"يولّد تسونامي إشعاعياً".. تَعرَّف السلاح الجديد الذي جربته كوريا الشمالية
أعلنت كوريا الشمالية الجمعة، عن تجربة سلاح بحري جديد قادر على توليد أمواج "تسونامي إشعاعي" ضخمة. يأتي هذا في وقت تتزايد فيه احتجاجات جارتها الجنوبية على هذا التصعيد في التجارب العسكرية.
ما تفاصيل السلاح النووي الجديد الذي جرّبته كوريا الشمالية؟ (Others)

نشرت وسائل إعلام رسمية كورية شمالية، صوراً قالت إنها لتجربة سلاح نووي بحري جديد، قادر على توليد تسونامي إشعاعي ضخم، يُستخدم في استهداف التشكيلات العسكرية البحرية ومواني العدو.

تأتي هذه التجربة متزامنة مع إعلان واشنطن إرسال حاملة طائرات متطورة إلى مياه شبه الجزيرة الكورية. وتعرف شبه الجزيرة منذ شهور تصعيداً في منسوب التوتر جراء تكثيف كوريا الشمالية تجاربها العسكرية، وتكثيف نظيرتها الجنوبية مناوراتها العسكرية مع الولايات المتحدة.

سلاح بحري جديد

وأعلنت وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية عن إجراء التجربة يوم الجمعة، وقالت إنها تروم تجريب "سلاح سري" جديد، هو "غواصة مسيَّرة نووية" يمكن "نشرها من الساحل أو إطلاقها بواسطة السفن السطحية".

وصُمّم هذا السلاح، وفق ذات المصدر، "للتسلُّل خلسة إلى المجال المائي للعمليات العسكرية وإحداث تسونامي إشعاعي واسع النطاق، من خلال انفجار تحت الماء"، من أجل "تدمير بحرية العدو وتشكيلاتها وموانيها".

وذكرت الوكالة أن هذا "السلاح السري" أُطلقَ في المياه قبالة مقاطعة هامغيونغ الجنوبية الثلاثاء، وغاص لأكثر من 59 ساعة على عمق 80-150 متراً، قبل تفجيره قبالة الساحل الشرقي للبلاد.

وفي أثناء إشرافه على هذه التجارب العسكرية قال زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، إنها يجب أن تكون بمثابة تحذير للولايات المتحدة وكوريا الجنوبية من أجل "إدراك قدرات الردع النووي غير المحدودة لكوريا الديمقراطية (الشمالية) التي تُعزَّز بسرعة أكبر".

وبدأ تصميم هذا السلاح، وفق وكالة الأنباء الكورية، عام 2012، وأُجريَ عليه أكثر من 50 تجربة خلال العامين الماضيين، فيما يشير محللون إلى أنه يحاكي طوربيدات "بوسيدون" الروسية التي قيل إنها قادرة على توليد وأمواج مدّ نووية يمكنها أن تدمّر المدن الساحلية في الولايات المتحدة.

تصعيد مستمر

وشكّك خبراء غربيون في إمكانية امتلاك كوريا الشمالية هذا النوع من الأسلحة. وقال خبير السياسات النووية في مؤسسة كارنيغي للسلام أنكيت باندا: "أميل إلى التعامل مع كوريا الشمالية على محمل الجدّ، لكن لا يمكنني استبعاد احتمال أن تكون هذه محاولة للخداع".

وعلّل الخبير قوله ذاك بأن سيكون "من غير الحكمة" تخصيص مادة انشطارية محدودة لرأس حربي في مسيَّرة تحت الماء، بدلاً من تخصيصه للصواريخ الباليستية "المحمولة".

تتزامن هذه التجربة مع ارتفاع منسوب التوتر في شبه الجزيرة الكورية، إذ تقود كوريا الشمالية سلسلة تجارب عسكرية مكثفة لأسلحتها، كان أحدثها يوم الاثنين، حين قال الجيش الكوري الجنوبي إن نظيره الشمالي أطلق صاروخين باليستيين في البحر قبالة ساحله الشرقي.

في المقابل تستضيف كوريا الجنوبية في هذه الأثناء نحو 28 ألف جندي أمريكي، في إطار تدريبات عسكرية مشتركة تُجريها قواتها مع القوات الأمريكية. وفي وقت سابق كانت الولايات المتحدة أعلنت إرسال حاملة طائرات متطورة إلى مياه شبه الجزيرة الكورية.

ودفعت التهديدات الكورية الشمالية، إلى جانب الصراع المتزايد مع الصين، الولايات المتحدة إلى السعي لتعزيز تحالفاتها مع كوريا الجنوبية واليابان. لكن خبراء يقولون إن التعاون القويّ بين واشنطن وسيول وطوكيو قد يدفع بيونغ يانغ وبكين وموسكو إلى تعزيز علاقاتهم الثلاثية.

TRT عربي