"قتلة مأجورون".. ماذا تعرف عن مرتزقة الجيش الإسرائيلي في حربه على غزة؟
كشفت تقارير حديثة أن الجيش الإسرائيلي يعتمد في هجومه على توظيف بعض المرتزِقة الإسبان، وليست هذه أول مرة تعزز فيها إسرائيل صفوف جيشها بمرتزِقة، إذ دأبت طوال السنوات الأخيرة على توظيفهم في عدوانها على الفلسطينيين.
ماذا تعرف عن مرتزقة الجيش الإسرائيلي في حربه على غزة؟ / صورة: AA (AA)

نشرت صحيفة إلموندو الإسبانية، يوم الأحد، تقريراً عن توظيف الجيش الإسرائيلي مجموعة من المرتزقة الإسبان للقتال في صفوفه، مقابل رواتب قُدّرت بآلاف الدولارات. وتعاقدت إسرائيل مع متعهدين أمنيين دوليين لتوفير مقاتلين لأداء مهام عسكرية خلال حربها الجارية على أهل غزة.

وليس الإسبان الوحيدين الذين يقاتلون مع إسرائيل مقابل المال، بل جنسيات أخرى غربية، لدرجة تخوف سلطات كييف من هروب المقاتلين في صفوفها للقتال لصالح إسرائيل، وليست هذه أول مرة يعتمد فيها الاحتلال الإسرائيلي على المرتزِقة في حروبه، بل دأب على ذلك في مواجهاته مع المقاومة الفلسطينية.

4 آلاف يورو للقتال!

وقالت إلموندو إن "جيشاً صغيراً" من المرتزقة الإسبان يقاتلون إلى جانب إسرائيل، من بينهم شاب يُدعى بيدرو دياز فلوريس كوراليس، 27 سنة، وهو جندي سابق في الجيش الإسباني سبق أن قاتل مرتزِقاً في كل من أوكرانيا والعراق، بالإضافة إلى هذا، فهو معروف بانتمائه إلى النازيين الجدد، وفق موقع ميدل إيست مُونيتور.

وتعاقدت إسرائيل مع شركتي "ريفن" و"غلوبال سي إس تي"، وهما شركتان للتعهد الأمني. ومنذ سنوات تحوم اتهامات حول "غلوبال سي إس تي" وضلوعها في الاتجار غير المشروع بالأسلحة، فضلًا عن الارتزاق.

من جانبه، برر الجندي الإسباني السابق ذهابه إلى القتال في الأراضي المحتلة بالمكافآت المُغرية التي يقدمها إليهم الجيش الإسرائيلي. وأوضح كوراليس أن الواحد منهم يتقاضى نحو 3900 يورو (4187 دولاراً) راتباً أسبوعياًّ، ناهيك عن المكافآت التكميلية المرتبطة بالمهام التي يؤدونها، حسب قوله.

وبشأن المهام العسكرية الموكولة إليهم، نفى كوراليس مشاركتهم في الاشتباكات، فحتى اللحظة يتلخّص عملهم في الدعم الأمني لخطوط إمداد القوات البرية التابعة للجيش الإسرائيلي، وضمان أمن نقاط التفتيش ومراقبة الدخول على حدود غزة والأردن والجولان.

مرتزقة من جنسيات مختلفة

وقالت صحيفة إلموندو إنها اطَّلعت على صور لكوراليس محاطاً بعناصر من المرتزِقة من جنسيات مختلفة، بينهم فرنسيون وألمان وألبان، وحتى من المارينز الأمريكي أو عناصر من القوات الخاصة التي حاربت بالعراق أو أفغانستان أو مالي أو كوسوفو.

وفي وقت سابق، أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تداولت وسائل إعلام فرنسية أخباراً عن انضمام عدد كبير من المقاتلين الفرنسيين للقتال إلى جانب الجيش الإسرائيلي.

ووفقاً لبيانات حرب عام 2014، ينضم كل عام ما بين 800 و1000 متطوع أجنبي، أي مواطنين غير إسرائيليين، إلى الجيش الإسرائيلي. ويوجد ما مجموعه 4600 متطوع أجنبي في صفوف القوات الإسرائيلية، بالإضافة إلى عديد من مزدوجي الجنسية من جميع أنحاء العالم، سواء في الخدمة الفعلية أو الاحتياطية.

وتعتمد إسرائيل في التعاقد مع هؤلاء المقاتلين الأجانب والمرتزقة على متعهدين أمنيين يعملون بشكل خاص، من أبرزهم شركة "غلوبال سي إس تي" المحلية. وتُتَّهم العناصر المرتزقة التي تعمل لهذه الشركة بارتكابها جرائم ضد الإنسانية في النزاعات التي شاركت فيها بأمريكا اللاتينية وأوسيتيا الجنوبة وإفريقيا.

تنافس على المرتزقة بين أوكرانيا وإسرائيل؟

وحسب ما كشفت إلموندو، كان الجندي الإسباني السابق بيدرو كوراليس يشارك في العمليات القتالية إلى جانب قوات كييف في حربها ضد الروس، قبل أن يغادر أوكرانيا ويلتحق بشكل مباشر بالقتال لصالح إسرائيل. وبرَّر كوراليس هذا الخيار بأن الأوكرانيين لا يدفعون بشكل كافٍ أو منتظم، عكس الإسرائيليين.

وتكشف هذه التصريحات وقوع تنافس حول اجتذاب المرتزقة ما بين أوكرانيا وإسرائيل. وقد تداول عدد من رواد وسائل التواصل الاجتماعي تقارير إخبارية تتحدث عن مغادرة عدد من المرتزقة الأمريكان لصفوف قوات كييف من أجل الالتحاق بالحرب في غزة.

وحسب شبكة وي أون الهندية، فإن هذه المعلومات، إنْ صحَّت، فمن شأنها التأثير في معنويات القوات الأوكرانية، كما "تدفع إلى التساؤل حول ما إذا كان الغرب على استعداد للتخلي عن أوكرانيا وتخصيص موارده لصراع جديد في الشرق الأوسط"، حسب الشبكة الهندية.

بالمقابل، كذَّب عدد من مواقع التحقق الإخباري تلك التقارير المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي بشأن مرتزقة حرب غزة.

ففي سياق متصل، نشرت وكالة تاس الروسية أخباراً عن بدء المقاتلين والمدربين الإسرائيليين في أوكرانيا العودة إلى بلادهم مع اندلاع التصعيد الأخير. ونقلت الوكالة عن نائب قائد الجيش الثاني الروسي أبتي ألودينوف، قوله: "نعلم من تحليل الأحداث أن عدداً كبيراً من المقاتلين الإسرائيليين كانوا موجودين على الأراضي الأوكرانية، وهم ينسحبون الآن ويعودون إلى ديارهم".

TRT عربي