بلينكن يدعو خلال زيارته الأردن حركة حماس لسرعة قبول "الهدنة" / صورة: Reuters (Reuters)
تابعنا

دعا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الثلاثاء، حركة حماس إلى قبول مقترح ينص على وقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن المحتجزين، فيما أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن جيشه سيشن هجوماً برياً في رفح جنوب القطاع "مع أو بدون هدنة" مع حماس.

ووصل بلينكن إلى إسرائيل بعد زيارة للسعودية والأردن، في إطار جولة جديدة في الشرق الأوسط ضمن مساعي التوصل إلى هدنة في القطاع الفلسطيني المحاصر وسط أزمة إنسانية كبيرة.

وحث بلينكن في تصريحات صحفية بإحدى ضواحي العاصمة الأردنية عمّان، حركة حماس على القبول سريعاً بمقترح الهدنة مؤكداً "لا مزيد من التأخير ولا مزيد من الأعذار. إن وقت العمل حان الآن".

وأضاف "نود أن نرى في الأيام المقبلة هذا الاتفاق يجري تنفيذه".

كما قال الوزير الأمريكي إنه سيناقش مع نتنياهو الإجراءات التي ما زالت إسرائيل بحاجة إلى اتخاذها لزيادة تدفق المساعدات إلى قطاع غزة، وذلك خلال اجتماعاته المقررة في إسرائيل الأربعاء.

واعتبر أنه على الرغم من تحسن الوضع بالنسبة إلى المساعدات الإنسانية داخل القطاع المكتظ بالسكان، فإنه لا يزال يتعين اتخاذ مزيد من الإجراءات لضمان استمرارية وصولها إلى السكان.

وتنتظر دول الوساطة رد حركة حماس على مقترح هدنة لأربعين يوماً، تشمل الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين في غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 في مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين من السجون الإسرائيلية. وهو مقترح اعتبره بلينكن الاثنين "سخياً جداً من جانب إسرائيل".

لكنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي شدد على أن الهجوم على رفح ضروري لهزيمة حماس التي تتولى السلطة في غزة منذ عام 2007، وتحرير الرهائن.

وقال خلال لقائه ممثلين لعائلات المحتجزين، وفق ما نقل عنه مكتبه "فكرة أننا سنوقف الحرب قبل تحقيق كل أهدافها غير واردة. سندخل رفح وسنقضي على كتائب حماس هناك مع أو بدون اتفاق، من أجل تحقيق النصر الشامل".

وتأتي تصريحات نتنياهو رغم مناشدات منظمات إنسانية وتحذيرات دولية وإقليمية من عملية برية في رفح تؤدي إلى نتائج كارثية وسقوط آلاف المدنيين في حال شن هجوم على المدينة التي لجأ إليها 1.5 مليون فلسطيني.

بدوره، حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الثلاثاء من أن أي هجوم عسكري إسرائيلي على رفح في جنوب قطاع غزة سيشكل "تصعيداً لا يحتمل"، كما أعرب عن "قلقه العميق" إزاء اكتشاف مقابر جماعية في المستشفيين الرئيسيين في قطاع غزة، ودعا إلى إجراء تحقيق مستقل.

وبعد اجتماع عُقد الاثنين في القاهرة مع ممثلي مصر وقطر اللتين تقودان جهود الوساطة إلى جانب الولايات المتحدة، غادر وفد حماس العاصمة المصرية إلى الدوحة لدراسة مقترح الهدنة الأخير، حسب ما أفاد مصدر من الحركة.

وقال المصدر: "نحن معنيون بالرد بأسرع وقت ممكن"، في وقتٍ أفاد موقع قناة "القاهرة الإخبارية" الخاصة إن وفد حماس "سيعود" إلى القاهرة مع "ردّ" مكتوب على هذا المقترح.

ويأتي هذا المقترح بعد أشهر من الجمود في المفاوضات غير المباشرة الرامية إلى إنهاء الحرب بعدما جرى التوصل إلى هدنة لمدة أسبوع في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني، سمحت بالإفراج عن حوالى 105 محتجزين لدى حماس من بينهم 80 إسرائيلياً ومزدوجي الجنسية في مقابل 240 أسيراً فلسطينياً لدى إسرائيل.

وعلى هذا الصعيد، قال مسؤول إسرائيلي كبير لوكالة فرانس برس الثلاثاء إن حكومة بلاده ستنتظر حتى "مساء الأربعاء" رد حركة حماس على مقترح هدنة في غزة قبل إرسال وفد إلى القاهرة لإجراء محادثات حول وقف إطلاق النار.

وتواصل إسرائيل الحرب على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، رغم إصدار مجلس الأمن قراراً بوقف القتال فوراً، وكذلك رغم صدور تعليمات من محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية" وتحسين الوضع الإنساني بغزة.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً