في الذكرى الـ58 لاغتيال الرئيس الـ35 للولايات المتحدة جون كينيدي، نستعرض في هذا التقرير سلسلة من عمليات الاغتيال السياسي التي راح ضحيتها 4 رؤساء أمريكييون خلال تأديتهم لمناصب الرئيس، وهم:
أبراهام لينكولن
في أبريل/نيسان 1865، اغتيل الرئيس الأمريكي الـ16 أبراهام لينكولن، في حادثة هي الأولى من نوعها لاغتيال أول رئيس أمريكي لدوافع سياسية.
وفي الوقت الذي كان به لينكولن أحد أبرز السياسيين في الولايات المتحدة، فقد تعرّض لعملية اغتيال أودت بحياته بسبب مواقفه المناهضة للعبودية والتي أثارت غضب الكثيرين من المتنفّذين داخل الدولة واقتصادها، نظراً لأن جُلّ أعمالهم كانت قائمة بالأساس على نظام السُّخرة.
ففي أعقاب نجاح أبراهام لينكولن في قيادة الجيوش الشمالية وإلحاق الهزيمة بالجنوبيين الذين انفصلوا بولايتهم رفضاً لإلغاء قانون الرقّ والعبودية في البلاد مُشعلين حرباً أهلية، تمكّن لينكولن من إنهائها وتمرير قانون الرّق بعد ذلك بحنكته ودهائه.
وعلى الرغم من تسلّمه العديد من رسائل التهديد التي تحذّر من وجود مؤامرات اغتيال تُحاك ضدّه في الخفاء، إلا أنّ ويلكس بوث، أحد المتطرّفين العنصريين ضدّ السود، نجح في التسلل إلى المقصورة الرئيسية في مسرح فورد في العاصمة واشنطن، وأطلق رصاصة على رأسه لينكولن من الخلف، أردته قتيلاً. ليُقتل بوث بعد 12 يوماً من اغتياله للرئيس لينكولن.
جيمس جارفيلد
كانت عملية الاغتيال التالية من نصيب الرئيس الـ20 للولايات المتحدة، جيمس جارفيلد، الذي أُطلقت عليه رصاصة من الخلف في يوليو/تموز 1881 بعد مُضيّ أقلّ من 4 شهور على تسلّمه منصبه، تسببت في وفاته في 19 سبتمبر/أيلول من العام نفسه.
فبينما كان يحضّر لقضاء إجازة صيفية على متن يخت، وصل الرئيس جارفيلد إلى محطة السكك الحديدية بواشنطن حيث كان المحامي كارلوس جيتو الذى كان غاضباً بعد أن رُفض طلب تعيينه كسفير للولايات المتحدة في فرنسا في انتظاره، ومن خلف أحد المقاعد أخرج جيتو المسدس وأطلق النار عليه.
اخترقت الرصاصة ظهر جارفيلد، وهشمت عموده الفقري ثمّ استقرت خلف البنكرياس، الأمر الذي تسبب في انهيار الرئيس وسقوطه أرضاً دون أن يموت. على إثر ذلك نُقل جارفيلد إلى البيت الأبيض واستُخرجت الرصاصة من جسده، لتبدأ بعدها حالة الرئيس بالتحسّن لدرجة أنه استأنف عمله في البيت الأبيض وهو راقد في فراشه، إلا أنّ حالته عادت للتدهور مجدداً منتصف شهر سبتمبر/أيلول، وبدأت قوّته تتلاشى مع مرور الساعات حتى وفاته صباح 19 سبتمبر/أيلول 1881. فيما أُعدم قاتله بعد أقلّ مِن عام.
وليام ماكينلي
على الرغم مِن تحذيرات مدير حراسته الذي كان متخوّفاً من هجمات "الفوضويّون" (وهي حركة ترى برؤساء الدول ووزرائهم رموزاً لحكومات ظالمة) الأخيرة في أوروبا والتي راح ضحيتها ملك إيطاليا أمبرتو الأول، قرر الرئيس الأمريكي الـ25، ويليام ماكينلي، المشاركة في معرض لدول أمريكا اللاتينية الذي عُقد في سبتمبر/أيلول 1901.
وبعد فشله في الاقتراب بدرجة كافية في 5 سبتمبر/أيلول، انتظر الفوضوي ليون كازلجوسر حضور الرئيس إلى معبد الموسيقى على أرض المعرض في اليوم التالي، حيث أخفى كازلجوسز بندقيته بمنديل، وما أن اقترب من هدفه حتى أطلق رصاصتين على ماكينلي أصابته في صدره وبطنه من مسافة قريبة.
وفي الأيام التي أعقبت إطلاق النار، بدا أنّ ماكينلي يتحسّن وأصدر الأطباء نشرات متفائلة بشكل متزايد، إلا أنّ الحقيقة كانت عكس ذلك، حيث إنّ أطبائه لم يُدركوا وقتها خطر الغرغرينا التي نمت على جدار معدته وتسببت في تسمم دمه ببطء، الأمر الذي كان سبباً في وفاة وليام ماكينلي يوم 14 سبتمبر/أيلول 1901. ليُحاكم كازلجوسز بتهمة القتل بعد 9 أيام من وفاة ماكينلي ويعدم بالكرسي الكهربائي.
جون كينيدي
كان الرئيس الأمريكي الـ35، جون إف كينيدي، هو آخر من اغتيل من الرؤساء الأمريكيين في 22 نوفمبر/تشرين الثاني 1963، وقُتل بعد أن أطلق النار على سيارته المكشوفة التي كان يستقلّها رفقة زوجته بمدينة دالاس بولاية تكساس وسط جمع غفير من المواطنين.
وأصابت الرصاصات التي أطلقها لي هارفي أوزوالد، ضابط البحرية الأسبق، كينيدي في رقبته ورأسه، مرديةً إياه قتيلاً بالحال، حيث أعلنت وفاته بعد أقلّ مِن ساعة من وقوع الحادثة.
ولغاية يومنا الحالي، لا يعرف أحد من العقل المدبّر وراء اغتيال كينيدي، الأمر الذي فتح باب التكهنات على مصراعيه وانتشار نظريات المؤامرة بشكل واسع، خصوصاً وأنّ هارفي البالغ من العمر 24 عاماً لم يعترف أبداً بارتكابه الجريمة ووُجد مقتولاً بعد يومين فقط من احتجازه، تاركاً وراءه لغز الاغتيال من دون حل.
محاولات اغتيال فاشلة
عام 1933، وبنفس الطريقة التي اغتيل فيها جون كينيدي، أطلق الإيطالي جوزيبي زانجارا خمس رصاصات باتجاه موكب الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت أثناء سيره في ولاية فلوريدا، في محاولة لقتله، لكن لم تصبه أيّ مِن الرصاصات. وقُتل بدلاً منه رئيس بلدية شيكاغو.
وخلال محاولة فاشلة أخرى، تعرّض عام 1981 الرئيس الأمريكي الأشهر ونجم هوليوود السابق، رونالد ريغان، أثناء خروجه من فندق هيلتون في واشنطن، حيث أُصيب الرئيس في رئته لكنه لم يمت، وتمكّن من إكمال فترته الرئاسية.