم لا.

ويبحث التطبيق في قاعدة بيانات ضخمة، كما يعرض عناوين الاتّصال بالشركة المرغوبة، مثل البريد الإلكتروني ورقم الهاتف ومواقع التواصل في الشبكات الاجتماعية وموقع الشركة الأم، وغيرها.

ويقدّم معلومات عن الشركات المرتبطة بها وطبيعة علاقات الشركة المصنِّعة للمنتج بالشركات الشريكة لها، كما يتيح للمستخدم معرفة كيفية ارتباط منتجات مختلفة كان يحسب أنها غير مرتبطة بعضها ببعض، فيما تعود ملكيّتها إلى شركة واحدة في الحقيقة.

ومن الوسائل الأخرى موقع بدناش (Bidnash)، الذي يُعتبر من أهم المواقع للتعرّف على المنتجات الإسرائيليّة والشركات الداعمة لإسرائيل.

كما يمكن للمستخدم التعرّف عبر هذا الموقع على الشركات الداعمة لإسرائيل، وذلك من خلال كتابة اسم الشركة أيضاً.

ثانياً: محاسبة الشركات المشاركة في الحرب

يمكن القول دون مواربة إنّ أغلب الحروب التي خاضتها إسرائيل -بما في ذلك الحرب الأخيرة على غزة- كانت بفضل المجمع الصناعي العسكري الأمريكي، الذي يتضمن شركات صناعية وعسكريّة وتكنولوجية تقدّم الدعم المباشر إلى الجيش الإسرائيلي، سواء بالأسلحة أو بالدعم اللوجستيّ، أو تقوية ترسانته العسكرية.

ويمكن أن يشكل سحب الاستثمارات، والتوقف عن تداول أسهم هذه الشركات وفضحها وربط مبيعاتها بالضحايا الأبرياء من النساء والأطفال، ضغطاً كبيراً عليها لوقف الدعم المقدم لإسرائيل منذ سنوات.

وعلى هذا الرابط يمكن العثور على قائمة تشمل شركات عسكرية تبيع الأسلحة لإسرائيل، وتربح من الحرب الجارية حالياً، كما أنه توجد قائمة ثانية للشركات التي تقدم دعماً متنوعاً للجيش الإسرائيلي.

ثالثاً: التفاعل مع المنصّات الداعمة لغزة

يكشف عديد من المنصّات الدولية والعربية ما يتعرّض له الفلسطينيّون من نظام فصل عنصري.

معظم هذه المنظمات غير حكوميّ وغير مدعوم من جهات سياسيّة، وبالتالي تفتقر إلى التمويل والإعلان، على عكس المنظمات ومنصات الإعلام المدعومة من وزارة الخارجية الإسرائيلية.

يمثل دعم هذه المنصات والتفاعل مع محتواها دفعة كبيرة في صراع رواية الحرب أمام العالم، خصوصاً مع الجهود الإسرائيلية الكبيرة في تبرير عمليات القتل الممنهج تحت إطار الدفاع عن النفس.

وفي ما يلي قائمة بأبرز هذه المنظمات:

1. الحق: منظمة فلسطينية مستقلة غير حكومية، تعنى بالدفاع عن حقوق الإنسان.

2. المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان: يعمل على توثيق جرائم الاحتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

3. برنامج غزة للصحة النفسية: يرصد الآثار النفسية والاجتماعية للعدوان والحصار الذي تمارسه إسرائيل على غزة منذ أكثر من 16 عاماً.

4. كسر الصمت (BTS): منظمة إسرائيليّة لقدامى المحاربين، تهدف إلى رفع مستوى الوعي بالعواقب الوخيمة للاحتلال العسكري.

5. بديل: مركز الموارد لحقوق الإقامة واللاجئين الفلسطينيين.

6. بتسيلم: مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة، الذي نشر فيلماً وثائقياً بالتعاون مع منظمة هيومن رايتس ووتش عن الفصل العنصري الذي ترتكبه إسرائيل ضد الفلسطينيين.

رابعاً: المشاركة في المظاهرات الداعمة لغزة

في أغلب البلاد العربية والغربية تخرج مظاهرات أسبوعية حاشدة داعمة لفلسطين، وتعتبر المشاركة في هذه المظاهرات أمراً مهماً للغاية، فهي تزيد الضغط الشعبي على حكومات البلدان التي خرجت فيها، لوقف التعاون أو الضغط على تل أبيب لوقف الحرب، من خلال وقف أو تعليق اتفاقات السلام التي أبرمها بعض الدول.

على صعيد آخر، يدحض تكثيف المظاهرات الداعمة للفلسطينيين حول العالم الرواية الإسرائيلية القائلة بأن "المجتمع الدولي يصطفّ خلف إسرائيل لقتال المتطرفين"، في محاكاة لما حصل خلال فترة الحرب على تنظيم داعش الإرهابي قبل سنوات عدة.

وفي هذا الصّدد يقول المحلل والباحث الفلسطيني محمد مطر إن "المظاهرات الكبيرة التي خرجت في أنحاء العالم ساهمت في تغيير توجه الإعلام العالمي في تناول الحرب".

ويضيف مطر لـTRT عربي أن ذلك "أدى إلى تغيير مواقف كثير من الحكومات الداعمة للاحتلال في بداية الحرب، وبالتالي يعتبر تزايد المظاهرات الشعبية حول العالم إحدى الوسائل غير المباشرة لوقف العدوان على غزة".

خامساً: التبرع للمنظمات العاملة في غزة

صحيح أن إسرائيل تطبق الحصار على القطاع وتمنع وصول المساعدات إليه، لكن هناك كثير من المنظمات التي تحاول إيصال المساعدات والمؤونة لمن يحتاج إليها من الغزاويين، خصوصاً مع دخول الهدنة حيز التنفيذ، ما سمح بدخول عديد من الشاحنات الإغاثية وشاحنات الوقود بعد انقطاع دام نحو 50 يوماً.

وتتطلب المرحلة التي ستعقب الحرب تضافر كل جهد ممكن لاستيعاب آثار الحرب على الفلسطينيين، وهذا يعني ضرورة مساهمة كل جهد ممكن، صغيراً كان أو كبيراً، لإغاثة المنكوبين في غزة.

ويمكن التبرع لعديد من المنظمات، مثل الإغاثة التركية، وقطر الخيرية، والإغاثة الإسلامية، ومنظمة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، وغيرها من المنظمات الموثوقة التي يمكنها تقديم المساعدة للفلسطينيين في قطاع غزة.

TRT عربي