البحث عن جثامين الشهداء في مجمع ناصر الطبي بخانيونس / صورة: AFP (AFP)
تابعنا

تدخل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة يومها الـ 202، وسط استمرار القصف الجوي والمدفعي، وارتكاب جيش الاحتلال المزيد من المجازر المروعة بحق المدنيين بما فيهم النازحين والصحفيين.

وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، عبر تقرير إحصائي، الخميس بأن "الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 5 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، وصل منها للمستشفيات 43 شهيدا و64 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية".

وأعلنت الوزارة "ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 34 ألفا و305 شهداء، و77 ألفا و293 إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضي".

استشهاد 141 صحفياً

وذكر شهود عيان، أن قصفاً جوياً إسرائيلياً، استهدف مساء الأربعاء، منزل الصحفي الفلسطيني محمد بسام الجمل، شرقي مدينة رفح جنوبي القطاع، ما أدى إلى استشهاد 3 أشخاص وإصابة آخرين.

كما تسبب القصف في تدمير المنزل وأضرار جسيمة بالمنطقة المستهدفة التي كانت تضم نازحين من مناطق مختلفة في القطاع، حسب الشهود.

وفي وقت لاحق من اليوم (الخميس)، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، ارتفاع "عدد الشهداء الصحفيين إلى 141 منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، وذلك بعد ارتقاء الزميل الصحفي الشهيد محمد بسام الجمل خلال قصف الاحتلال منزله في محافظة رفح".

وحسب بيان سابق للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة مطلع أبريل/نيسان الجاري، بلغ عدد الصحفيين الشهداء 140 منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

392 جثة في "ناصر الطبي"

في غضون ذلك، يتواصل كشف الحقائق المروعة التي تحاول إسرائيل نفيها، بشأن ما ارتكبه الاحتلال في مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس، جنوبي القطاع، قبل الانسحاب منه.

وقد أعلن الدفاع المدني بغزة، الخميس، انتشال "نحو 392 جثة في مجمع ناصر الطبي بخان يونس بعد انسحاب الاحتلال، 58% منها لم نستطع التعرف عليها".

وأضاف: "لا نعرف سبباً لوجود جثث أطفال في المقابر الجماعية بالمستشفى".

وأشار إلى اكتشاف آثار تعذيب على جثث بعض الشهداء.

كما أن الاحتلال "دفن عدداً من الجثث في أكياس بلاستيكية على عمق 3 أمتار، ما سرّع من تحللها"، و"غيَّر الأكياس أكثر من مرة لإخفاء الأدلة على جرائمه".

ورجح الدفاع المدني أن "الاحتلال دفن 20 شخصاً على الأقل وهم أحياء".

وطالب بفتح تحقيق دولي في الإعدامات الميدانية والجرائم التي ارتكبها الاحتلال في المجمع الطبي.

تضليل وكذب إسرائيلي

في السياق نفسه، قال مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إسماعيل الثوابتة، مساء الأربعاء: "نؤكد إعدام جيش الاحتلال الإسرائيلي مئات النازحين والجرحى والمرضى داخل مجمع ناصر الطبي".

وأضاف الثوابتة أن "الحديث الذي يحاول فيه الاحتلال الإسرائيلي الهروب من جريمته في مجمع ناصر الطبي (حيث عُثر على مقبرة جماعية)، مجرد أكاذيب وتضليل للرأي العام، وهناك عديد من الأدلة على ذلك".

وبخصوص هذه الأدلة، لفت الثوابتة إلى أن "بعض الشهداء الذين جرى التعرف عليهم (بعد انتشالهم من المقبرة الجماعية) كانوا أحياء عندما اقتحم جيش الاحتلال مجمع ناصر (في 24 مارس/آذار)، وعند خروجه (في 7 أبريل/نيسان) وجدتهم الطواقم الحكومية مدفونين، وهذا الأمر أكده ذوو الشهداء الذين كانوا على تواصل مع أبنائهم قبل اقتحام المستشفى".

وتابع: "يزعم الاحتلال أنه ألقى القبض (في المجمع) على 200 (إرهابي) كما يقول، ولكنه نسي أن يكمل كذبته، ولم يغطِّها، ولم يُعلن عن مصيرهم، ونحن نكمل عنه بأنه أعدم هؤلاء المدنيين ودفنَهم في مقابر جماعية".

وأشار إلى أن "عمق المقبرة الجماعية التي عثرنا عليها (في مجمع ناصر) يؤكد أنها حُفرت بآليات كبيرة مثل جرافات الاحتلال الإسرائيلي وآلياته".

كان متحدث جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي، قد زعم في وقت سابق الأربعاء، في منشور عبر منصة إكس، أن دفن الجيش "جثثاً فلسطينية (في مجمع ناصر) عارٍ عن الصحة".

وبخصوص انتهاكات الاحتلال الأخرى في مجمع ناصر، قال الثوابتة إن الجيش الإسرائيلي "اقتحم المجمع بالطائرات المُسيرة والدبابات، وهدد الطواقم الطبية والمرضى والجرحى، ومنع عنهم العلاج، وحشرهم في مبنى قديم وضيق" بالمجمع.

وأضاف: "قصف الجيش بعض الأقسام داخل المجمع، وحرق بعضها، وقتل بعض الجرحى الذين كانوا داخل المجمع، ثم ارتكب جريمة ضد الإنسانية باقتياد عددٍ من الأطباء وأفراد الطواقم الطبية من مجمع ناصر الطبي إلى جهة مجهولة، وارتكب جريمة الإخفاء القسري بحقهم".

وكشف عن أسماء 9 من هؤلاء الأطباء وأعضاء الطواقم الطبية ممن جرى التعرف عليهم.

وواصل الثوابتة: "وإضافةً إلى ذلك، فإن هناك عديداً من المفقودين من الطواقم الطبية يرفض الاحتلال الإعلان عن مصيرهم، ونحن نعتقد أنه أعدمهم ودفنهم، وما زالت عمليات انتشال الجثامين مستمرة، ونتوقع أن نجد بعضهم".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً