بـ "استراتيجبة ثمينة".. كيف تسعى واشنطن لمواجهة نفوذ فاغنر في إفريقيا؟
مع استمرار توسع نفوذها في إفريقيا، أطلقت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن استراتيجية لمكافحة نشاط مجموعة المرتزقة الروسية فاغنر، تقوم على كسب حلفاء عن طريق مشاركة معلومات استخباراتية مهمة معهم.
كيف تسعى واشنطن لمواجهة نفوذ فاغنر في إفريقيا؟ / صورة: AA (AA)

يهدد النزاع المسلح الناشب في السودان، منذ منتصف أبريل/نيسان المنصرم، باتساع رقعة نشاط مجموعة المرتزقة الروسية فاغنر، وذلك بعد تداول وسائل إعلام غربية تقارير استخباراتية عن تدخل فاغنر في النزاع، من قواعدها في ليبيا، لصالح أحد أطراف القتال دون الآخر.

وأمام هذا الواقع تسعى إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لمكافحة توسع نشاط مجموعة المرتزقة المقرب من الكرملين. وذلك بـ"استراتيجية ثمينة"، على حد وصف موقع بوليتيكو، تعتمد على اكتساب حلفاء في القارة السمراء، انطلاقاً من تشارك تقارير استخباراتية مع زعماء تلك الدول الحليفة.

استراتيجبة بايدن "الثمينة"

في تقرير نشره يوم الأحد، قال موقع بوليتيكو الأمريكي إن إدارة الرئيس بايدن تنتهج "استراتيجية ثمينة" لمواجهة اتساع رقعة نفوذ مرتزقة فاغنر في القارة الإفريقية، وذلك بمشاركة مشاركة المعلومات الاستخباراتية الحساسة مع الحلفاء هناك، في محاولة لإثناء تلك الدول عن عقد شراكات مع مجموعة الروسية.

وتطابق هذه الاستراتيجية ما قامت به واشنطن مع كييف قُبيل إطلاق الهجوم الروسي في 24 فبراير/شباط 2022، إذ أعلمتها مسبقاً بتفاصيل حشد موسكو تشكيلات عسكرية على حدودها.

وحسب الموقع فإن "هذا التكتيك يخدم وظيفة مزدوجة"، يتمثل شقها الأول في تنبيه الحلفاء إلى التهديدات التي تلوح في الأفق، أما الشق الثاني ففي إظهار صورة تمسّك واشنطن بحلفائها ومعرفتها الكاملة بتحركات خصومها في المنطقة.

هذا ونقل ذات المصدر الإعلامي عن أربعة مسؤولين أمريكيين على دراية بهذه الاستراتيجية أن الولايات المتحدة شاركت في الأشهر الأخيرة معلومات استخباراتية تتعلق بخطة فاغنر المزعومة لاغتيال رئيس تشاد، وكذلك محاولاتها للوصول إلى مواقع استخراج الموارد الطبيعية الرئيسية والسيطرة عليها في دول مثل السودان وجمهورية إفريقيا الوسطى.

وقال المسؤولون إن الهدف من هذا التشارك هو لفت انتباه المسؤولين الأفارقة إلى ما يمكن أن يؤدي إليه العمل مع فاغنر من نشر للفوضى على المدى الطويل، على الرغم من وعود المجموعة بإحلال السلام والأمن في البلدان التي تواجه اضطرابات سياسية وأعمال عنف.

إضافة إلى هذا، حسب تقرير "بوليتيكو"، تستخدم الولايات المتحدة الطريقة التي وقفت بها إلى جانب أوكرانيا والمساعدات التي قدمتها لكييف، باعتبارها ورقة لتسويق استراتيجيتها في إفريقيا، وإقناع مزيد من زعماء القارة بالدخول في تحالفات معها ضد تنامي نشاط فاغنر والصين.

فاغنر تتوسع في إفريقيا

تحظى مجموعة الارتزاق الروسية بموطئ قدم على الأقل في خمس دول إفريقية، وهي: ليبيا وموزمبيق وإفريقيا الوسطى ومالي والسودان، إذ تواردت الأنباء -حتى قبل نشوب الاقتتال الأخير- عن إدارتها لعدد من مناجم الذهب في البلاد.

فيما يرفع مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS) هذه الدول إلى أكثر من 10، مضيفاً على اللائحة السابقة كلاً من: مدغشقر وجنوب السودان وبوتسوانا وبوروندي وتشاد وجزر القمر وجمهورية الكونغو الديمقراطية والكونغو برازافيل وغينيا وغينيا بيساو ونيجيريا وزيمبابوي.

وكانت مجموعة التقصي والبحث "All Eyes on Wagner"، المختصة في تتبع تحركات المجموعة الروسية، قد كشفت في ورقة بحثية نشرتها في شهر فبراير/شباط الماضي أن فاغنر تتدخل بشكل واسع في بوركينا فاسو، عبر توجيه الرأي العام من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، بغرض حشد التأييد لنشاط المجموعة ولروسيا.

بالمقابل، تتضارب الأنباء حول تدخل فاغنر في الاقتتال الدائر في السودان، وبينما أشارت وسائل إعلام غربية، ومن بينها إذاعة "صوت أمريكا"، إلى أن "مجموعة فاغنر تقدم أنظمة دفاع جوي محمولة وصواريخ محمولة على الكتف وصواريخ مضادة للدبابات ودروعاً ثقيلة" لأحد أطراف الصراع السوداني، نفى رئيس المجموعة يغفيني بريغوجين هذه التقارير، معتبراً إياها "محاولة استفزاز غربي".

هذا وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد تطرق مؤخراً إلى موضوع مجموعة المرتزقة ذلك في مؤتمر صحفي في مقر الأمم المتحدة، قال فيه: "جمهورية إفريقيا الوسطى ومالي والسودان، وعدد من الدول الأخرى التي تلجأ سلطاتها الشرعية إلى هذا النوع من الخدمات (لمجموعة فاغنر)، لها الحق في القيام بذلك".

TRT عربي