نهاية العالم.. هل تستعد الأرض لمرحلة انقراض جماعية سادسة؟
تشير الدراسات الأخيرة إلى أن الأرض توشك أن تشهد أنقراضاً سادساً من شأنه أن يدمر النظامين البيئي والبيولوجي على سطح الكوكب، ليس ذلك وحسب، بل يُتوقع أن يكون البشر من أوائل الضحايا ما لم يسرعوا إلى وضع حد لممارساتهم الخاطئة التي تقود العالم نحو النهاية.
نهاية العالم.. هل تستعد الأرض لمرحلة انقراض جماعية سادسة؟ (المصدر:news.mit) (Others)

في ظل الأزمات التي نعيشها على كوكب الأرض، دق العلماء مؤخراً جرس إنذار جديد يحذر من أن عالمنا على الأرض في صدد دخول مرحلة انقراض جماعية جديدة ستظهر نتائجها المدمرة التي قد تقضي على الجنس البشري بشكل كامل بعد 100 سنة من الآن.

وبعكس الانقراضات الخمسة التي تعرض لها النظامين البيئي والبيولوجي على سطح كوكبنا، يُتوقع الانقراض السادس الذي لا يكف العلماء عن التحذير من عواقبه المدمرة التي قد تنهي الحياة كلياً على الكوكب الوحيد النابض بالحياة ضمن كواكب المجموعة الشمسية، مؤكدين بنفس الوقت أننا قد نتمكن من إيقافه أو الحد من خطورته إذا نجحنا في التصدي للتغيير المناخي والحد من انبعاثات الكربون، فضلاً عن الحفاظ على التنوع البيولوجي على الأرض.

ولهذا تجد الجهود البشرية منصبة في السنوات الأخيرة على إيجاد حياة في الفضاء والبحث عن كواكب تكون مناسبة نسبياً لاحتضان نوع من الحياة، وتكون بمثابة الخطة البديلة للبشرية لتحدي الانقراض الجماعي الذي ينتظرها وتجنب المصير الذي لحق بالديناصورات في الانقراض الخامس والأخير الذي شهدته الأرض قبل حوالي 66 مليون سنة.

العلماء يدقون ناقوس الخطر

غواص يعمل في حضانة مرجان تحت الماء داخل محمية أوراكابسا للأسماك في جامايكا. (AP)

تتوالى التحذيرات التي يطلقها علماء الأحياء والتي تنذر وتؤكد أن كوكب الأرض قد دخل عصر الانقراض الجماعي السادس، وذلك جراء ما وصفه البعض بـ "الإبادة البيولوجية" نظراً للتراجع الحاد في التنوع البيولوجي على الأرض خلال العقود القليلة المنصرمة.

من جانبها، نشرت الصحفية البيئية اليزابيث كولبرت في كتابها ذائع الصيت "الانقراض السادس"، تقاريراً عديدة كشفت فيها عن أننا تسببنا بموت شامل للتنوع الحيوي على سطح الأرض بسبب أنشطتنا المتهورة وغير المسؤولة. مشيرةً إلى أن وتيرة الإبادة البيولوجية لا تزال متسارعة، الأمر الذي من شأنه أن يعجل حدوث الانقراض المنتظر.

وإلى جانب الإبادة البيولوجية التي تتسبب بها الأنشطة البشرية، ادّعى عالم الجيوفيزياء من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا دانييل روثمان في دراسة له نشرتها مجلة Science Advances أن التغيير المناخي وانبعاثات الكربون الضخمة تعد من أبرز الأسباب التي قد تدخلنا عصر الانقراض السادس. ولفت روثمان إلى أن أرضنا قد تدخل "منطقة غير معروفة" بحلول العام 2100، وهو ما سيؤدي إلى كارثة بشرية وبيئية.

الأرض ومسلسل الانقراضات

أحافير لحيوانات شهدت عصر الانقراض الخامس قبل 66 مليون سنة. (Others)

في الـ540 مليون سنة الماضية، شهد كوكب الأرض الذي تجاوز عمر الحياة على سطحه وداخل مياهه أكثر من 3.7 مليار سنة، خمسة انقراضات جماعي تزامن معها إبادة واسعة للأنواع الحيوانية والنباتية في جميع أنحاء العالم، وبينما تعود أسباب أربعة منها إلى العمليات التي قلبت الدوران الطبيعي للكربون عبر الغلاف الجوي والمحيطات، يعود سبب الانقراض الأخير الذي أطلق عليه اسم "انقراض العصر الطباشيري-الثلاثي" إلى الكويكب الذي ضرب الأرض قبالة سواحل المكسيك قبل حوالي 66 مليون سنة.

وقدر العلماء أن الانقراضات الجماعية الخمسة تسببت وقتها بإبادة جماعية لحوالي 99% من أشكال الحياة الحيوانية والنباتية على سطح كوكبنا، فيما تسبب الإنقراض الخامس والأخير بإنهاء حياة الديناصورات، بالإضافة للقضاء على 75% من الحيوات التي كانت متبقية على سطح الكوكب.

والانقراض الجماعي مصطلح يستخدم في علم الأحياء ويطلق على نهاية وجود كائنٍ حيّ ما أو مجموعة من الكائنات الحية (الأنواع). وبالتالي يصبح الانقراض يقينيّاً عند انعدام وجود أفراد باقون قادرون على التكاثر وإنشاء جيلٍ جديد.

وفي عام 2016 نشر مجموعة من العلماء تقريراً أكدوا فيه أن عدد الأنواع التي عاشت على الأرض منذ بدء الحياة عليها قبل ما يقرب من 3.7 مليار سنة تجاوز التريليون نوع، فيما لا تتجاوز النسبة الموثقة منها الواحد في المئة ألف.

التأثيرات البشرية

أعمدة من الدخان تتصاعد من أكبر محطة لتوليد الطاقة في أوروبا في بيلشاتو، وسط بولندا. (AP)

تنقرض الأنواع على كوكب الأرض أسرع بـ 100 ضعف مما كانت ستنقرضه بدون التأثيرات البشرية. وبينما انخفض عدد الحيوانات البرية بأكثر من النصف منذ عام 1970، شهدت الأرض تضاعف عدد البشر على سطحها. واليوم يعيش على الأرض قرابة 7.9 مليار نسمة ولا يزال العدد في ازدياد، ووفقاً للأمم المتحدة، ما لم نتخذ الإجراءات اللازمة من المحتمل أن يزيد عددنا بنسبة 30% بحلول عام 2050، وحوالي 11 مليار شخص آخرين بحلول عام 2100.

ولفهم التهديد القادم والوقوف على أسبابه ومحركاته الأساسية، كشفت دراسة نشرتها دورية "بلوس بيولوجي" يوم 12 مارس/أذار 2019 كان قد أعدها الباحث في جامعة كوينزلاند الأسترالية جيمس آلان وفريقه، أن التهديدات البشرية والأنشطة المدمرة كالرعي والصيد والتوسع الحضاري والصناعة تعد من أبرز الأسباب التي تحدُّ بشدة من ازدهار الكثير من الأنواع وبالتالي فقدان التنوع البيولوجي العالمي الذي سيقود الكوكب نحو انقراض جماعي سادس.

وفي الدراسة التي أجرها دانييل روثمان، وجد فيها أن التغيير المناخي يدفع بمحيطاتنا إلى حافة الانهيار، الأمر الذي يضعنا نحن البشر في في مقدّمة أسباب زوال الحياة على الأرض. وأضاف قائلاً: "للنشاط البشري قدرة على تعطيل دورة الكربون العالمية، والتسبب في كارثة بيئية قد تستمر 10000 سنة".

TRT عربي