عارضات أزياء محجبات يكسرن حاجز العادات والتقاليد
انتشرت في الفترة الأخيرة بقطاع غزة ظاهرة عارضات الأزياء أو "المودلز"، على الرغم من أن المجتمع في قطاع غزة من المجتمعات المحافظة، فيمنع أن تظهر الفتاة كعارضة أزياء نتيجة العادات والتقاليد السائدة داخل المجتمع .
عارضات أزياء محجبات (TRT Arabi)

وعلى الرغم من ذلك تحدى بعض الفتيات المجتمع وكسرن حاجز العادات والتقاليد واتجهن إلى العمل بهذه المهنة، لتكون مصدر رزق لهن، بخاصة في ظل انعدام فرص العمل للخريجات منهن.

كانت مقتصرة على الرجال

وازداد إقبال أصحاب المحلات التجارية المختصة بملابس النساء على التعامل مع عارضات الأزياء، نتيجة ازدياد الطلب على بيع الموديلات والملابس التي يجري عرضها من خلالهن بأسلوب جديد، بخاصة في ظل انتشار مواقع التواصل الاجتماعي والتطور الذي يعيشه العالم.

وكانت هذه المهنة في السابق تقتصر على الرجال فقط، ولم يكن للفتيات ظهور بتلك المهنة، ولكن في السنوات القليلة الماضية ظهر بعض الفتيات اللواتي يعملن بها ولكن بنسبة محدودة.

الشابة أمل مهنا تعتبر من أوائل الفتيات اللواتي امتهنَّ مهنة عرض الأزياء بعدما كانت هذه المهنة حكراً على الرجال، تقول مهنا: "بدأت العمل بهذه المهنة قبل سنتين عندما انتهيت من العمل بإحدى المؤسسات".

يتعرضن للانتقادات

وتضيف مهنا التي درست تخصص الخدمة الاجتماعية: "أصبح لديّ وقت فراغ بعد الانتهاء من عملي، في أحد الأيام وأثناء تصفُّحي موقع انستغرام استوقفني إعلان لأحد معارض الملابس يبحث عن عارضة لتصوير إعلان، ومنذ تلك اللحظة بدأت العمل حتى أصبح التصوير والوقوف أمام الكاميرا دائماً يجذبني وأستمتع به".

ولا تخفي مهنا تعرُّضها للانتقادات نتيجة عملها بهذه المهنة كون قطاع غزة يعتبر من المدن المحافظة، وتؤمن مهنا بمقولة: "اجعل من شغفك مصدر رزقك".

سندس العجلة فتاة أخرى تعمل كموديل للزي الشرعي أنهت دراستها الجامعية بتخصص علم نفس ولم تجد فرصة عمل في هذا التخصص، فلجأت إلى العمل كعارضة أزياء نتيجة عشقها لعالم الأزياء والموضة.

قص الوجه

وما يميز العجلة عن غيرها من عارضات الأزياء أنها لا تمانع نشر صورها بوجهها، فبعض الفتيات يرفضن نشر وجوههن ويشترطن أن يُقَص الوجه وتُنشر تفاصيل الملابس التي ترتديها حتى لا تكون العارضة محط انتقاد بعض الناس".

تقول العجلة لـTRT عربي: "عندما ترتدي العارضة الملابس فإن تفاصيل الملابس تظهر بشكل جيد، مما يسهل عملية اختيارها من قبل الزبائن".

وتشير العجلة إلى أن المبلغ المدفوع لعارضة الأزياء يتراوح ما بين 30 و40 دولاراً لكل جلسة، مبينة أن بعض جلسات التصوير يكون في أماكن خارجية بالحدائق وأخرى بأماكن داخلية داخل المعرض.

صعوبات مكانية

يحكي المصور الذي يختص بتصوير الأزياء هاني البطنيجي: "بدأت العمل بمجال التصوير قبل خمس سنوات، لكن منذ سنتين بدأ أصحاب محال الملابس التواصل معي من أجل توفير عارضات أزياء بهدف تصويرهم وعرض الملابس ".

ويضيف البطنيجي لـTRT عربي: "يوجد العديد من الصعوبات التي تواجه تصوير عارضات الأزياء، وأبرزها عدم توفر الأماكن العامة للتصوير التي تكون مجانية، فالأماكن المتوفرة هي أماكن مغلقة وسعر استئجارها مرتفع".

ويطمح البطنيجي في الفترة القادمة أن يفتتح مكاناً خاصاً لتصوير عارضات الأزياء، منوها بأن كل قطعة ملابس ترتديها العارضة لها حركة معينة، لهذا ليس بإمكان أي شخص أن يعمل بمجال عرض الأزياء أو حتى تصويره.

ويشير البطنيجي إلى أن وجود شروط يجب أن تنطبق على عارضة الأزياء مثل الطول والوزن وقوة الشخصية وتأدية الحركات بطريقة لافتة وجذابة.

ترويج وتسويق

وشكلت تجربة عارضات الأزياء نماذج ناجحة بالنسبة إلى أصحاب محال الملابس، فالإقبال يكون متزايداً على الملابس التي ترتديها وتعرضها وهذا ما أكده محمود طه صاحب محل الأميرات للملابس النسائية، يقول لـTRT عربي: "أتعامل مع عارضات الأزياء منذ ما يقارب عامين رغبة في التسويق والترويج للمنتج بطريقة عصرية".

ويضيف طه: "نسبة بيع البضاعة التي يجري الترويج لها من خلال عارضة الأزياء تكون مرتفعة أكثر عن البضاعة التي تُعلَّق داخل المحل، مشيراً إلى أنه في السنوات القليلة الماضية كان يعتمد على "المانيكان" في عرض الملابس، لكن في الفترة الحالية يعتمد على عارضات الأزياء، إذ إن التجربة أثبتت نجاح هذا الأسلوب الترويجي للملابس.

وفي نهاية حديثه أوضح: "اتجهت إلى هذا الأسلوب نتيجة الرضى والتفاعل من قبل الزبائن الذي نشاهده عبر صفحة المعرض على مواقع التواصل الاجتماعي، فقديماً كان الزبون يأتي إلى المعرض من أجل ارتداء المنتج، أما اليوم فالعارضة وفرت الوقت والجهد على الزبائن.

وترى المصممة والمختصة بالأزياء نيرمين الحوراني أنه قديماً لم نكن نشاهد عارضات أزياء في قطاع غزة، لكن في السنوات القليلة الماضية بدأن الظهور.

التطور التكنولوجي

وتشير الحوراني إلى أن الملابس عندما تكون موجودة على الرف أو علَّاقة العرض فإن أسلوب الإقناع بالنسبة إلى الزبون لا يكون جيدا مقارنة بالملابس التي تُعرض من خلال عارضة الأزياء.

وتبين الحوراني أن العديد من الفتيات يعملن في هذه المهنة لكنهن يشترطن على أصحاب المحال أن لا تظهر وجوههن خوفاً من الانتقاد بسبب عادات المجتمع وتقاليده، لكنها تشجعهن على أن يقمن بنشر صورهن التي لا تتعارض مع الدين الإسلامي ويتسلحن بالثقة.

وتنوه الحوراني بأن بعض الفتيات كن يعملن كعارضات لكن بسبب الانتقادات شعرن بالإحباط وتركن تلك المهنة، ويحدد المبلغ الذي يجري دفعه من أصحاب المحال للعارضات بنسب متفاوتة حسب مدة الجلسة وعدد قطع الملابس المراد عرضها، مشيرة إلى أنها في الفترة الحالية تعمل على إعطاء دورات مختصة بالأزياء والتصاميم بأحد الجامعات الفلسطينية من أجل صقل وعي الفتيات وتنمية قدراتهن بكل شيء يخص الملابس والأزياء

وتوضح المصممة الحوراني أن أبرز أسباب وجود عارضات الأزياء هو التطور التكنولوجي ورغبة المحال في الترويج للملابس من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.

 المصممة ومختصة الازياء نيرمين الحوراني (TRT Arabi)
هاني البطنيجي أثناء تصوير عارضة الأزياء سندس العجلة (TRT Arabi)
يطمح المصور المختص بتصوير عارضات الأزياء البطنيجي هاني في الفترة القادمة أن يفتتح مكاناً خاصاً لتصوير عارضات الأزياء (TRT Arabi)
عارضة الأزياء سندس العجلة لا تمانع في نشر صورها بوجهها (TRT Arabi)
TRT عربي