وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني / صورة: Reuters / صورة: AA (AA)
تابعنا

أعلنت قطر أنها تعيد تقييمها لجهود الوساطة التي تقوم بها بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية حماس، لإنهاء الحرب على غزة، مؤكدة "رفض المزايدات التي يقوم بها ساسة في تل أبيب ضدها".

وقال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الأربعاء، إن المفاوضات أخذت وقتاً أطول، بسبب التعقيدات، مشيراً إلى أن الوسيط دوره محدود، ولا يمكنه أن يتجاوز الواقع.

وأضاف: "من المؤسف أنه يجري استخدام الوساطة لأهداف سياسية، ما دعا قطر لتقييم الوساطة بشكل عام، ودور الأطراف المشاركة فيها".

وشدّد وزير الخارجية القطري أن بلاده انخرطت في الوساطة لأهداف تخدم عدالة القضية الفلسطينية، والتوصل لحل، مشيراً إلى أنه على الرغم من ذلك هناك مزايدات سياسية من أصحاب الحسابات الضيّقة، ومن غير المقبول إطلاق تصريحات هدّامة ضد الدوحة.

وكشف آل ثاني عن أن قطر تعمل على تقييم الوساطة وكيفية انخراط الأطراف فيها، إذ التزمت الدوحة العمل بشكل بناء وإيجابي لجسر الهوّة في المفاوضات.

ولم تقف المشكلة عند "المزايدات السياسية" في إسرائيل، بل تعدتها إلى الولايات المتحدة، إذ هدّد عضو الكونغرس الأمريكي الديمقراطي ستيني هوير، الاثنين، بـ"إعادة تقييم" العلاقات بين الولايات المتحدة وقطر، "إذا فشلت الدوحة في ممارسة الضغط على حماس".

وذكر النائب الديمقراطي هوير الاثنين أن قطر، التي تتوسط هي ومصر في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، يجب أن تخبر حركة حماس بأنه ستكون هناك "تداعيات" إذا "واصلت حماس عرقلة التقدم صوب الإفراج عن الرهائن والتوصل إلى وقف مؤقت لإطلاق النار".

وأضاف في بيان "ينبغي للتبعات أن تشمل قطع التمويل المقدم إلى حماس أو رفض منح قادة حماس حق اللجوء في الدوحة. إذا فشلت قطر في ممارسة هذا الضغط، فإن الولايات المتحدة لا بدّ أن تعيد تقييم علاقتها مع قطر".

واعتبرت السفارة القطرية في واشنطن في بيان الثلاثاء، أن هذه التصريحات من عضو الكونغرس الأمريكي "غير بناءة"، وقالت: "قطر وسيط فقط، لا نتحكم في إسرائيل أو حماس، حماس وإسرائيل هما المسؤولتان الوحيدتان عن التوصل إلى اتفاق".

وأكد رئيس الوزراء القطري الأربعاء أن المفاوضات بين إسرائيل وحركة حماس بشأن الهدنة وتبادل أسرى في قطاع غزة تشهد "بعضاً من التعثر".

وتقود قطر جهود وساطة مع مصر والولايات المتحدة في محاولة للتوصل إلى اتفاق هدنة في غزة واستعادة رهائن احتجزتهم حماس خلال هجومها على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

وقالت السفارة القطرية في بيانها "بالطبع، التقدم الحديث بطيء، والنائب هوير ليس وحده من يشعر بالإحباط. لكن اللوم والتهديد ليسا بنّاءين".

ومساء الأربعاء، قال زاهر جبارين القائم بأعمال رئيس "حماس" بالضفة الغربية، في تصريحات نُشرت على حساب الحركة بمنصة تليغرام: "إن الحركة لن تسلّم الأسرى الإسرائيليين لديها إلا بصفقة حقيقية".

والسبت الماضي، أعلنت حركة حماس أنها سلّمت الوسطاء في مصر وقطر ردّها حول مقترح وقف إطلاق النار مع إسرائيل. واعتبر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن حماس ردّت بشكل "سلبي" على الخطوط العريضة التي قدّمها لها الوسطاء.

ولم تكشف الحركة عن فحوى ردّها، لكنها جدّدت تمسكها بمطالبها ومطالب شعبها الوطنية "بوقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب جيش الاحتلال من كامل قطاع غزة، وعودة النازحين إلى مناطقهم، وتكثيف دخول الإغاثة والمساعدات والبدء بالإعمار. وأكدت استعدادها لـ"إبرام صفقة تبادل جادة وحقيقية للأسرى بين الطرفين".

وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 هاجمت "حماس" قواعد عسكرية ومستوطنات محاذية لقطاع غزة؛ رداً على "جرائم الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى"، وفق الحركة.

وعقب ذلك شنّت إسرائيل حرباً على غزة، ما زالت متواصلة منذ أكثر من 6 أشهر، وخلّفت ما يزيد على 110 آلاف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً، وفق بيانات فلسطينية وأممية.

وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فوراً، وكذلك رغم مثولها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً