عناصر غذائية مفقودة بالنظام الغذائي وكيفية تعويضها
تبعاً للعديد من المتغيرات في نمط الحياة والنظام الغذائي الفردي والدولي نقصت في النظام الغذائي عناصر غذائية، ويُعزى ذلك إلى عوامل مؤثرة مثل التغيرات الاجتماعية والموارد المتاحة والعادات الغذائية المكتسبة والمهيمنة وعوامل أخرى كالتغيرات المناخية.
التغذية المتوازنة (Getty Images)

افتقار النظام الغذائي إلى الفرد لعنصر أو أكثر من العناصر الغذائية يعتبر مسبباً أو عاملاً مساعداً لمرض معين، وبالتالي يجب تَعَرُّف العناصر المفقودة وتعويضها تغذوياً أو دوائياً لتجنُّب الأعراض أو الأمراض المصاحبة لعدم توافرها في النظام الغذائي اليومي للفرد والنقص الحاصل في مخازنها في الجسم.

التغذية الصحية المتكاملة

التغذية الصحية المتكاملة تتصف بعدة صفات من أهمها التنوع، فيجب أن تشتمل على المجموعات الغذائية الخمس وهي النشويات واللحوم والحليب ومشتقاته والخضراوات والفاكهة مع ضرورة التنويع في الأصناف ضمن المجموعة الواحدة، إذ يتميز كل صنف بمحتواه من الفيتامينات والمعادن التي يحتاج إليها الجسم.

من الصفات التي يجب أن تتوافر لتكون التغذية صحية متكاملة الحفاظ على التوازن، والكفاية، وأن تكون مناسبة لعوامل فردية مثل الحالة التغذوية والحالة الصحية للفرد ومستوى نشاطه البدني.

تنقسم العناصر الغذائية إلى عناصر غذائية كبرى وهي البروتينات والكربوهيدرات والدهون، وعناصر غذائية صغرى وهي الفيتامينات والمعادن، وغالباً تتوافر العناصر الغذائية الكبرى في كل الأنظمة الغذائية مع وجود خلل واضح في التوازن بينها، وعلى الشخص استهلاك أطعمة تزوِّده بجميع العناصر الغذائية يومياً للحفاظ على صحة جيدة وتجنُّب المرض.

تنقسم العناصر الغذائية إلى عناصر غذائية كبرى وهي البروتينات والكربوهيدرات والدهون، وعناصر غذائية صغرى وهي الفيتامينات والمعادن (Getty Images)

العناصر الغذائية المفقودة في النظام الغذائي تبعاً لمكان المعيشة والعادات الغذائية المكتسبة

تبعاً للدراسات فإن الشعوب العربية تعاني نقصاً في فيتامين د كنتيجة لعدم التعرُّض لأشعة الشمس بشكل كافٍ يومياً لتنشيط فيتامين د المستهلك من الغذاء، وبالتالي يعتبر فيتامين د أول العناصر المفقودة وأهمها، فنقصه يسبب مشاكل صحية مثل السمنة وليونة العظام ونقص الكالسيوم في الدم وضعف المناعة وألم المفاصل واضطراب مستويات سكر الدم.

ولتعويض نقص فيتامين د يجب استهلاكه في صورة حبوب مكملة غذائياً على أن يكون بصيغة منشطة ولا يحتاج إلى التعرض لأشعة الشمس لتنشيطه، أو الحرص على التعرض لأشعة الشمس صباحاً مكشوف الرأس والأيدي لمدة لا تقل عن نصف ساعة باليوم ويمكن ذلك من وراء الزجاج الشفاف المغلق، أما مصادره الغذائية فهو فيتامين ذائب في الدهون يستمده الجسم من المصادر الحيوانية كالحليب واللحوم.

نقص الحديد كذلك يعتبر شائعاً في بعض الدول الفقيرة كنتيجة لعدم استهلاك اللحوم الحمراء بكميات كافية والاعتماد بشكل كبير على استهلاك الدواجن والطيور إضافة إلى الاستهلاك المفرط لمصادر الكافيين كالقهوة والشاي، ويعتبر نقص الحديد المسبب الأكبر لفقر الدم الناتج عن نقص الحديد (الأنيميا)، ولتعويض نقص الحديد يجب تقسيم الوجبة الرئيسية اليومية خلال الأسبوع إلى يومين للطيور والدواجن كمصدر بروتيني ويومين للحوم الحمراء كلحم العجل أو لحم الخروف ويومين للمأكولات البحرية ويوم للبقوليات.

كما يعتبر من الهام جداً تجنُّب الإسراف في مصادر الكافيين كالشاي والقهوة، والحرص على استبدالها بمصدر لفيتامين ج مثل الليمون أو البرتقال.

معظم دول العالم المتقدمة مثل أمريكا التي تتصف معيشتها بالسرعة تعتمد اعتماداً تاماً على الوجبات السريعة أو الأطعمة الجاهزة والمصنعة ترتكز على حصص عالية من البروتين والدهون والكربوهيدرات والفيتامينات الذائبة في الدهون، وبالتالي يعاني معظمهم نقصاً بالمعادن والألياف الغذائية كالبوتاسيوم والفيتامينات كفيتامين ج وفيتامين ب، ولتعويض هذا النقص يجب توزيع حصص كافية من الخضراوات والفاكهة يومياً بصورة وجبات خفيفة حرصاً على استهلاك كمية كافية من الفيتامينات الذائبة في الماء والمعادن.

تبعاً للدراسات فإن الشعوب العربية تعاني نقصاً في فيتامين د كنتيجة لعدم التعرُّض لأشعة الشمس بشكل كافٍ يومياً لتنشيط فيتامين د (Getty Images)

أما دول آسيا وبخاصة الشرق فيفتقر نظامها الغذائي إلى الحليب ومشتقاته من ألبان وأجبان بشكل كبير، ما يسبب نقص فيتامين د والكالسيوم الذي يؤدي إلى الإصابة المبكرة بهشاشة العظام، وبالتالي يجب على المسنين بدول شرق آسيا أن يحرصوا على استهلاك مكملات غذائية للكالسيوم أو المكملات التي تعنى بتقوية العظام، وتبعاً للفحوصات الطبية الفردية.

دول جنوب آسيا مثل الهند يفتقر نظامها الغذائي إلى مجموعة اللحوم بشكل عام، ما يسبب نقص الفيتامينات والمعادن المستمدة من اللحوم كالحديد وفيتامين د وفيتامين ب12، ما يؤدي إلى مشكلات صحية كفقر الدم والوهن وضعف العضلات.

العناصر الغذائية المفقودة تبعاً للموارد المتاحة

تتحكم المنطقة الجغرافية وطبيعة مناخ المنطقة بالموارد المتوافرة بها، فبعض المناطق تبعاً لهذه العوامل تفتقر إلى التنوع النباتي بينما يفتقر بعضها إلى المأكولات البحرية، فحتى لو أصبح كل الأصناف متوافراً تبعاً للاستيراد والتصدير بكل دول العالم فإن الأسعار لا تزال تتأثر، فغالباً أسعار المنتجات المستوردة مرتفعة أكثر من المحلية.

كمثال للموارد المتاحة كانت نتيجة دراسات محلية في الأردن أن استهلاك الفرد من السمك والمأكولات البحرية يعتبر قليلاً جداً لا يتجاوز 5 كغم للفرد خلال عام، لعدم توافرها وارتفاع أسعارها نسبة إلى متوسط دخل الفرد.

كانت نتيجة دراسات محلية في الأردن أن استهلاك الفرد من السمك والمأكولات البحرية يعتبر قليلاً جداً لا يتجاوز 5 كغم للفرد خلال عام (Getty Images)

العناصر الغذائية المنقوصة تبعاً للحالة الصحية والفئة العمرية

تبعاً للفئة العمرية والحالة الصحية فالأمثلة عديدة جداً، ومنها حاجة الحامل والمرأة التي تخطط للحمل إلى الفوليك أسيد، وحاجة الأطفال المصابين بالكساح إلى فيتامين د.

وكأمثلة أخرى حاجة مرضى هشاشة العظام إلى الكالسيوم وحاجة مرضى السكري والزهايمر إلى فيتامين ب6 لتقوية الجهاز العصبي وتغذية الأعصاب.

أما بشكل فردي فإن كل شخص قادر على تقييم نظامه الغذائي ويساعد على ذلك تطبيق فكرة المفكرة الغذائية التي تقوم على مبدأ تسجيل ما يتناوله من طعام لمدة أسبوع ثم تقييم النظام الغذائي بالاستعانة بمختص التغذية أو التوسع بالمعرفة والعلم التغذوي لتحديد العناصر الغذائية التي يفتقر إليها نظامه.

تعويض نقص الفيتامينات والمعادن

يعتمد تعويض النقص على إدراك الفرد ما ينقصه من فيتامينات ومعادن تبعاً للنظام الغذائي الذي يتبعه والذي تحدِّده العوامل كالمنطقة الجغرافية وطبيعة المناخ والعادات المكتسبة وغيرها، فالخطوة التالية هي إجراء الفحوصات الطبية للفيتامينات والمعادن ثم اتخاذ خطوات علاجية كتناول المكملات الغذائية المناسبة بوصفة طبية دوائياً، إضافة إلى إحداث تغييرات في النظام الغذائي المتبع نحو الكفاية والتنوع والتوازن.

TRT عربي